متضررون من الهجمات في تصريحات للأناضول: - الستوطنون الإسرائيليون لا يريدون لنا العيش هنا ولا كسب قوت عائلاتنا - الجيش كان بالموقع، لم يفعل شيئا للمستوطنين، ومنع الناس من التصدي لهم - يأتي المستوطن يعربد ويحرق ويحاول أن يقتل أمام نظر الجيش الإسرائيلي
ليلة عنيفة شهدتها الضفة الغربية المحتلة، عندما هاجم مستوطنون متطرفون بعض البلدات وعاثوا فيها إحراقا وتدميرا بممتلكات الفلسطينيين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، فيما "حالت الرعاية الإلهية دون مقتل عائلات حرقا داخل منازلها"، وفق شهود عيان.
يقول مواطنون فلسطينيون في بلدتي الفندق وجينصافوط شمال الضفة الغربية، للأناضول، إن عشرات المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي نفذوا مساء الاثنين هجوما عنيفا على الممتلكات والمنازل والمتاجر.
يتفقد المواطنون ما حل بهم من دمار وحرق، ويقولون إنه "لولا لطف الله لاحترقت عائلات في المنازل".
المنازل والمحال المستهدفة تقع على الشارع العام الذي يربط بين مدينتي نابلس وقلقيلية، ويسلكه المستوطنون، فيما توجد في المنطقة نقاط عسكرية إسرائيلية بشكل شبه دائم.
الشاب أحمد بشير (33 عاما) يتفقد منزل عائلته، قائلا: "نحو 40 مستوطنا هاجموا المنزل، كان بداخله والدتي وطفل صغير فقط، حاولوا حرقه ولولا لطف الله ومن ثم مساندة الناس لحدثت كارثة".
ويشير إلى شاحنة امتلكها حديثا، قائلا: "في البداية أحرقوا الشاحنة ومولد كهربائي، وفي بيت الجيران أحرقوا مركبة، ثم رشقوا المنزل بالحجارة وكسرت النوافذ، وحاولوا حرقه".
ويردف: "الجيش (الإسرائيلي) كان بالموقع، لم يفعل شيئا للمستوطنين، على العكس، منع السكان من التصدي لهم وأطلق الرصاص".
وإلى جوار منزل بشير، أحرق المستوطنون متجرين أحدهما للشاب أحمد عثمان (39 عاما)، وهو عبارة عن مشغل لصناعة القوارير والفخار ومجالس خشبية للحدائق.
يقول أحمد: "لم يتبق من المتجر شيء إلا أحرق ودُمّر، لم تتمكن طواقم الدفاع المدني الفلسطيني من الوصول إلى الموقع في الوقت المناسب جراء الهجوم".
ويضيف: "حاولنا قدر الإمكان وقف تمدد النيران لكن الخسائر كبيرة للغاية، لا يريدون لنا العيش هنا ولا كسب قوت عائلاتنا".
الدمار الأكبر والأوسع لحق بمتجر ومشتل محمود عيد (48 عاما)، الذي يتفقده صاحبه بحسرة، ويقول: "المتجر يقع على الشارع العام الواصل بين مدينتي قلقيلية ونابلس، قرب نقطة عسكرية إسرائيلية شبه دائمة، إلى جانب أن الطريق لا يخلو عادة من الجيش أو الشرطة".
ويكمل: "يأتي المستوطن يعربد ويحرق ويحاول أن يقتل أمام نظر الجيش".
ويتابع عيد: "ليلا كانت أعداد المستوطنين كبيرة، وكذلك الجيش، لكن دمروا كل شيء، حرقوا مصدر رزقنا".
ويقدّر عيد خسائره بنحو 250 ألف شيكل إسرائيلي (70 ألف دولار)، فيما يحاول ومن وصل لمتجره استصلاح بعض الزهور والقوارير.
بدورها، قالت الرئاسة الفلسطينية إن اعتداءات المستوطنين شمال الضفة الغربية "امتداد واستمرار لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
وندد متحدث الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بهجوم المستوطنين على بلدات الفندق وجينصافوط وأماتين شمال الضفة.
وأضاف: "تلك الهجمات ترافقت مع وضع جيش الاحتلال العديد من الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية على مداخل المدن والقرى، بهدف تقطيع أوصال الضفة الغربية".
وأكد أبو ردينة أن "هذه الجرائم التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين الإرهابية وجيش الاحتلال تأتي كجزء من استمرار حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، مستهدفةً مقدساته، وممتلكاته".
وقال إن "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة تحاول جر الضفة الغربية إلى مواجهة شاملة من خلال هذه الحرب الصامتة التي تنفذها، بهدف التصعيد، وخلق مناخ للعنف والتوتر".
ومساء الاثنين، أصيب 21 فلسطينيا في هجمات شنها مستوطنون إسرائيليون على بلدتي الفندق وجينصافوط بمحافظة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: "طواقمنا تعاملت مع 21 إصابة خلال أحداث الفندق وجينصافوط قرب قلقيلية".
وأوضحت أن 12 إصابة وقعت جراء الاعتداء بالضرب المبرح، و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وخلال 2024، نفذ مستوطنون 2971 انتهاكا بالضفة الغربية أدت إلى مقتل 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).
ووفق الهيئة، فإن "عدد المستوطنين في الضفة، بلغ نهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعون على 180 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 860 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.