انتشال الجثامين بغزة.. مهمة مستمرة رغم الخطر وشح الإمكانات

09:0922/01/2025, الأربعاء
الأناضول
انتشال الجثامين بغزة.. مهمة مستمرة رغم الخطر وشح الإمكانات
انتشال الجثامين بغزة.. مهمة مستمرة رغم الخطر وشح الإمكانات

متحدث الدفاع المدني بغزة محمود بصل : - نقص المعدات والآليات الثقيلة ووسائل الحماية الشخصية تحدٍ حقيقي لطواقمنا في ظل الدمار الهائل - طواقمنا تعمل ببطء وحذر لتجنب وقوع انفجارات أو انهيارات جديدة وسط الأنقاض - أدعو المجتمع الدولي لإدخال معدات ثقيلة للمساعدة في انتشال الجثامين

في ثالث أيام وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ تواصل طواقم الدفاع المدني في مدينة رفح (جنوب) عمليات البحث عن جثامين فلسطينيين فقدت آثارهم تحت أنقاض المنازل المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي والعمليات العسكرية البرية في المدينة اعتبارا من 6 مايو/ أيار الماضي.

وتشارك عائلات فلسطينية طواقم الدفاع المدني في عمليات البحث والانتشال لجثامين متحللة أضحت "هياكل عظمية"، وسط مشاهد تنفطر لها القلوب.

هذه الجثامين التي مضت عليها فترات طويلة تحت الأنقاض، تحللت مع مرور الوقت وظروف الحرب الإسرائيلية القاسية.

وأعلن جهاز الدفاع المدني بغزة في وقت سابق الثلاثاء، انتشال جثامين 66 فلسطينيا من تحت أنقاض منازل ومبان دمرتها إسرائيل بمحافظات غزة والشمال والجنوب، خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في القطاع على مدى نحو 16 شهرا، قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.

** مشاهد قاسية

يقوم أفراد الدفاع المدني العاملون بجد رغم شح الإمكانات، بجمع عظام وجماجم متناثرة بين الركام ووضعها داخل أكياس بيضاء معدة خصيصًا لهذا الغرض.

وتعمل طواقم الدفاع المدني على مدار الساعة، مستخدمةً أدوات بسيطة، وسط غياب المعدات والآليات الثقيلة اللازمة لرفع الركام والبحث في أعماق المنازل المدمرة.

وفي رفح، رافقت الأناضول أحد فرق الدفاع المدني التي تمكنت من انتشال 4 جثامين مدفونة تحت أنقاض منزل مدمر، اختلطت فيه الجثث بالركام والملابس الممزقة.

وضع الفريق العظام الصغيرة والجماجم بعناية في أكياس بيضاء، في مشهد ترك أثرًا عميقًا في نفوس جميع العاملين والمواطنين الموجودين بالمكان.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن "14 ألفا و222 مفقودا لم يصلوا إلى المستشفيات حتى 18 يناير/ كانون الثاني 2025"، ووزارة الصحة سجّلت "46 ألفا و960 شهيدا ممن وصلوا إلى المستشفيات".

** مخاطر ميدانية

وقال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل: "أعمالنا محفوفة بالمخاطر، فالعديد من المباني المدمرة تحتوي على متفجرات ومخلفات حربية إسرائيلية، تشكل تهديدًا حقيقيًا على حياة طواقمنا".

وأوضح بصل لمراسل الأناضول، أن طواقم الدفاع المدني تعمل ببطء وحذر لتجنب وقوع انفجارات أو انهيارات جديدة.

وأضاف: "العمل في مثل هذه الظروف يحتاج إلى معدات وأدوات حماية شخصية، لكننا نفتقر إليها في قطاع غزة، والطواقم تواجه خطرًا مستمرًا، ومع ذلك يواصلون عملهم بإصرار وإيمان بواجبهم الإنساني".

ودعا بصل المجتمع الدولي إلى ضرورة توفير المعدات الثقيلة والموارد اللازمة لاستكمال عمليات الانتشال وإزالة الأنقاض.

وأردف: "مشاهد الانتشال المؤلمة يجب أن تكون نداءً للعالم ليتحرك فورًا. سكان غزة لا يمكنهم مواجهة هذه الكارثة الإنسانية بمفردهم".

ووفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي، "ألقى الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة 100 ألف طن متفجرات" ما تسبب في تدمير نحو 88 بالمئة من البنى التحتية بما يشمل المنازل وشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاقتصاد، بخسائر أولية تزيد عن 38 مليار دولار أمريكي

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

#إسرائيل
#الدفاع المدني بغزة
#انتشال جثث
#رفح
#غزة
#فلسطين