عام على الإبادة.. مخيمات الضفة صورة مصغرة من غزة

11:586/10/2024, الأحد
الأناضول
عام على الإبادة.. مخيمات الضفة صورة مصغرة من غزة
عام على الإبادة.. مخيمات الضفة صورة مصغرة من غزة

-بحسب رصد وكالة الأناضول، فقد قصف الجيش الإسرائيلي واقتحم مخيمات طولكرم، ونور شمس، وجنين، والفارعة، وبلاطة، وعسكر القديم، وعسكر الجديد، ومخيم عين بيت الماء.

بات من الصعوبة السير في شوارع وأزقة مخيمات شمالي الضفة الغربية، بسبب عمليات التدمير والهدم الإسرائيلية للبيوت والبنية التحتية، التي تصاعدت بالتزامن مع اندلاع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة قبل عام.

وفي مقابلات مع الأناضول، قال مسؤولون بعدد من المخيمات، إن الجيش الإسرائيلي جعل مخيماتهم "غير صالحة للسكن، في خطوة تهدف لتهجيرهم وضرب عنوان رئيسي من عناوين القضية الفلسطينية".

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

** صورة مصغرة لغزة

وبالتزامن مع الحرب على غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي عشرات العمليات العسكرية في مخيمات الضفة، قتل خلالها مئات الفلسطينيين واعتقل الآلاف، كما دمر مئات المنازل والمحال التجارية بشكل كلي أو جزئي وبنى تحتية ومركبات.

وبحسب رصد الأناضول، فقد قصف الجيش الإسرائيلي واقتحم مخيمات طولكرم، ونور شمس، وجنين، والفارعة، وبلاطة، وعسكر القديم، وعسكر الجديد، ومخيم عين بيت الماء.

وخلال اقتحامه، استخدم الجيش طائرات مسيرة ومروحية وحربية، إلى جانب آليات برية معززة بجرافات ضخمة، ما جعل "المخيمات تتحول إلى صورة مصغرة للدمار الذي طال قطاع غزة"، حسب الأهالي.

هذه الاقتحامات وغيرها في الضفة، أسفرت عن مقتل 742 فلسطينيا، وإصابة 6 آلاف و200 منذ 7 أكتوبر، بينهم 10 سيدات، و9 مسنين، و160 طفلا، حسب رصد لوزارة الصحة الفلسطينية.

وبحسب مرصد "شيرين" لتوثيق الشهداء والمصابين، فإن 195 فلسطينيا قتلوا في محافظة جنين، و152 في محافظة طولكرم، و57 في طوباس، و72 في نابلس.

وبلغت حصيلة حملات الاعتقالات منذ 7 أكتوبر، أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها المخيمات، حسب توثيق لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي).

** مخيم طولكرم

فيصل سلامة، رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم (شمال)، قال إن "الوضع في المخيم كارثي، بنية تحتية مدمرة بشكل كامل، الأتربة والركام في كل مكان، انقطاع في شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات والكهرباء".

وأضاف سلامة للأناضول، أن الاقتحامات الإسرائيلية أسفرت عن "تدمير بيوت وحرق أخرى، إذ تضرر 2500 منزل بشكل جزئي، و200 بشكل كامل، وباتت غير قابلة للإصلاح أو السكن فيها".

وأوضح سلامة أنه خلال الاقتحامات "عمل الجيش الإسرائيلي على تدمير محتويات وأثاث المنازل من أجهزة كهربائية إلى خزائن وفرش. دمر كل شيء، وصادر أجهزة حاسوب وهواتف نقالة، ما كبّد السكان خسائر مادية كبيرة".

وإضافة إلى المنازل، أفاد سلامة بأن الجيش الإسرائيلي دمر نحو 200 مركبة و250 محلا تجاريا.

وأشار إلى أن عائلات عديدة "لم يعد بمقدورها ترميم وإعادة تأهيل منازلها جراء سوء الأحوال الاقتصادية والبطالة والفقر وتكرار عمليات التدمير"، لافتا إلى أن الجهات الرسمية "غير قادرة حتى اليوم عن إعادة بناء ما دمره الاحتلال".

وشدد على أن "كل هذا التدمير هدفه تهجير سكان المخيم، فالاحتلال يرى فيه عنوان قضية العودة، ويسعى لتدمير هذا العنوان، مدعيا ملاحقة المقاومة".

** نور شمس

وإلى الشرق من مخيم طولكرم، يقع مخيم نور شمس، الذي شهد بحسب سليمان الزهيري عضو لجنة المخيم، أكثر من 50 عملية عسكرية نفذتها القوات الإسرائيلية المدعومة بآليات هدم.

وقال الزهيري للأناضول، إن "المخيم تعرض لعشرات الاقتحامات المصحوبة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك العقاب الجماعي والمجازر المروعة والمنع المتعمد للخدمات الطبية المنقذة للحياة من الوصول إلى الجرحى".

وأضاف أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية خلقت واقعا كارثيا، بسبب تدمير البنية التحتية، والمرافق العامة بشكل كامل"، ومنها "تدمير 162 بيتا بشكل كامل، و370 بشكل متوسط، و1800 بشكل جزئي".

وتابع: "كما دمر الجيش الإسرائيلي نحو 300 محل تجاري في المخيم، منها 76 بشكل كامل، بالإضافة إلى المركز الشبابي وقاعة مركز الخدمات، ومدارس ومساجد، ورياض أطفال ووحدات صحية ومرافق عامة".

وقدر الزهيري الخسائر بأكثر من 28 مليون دولار، وأرجع السبب في هذا التنكيل إلى "سعي إسرائيل لتحويل المخيم إلى بيئة غير صالحة للسكن ومنفُرة لسكانه، لفرض الهجرة والنزوح مرة أخرى على الفلسطينيين".

** مخيم جنين

الحال قد يكون أصعب في مخيم جنين، أقصى شمالي الضفة الغربية، حيث شهد المخيم منذ 7 أكتوبر عشرات العمليات العسكرية كان أشدها القصف الجوي للمنازل والمركبات والاشتباكات العنيفة بين الأهالي والجيش الإسرائيلي.

وقال مدير بلدية جنين بشير مطاحن، إن "أعمال التوثيق والإحصاء للخسائر بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدينة جنين ومخيمها ما تزال متواصلة".

وأوضح مطاحن للأناضول، أن "الأرقام الأولية، تشير إلى أن ما يزيد عن 462 منزلا تضررت في مدينة ومخيم جنين، وذلك خلال عملية المخيمات الصيفية الأخيرة فحسب".

وفي 29 أغسطس/ آب الماضي، أطلق الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة في عدد من مدن ومخيمات شمالي الضفة الغربية، استمرت عدة أيام، أطلق عليها أسم "مخيمات صيفية".

وأضاف مطاحن، أن الاحتلال دمر عدة مرات، أكثر من 25 كم من شوارع المدينة، و215 محلا تجاريا، و300 مركبة، إضافة إلى شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

** مخيم الفارعة

حال مخيم الفارعة القريب من مدينة طوباس، لم يختلف كثيرا عن المخيمات السابقة، إذ تعرض لعمليات عسكرية عديدة منذ 7 أكتوبر، ما دفع رئيس مركز خدمات المخيم عاصم منصور، لوصف الوضع بأنه "صعب للغاية".

وقال منصور للأناضول، إن "عدة عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في المخيم، مارس خلالها التدمير والتكسير".

وأضاف أن "نحو 90 بالمئة من منازل المخيم اقتحمها الجيش الإسرائيلي، وكسر الأثاث، بعد خلع وتدمير الأبواب الرئيسية بمتفجرات".

وتابع أن "الجيش الإسرائيلي دمر مرافق بنية تحتية، وأجزاء من مدرسة، ونكل بجثامين شهداء، وانتهك قوانين دولية".

وأشار إلى أن "الجيش اعتقل عددا كبيرا من سكان المخيم، وحولهم للتحقيق الميداني، وما زال يبقي على عدد منهم قيد الاعتقال".

#إسرائيل
#عام على 7 اكتوبر
#فلسطين
#مخيمات شمالي الضفة