عام على إبادة غزة.. كيف استخدم الاحتلال سلاح التضليل لقتل الحقيقة؟

15:466/10/2024, Pazar
الأناضول
عام على إبادة غزة.. كيف استخدم الاحتلال سلاح التضليل لقتل الحقيقة؟
عام على إبادة غزة.. كيف استخدم الاحتلال سلاح التضليل لقتل الحقيقة؟

- بعد هجوم 7 أكتوبر قادت إسرائيل حملة تضليل إعلامية ضخمة لحشد الرأي العام العالمي لصالحها - ساقت إسرائيل مع استمرار حربها على غزة العديد من الأكاذيب والمزاعم التي ثبت بطلانها - الجيش الإسرائيلي لجأ إلى المعلومات المضللة قبل وبعد هجماته على المستشفيات بغزة

بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قادت إسرائيل حملة تضليل إعلامية ضخمة لحشد الرأي العام العالمي لصالحها، وساقت مع استمرار حربها على غزة العديد من الأكاذيب والمزاعم التي ثبت بطلانها.

ومع اقتراب موعد الذكرى السنوية الأولى للإبادة الإسرائيلية في غزة والذي يوافق 7 أكتوبر، أعدت الأناضول ملفا تناولت فيه حملات التضليل التي قامت بها المؤسسات الإعلامية الدولية.

فبعد الهجوم الذي شنته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على إسرائيل في 7 أكتوبر، بدأت الصحافة الإسرائيلية ووسائل الإعلام الدولية في نشر أنباء كاذبة زعمت أن "مقاتلي حماس قطعوا رؤوس 40 طفل إسرائيلي" في مستوطنة كفار عزة (قرب قطاع غزة).

وقام مراسل قناة i24 الإسرائيلية، الذي أثار هذا الادعاء الكاذب لأول مرة خلال بث القناة، بالدفاع عن نفسه على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "الجنود هم من أخبروني أنهم يعتقدون أن 40 رضيعا أو طفلا قد قُتلوا".

وجد هذا الادعاء صدى فورياً في الصحافة العالمية. وتتالت التصريحات من الإدارة الأمريكية، وأصبح هذا الادعاء الحجة الأكثر تمسكاً بها من قبل الجماعات المؤيدة لإسرائيل.

وعندما سأل مراسل الأناضول متحدث الجيش الإسرائيلي عن الأمر، أشار إلى أنهم رأوا التقارير الإخبارية المتعلقة بهذا الادعاء، لكنهم ليس لديهم أي معلومات تؤكد صحة هذا الادعاء.

ووفقا لمؤسسة MintPress News الإخبارية المستقلة، ومقرها الولايات المتحدة، فإن قناة i24 التي "توظف على الأقل 35 من قدامى المحاربين في قوات الاحتلال الإسرائيلية" تبرز بعلاقاتها الوثيقة مع الجيش.

وبشكل مماثل، روى الجيش الإسرائيلي في إطار أنشطته الصحفية في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني لصحفي إسرائيلي، كذبة أن حماس "قتلت رضعا وأطفالا وعلقتهم على حبل الغسيل" في هجوم 7 أكتوبر، وعلى الرغم من تبين أن هذا الادعاء لا أصل له، لم يتم نشر أي تصحيح أو اعتذار.

- إسرائيل تستهدف المستشفيات في غزة

واستهدفت القوات الإسرائيلية المدنيين في غزة بشكل متكرر، ولجأت إلى المعلومات المضللة قبل وبعد هجماتها على المستشفيات التي لجأ إليها المدنيون أو كانوا يتلقون العلاج فيها بسبب الهجمات.

وبحسب بيانات نشرتها منظمة الصحة العالمية في 25 سبتمبر/أيلول، كان إجمالي 36 مستشفى يعمل في غزة قبل 7 أكتوبر 2023، بات 17 منها فقط قادرا اليوم على تقديم خدمات محدودة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

وتم تسجيل القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني، المعروف بأنه أقدم مستشفى في غزة، في 17 أكتوبر، باعتباره أحد الهجمات التي تسببت في أكبر عدد من الخسائر في الأرواح.

وقتل في هذا الهجوم أكثر من 500 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، الذين لجأوا أو كانوا يتلقون العلاج في المستشفى الأهلي المعمداني.

وزعم الجيش الإسرائيلي، الذي نفى مسؤوليته عن الهجوم، أن "حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية ضربت المستشفى نتيجة هجوم صاروخي فاشل".

وزعم مارك ريغيف، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في حديث لقناة سكاي نيوز البريطانية، أن الهجوم نفذته حركة الجهاد الإسلامي، بالتوازي مع تصريحات للجيش.

ومع ذلك، خلص الباحثون والخبراء المستقلون الذين فحصوا لقطات الهجوم إلى أن الجيش الإسرائيلي هو المسؤول عن الهجوم.

- كذبة "مركز قيادة حماس"

ورغم زعم إسرائيل أن مباني المستشفى كانت "مركز قيادة حماس" و"مستودع ذخائر"، إلا أنها لم تتمكن من تقديم أي دليل ملموس حتى الآن لدعم هذه المزاعم.

وفي 3 نوفمبر قصفت القوات الإسرائيلية مدخل حرم مستشفى الشفاء في غزة، بدعوى أنه "مركز قيادة حماس".

وفي مؤتمر الصحفي عقده في 27 أكتوبر قبل الهجوم، ادعى متحدث الجيش دانييل هاغاري أن "مركز قيادة حماس" يقع أسفل المستشفى، وهدد بأن المستشفيات "ستفقد وضعها المحمي بموجب القانون الدولي عند استخدامها لأغراض إرهابية".

مزاعم إسرائيل بشأن المستشفى الذي يتواجد فيه آلاف الجرحى والمدنيين، لا تعدو أن تكون رسومات ثلاثية الأبعاد أعدها الجيش وتسجيلات صوتية لم يتم التأكد من دقتها.

ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي، الذي حاصر المستشفى وداهمه بعد الهجوم، من تقديم أي دليل ملموس يدعم هذه المزاعم.

وقال الطبيب النرويجي مادس غيلبرت، الذي يعمل في مستشفى الشفاء بشكل متقطع منذ 16 عاما، في تصريحه لبرنامج "الديمقراطية الآن"، إن مزاعم إسرائيل ليست جديدة، وأنه لا يوجد أي دليل على هذه المزاعم.

- مزاعم تثير السخرية

وكان مستشفى الرنتيسي للأطفال أحد المستشفيات التي قصفتها القوات الإسرائيلية وحاصرتها بزعم أنها تستخدم من قبل حركة حماس.

وفي 10 نوفمبر، استهدفت الهجمات بشكل مباشر مستشفى الرنتيسي للأطفال، مما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة.

وكانت الصور التي التقطتها القوات الإسرائيلية التي داهمت المستشفى في 14 نوفمبر، وروايات هاغاري والعناصر التي قدمها كأدلة، موضع انتقادات بل وسخرية بين مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي.

وعرض هاغاري التقويم على جدار المستشفى كقائمة بأسماء الحراس المسؤولين عن السجناء، في حين تمت إضافة صور ذخائر وقاذفات صواريخ على مقطع مصور لأسلحة زعم أنها وجدت في المكان، وعرضها مرة أخرى في فيديو جديد.

وتم عرض ما يقرب من 10 أسلحة، بعضها صدئ، على الصحفيين الأجانب الذين تم جلبهم إلى المستشفى، في حين تم تقديم بعض المتعلقات التي قد تكون عائدة لفلسطينيين لجأوا إلى تحت المبنى كدليل على وجود السجناء هناك.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

#إسرائيل
#التضليل
#غزة