- مصادر فلسطينية: الجيش الإسرائيلي اعتقل 20 فلسطينيا بينهم سيدتان وأشقاء وأسرى سابقون بعدة مناطق بالضفة الغربية - الناشط فارس العزوني: جيش الاحتلال اقتحم بلدة عزون ونفذ مداهمات للبيوت ولأحد المساجد واعتقل 64 مواطنا بينهم أطفال - يديعوت أحرونوت: نحو 40 مستوطنا اقتحموا بلدة فندق بالضفة وأضرموا النيران في 3 مبان ومركبات ومحلات تجارية فلسطينية
مع سريان وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بقطاع غزة، باشر الجيش الإسرائيلي باعتقال عشرات الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، إضافة لاعتداءات متفرقة نفذها مستوطنون ضد المواطنين وممتلكاتهم.
ومنذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، اعتقل الجيش الإسرائيلي 20 فلسطينيا بينهم سيدتان وأشقاء وأسرى سابقون بالضفة الغربية، وفق بيان مشترك أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية (حكومية)، ونادي الأسير الفلسطيني (أهلي).
وأوضحت المؤسستان أن "عمليات الاعتقال توزعت على محافظات الخليل (جنوب)، وقلقيلية ونابلس (شمال)، ورام الله (وسط)".
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي أجرى تحقيقا ميدانيا مع عشرات الفلسطينيين في عدة بلدات قبل الإفراج عنهم لاحقا.
وتأتي الاعتقالات غداة إفراج إسرائيل عن 90 أسيرا فلسطينيا من سجونها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع فصائل المقاومة بقطاع غزة، أنهى حرب إبادة تجاوزت 15 شهرا.
** مداهمات وتحقيقات
كما اعتقل الجيش الإسرائيلي، الاثنين، 64 فلسطينيا بينهم أطفال أحدهم في السابعة من العمر، خلال اقتحامه بلدة عزون بمحافظة قلقيلية شمال الضفة.
وقال الإعلامي والناشط في البلدة فارس العزوني، إن قوات الاحتلال اقتحمت عزون مساء الاثنين وأجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها.
وأضاف للأناضول أن الجيش الإسرائيلي "نفذ مداهمات للبيوت ولأحد المساجد واعتقل 64 مواطنا بينهم أطفال، أحدهم لا يزيد عمره عن 7 أعوام".
ولفت إلى اندلاع مواجهات بالبلدة حيث رشق الشبان الفلسطينيون الجيش بالحجارة، فيما استخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
كما أشار إلى إصابة 3 مواطنين من السكان، مساء الأحد، نتيجة تعرضهم للضرب من قبل الجيش الإسرائيلي على المدخل الشمالي للبلدة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
بدورها، قالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا" إن الجيش الإسرائيلي يغلق المدخل الشمالي الرئيسي لبلدة عزون بالبوابة الحديدية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وينصب حاجزا عسكريا شبه يومي على مدخل فرعي لها.
وقال مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة "حماس" في بيان، إن عزون شهدت "حملة اعتقالات (إسرائيلية) كبيرة، موضحا أن "أكثر من 60 مواطنا من البلدة يخضعون للتحقيق الميداني".
** ترامب يلغي عقوبات ضد المستوطنين
والاثنين، ألغى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، المرسوم الذي أصدرته إدارة سلفه جو بايدن بشأن فرض عقوبات على "المستوطنين اليهود المتطرفين الذين يهددون الأمن في الضفة الغربية".
جاء ذلك خلال توقيعه عددا كبيرا من المراسيم الرئاسية، في أول يوم من توليه إدارة الولايات المتحدة، الاثنين.
وتعليقا على قرار ترامب، قال متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن رفع العقوبات عن المستوطنين "يشجعهم على ارتكاب مزيد من الجرائم ضد الفلسطينيين"، وفق ما ذكرته "وفا".
وقال أبو ردينة: "اعتداءات المستوطنين في شمال الضفة الغربية امتداد واستمرار لحرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
يذكر أن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وقع في الأول من فبراير/ شباط 2024 مرسوما يفرض عقوبات على المستوطنين اليهود المتطرفين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وعقب هذا المرسوم، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية اتخاذ إجراءات عقابية ضد بعض المستوطنين اليهود المتطرفين في الضفة الغربية.
** تعليمات رسمية
وغداة تطبيق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إلى الجيش بالاستعداد لعمليات واسعة بالضفة الغربية.
وقال: "إضافة إلى الاستعدادات الدفاعية المكثفة بقطاع غزة، على الجيش أن يستعد لعمليات كبيرة بالضفة الغربية في الأيام المقبلة من أجل استباق المقاتلين الفلسطينيين والقبض عليهم"، وفق تعبيره.
وعادة ما تتركز عمليات الجيش الإسرائيلي في مناطق شمال الضفة الغربية.
** اقتحامات مستوطنين وإضرام نيران
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مساء الاثنين، إن نحو 40 مستوطنا "ملثما" اقتحموا بلدة فندق شمال الضفة، وأضرموا النيران في 3 مبان وعدة مركبات ومحلات تجارية فلسطينية.
وأضافت أنه "بعد وقت قصير من أعمال شغب، أصيب إسرائيليان بجروح خطيرة جراء إطلاق نار قرب مستوطنة رامات غلعاد على بعد كيلومترين فقط من بلدة الفندق".
من جانبها، قالت إذاعة الجيش إن المستوطنين أصيبا بنيران شرطي إسرائيلي "بالخطأ" بعد أن رُش بغاز الفلفل من قبل مستوطنين وأطلق النار في الهواء لإبعادهم عند مستوطنة رامات غلعاد.
** إصابات
ومساء الاثنين، أصيب 21 فلسطينيا في هجمات شنها مستوطنون إسرائيليون على بلدتي الفندق وجينصافوط بمحافظة قلقيلية شمال الضفة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان: "طواقمنا تعاملت مع 21 إصابة خلال أحداث الفندق وجينصافوط قرب قلقيلية".
وأوضح البيان أن 12 إصابة وقعت جراء الاعتداء بالضرب المبرح، و9 إصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وفي تصريح للأناضول، قال لؤي تيم، رئيس بلدية الفندق إن عشرات المستوطنين هاجموا منازل المواطنين ومركباتهم على أطراف البلدة وأحرقوا عدة مركبات، وحطموا عدة متاجر.
من جانبها، أشارت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) إلى "هجوم واسع للمستوطنين على بلدتي الفندق وجينصافوط، وإحراق منازل ومركبات ومحلات تجارية".
وقالت الإذاعة إن "قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي خلال تصدي الشبان (فلسطينيون) لهجوم المستوطنين".
أشارت وكالة "وفا" إلى أن "عشرات المستعمرين بحماية قوات الاحتلال أحرقوا عددا من المركبات وهاجموا المحلات التجارية والمنازل الواقعة على الشارع الرئيس (قلقيلية- نابلس) في قريتي الفندق وجينصافوط، شرق قلقيلية".
** إعاقة حركة السير
وتحدثت الوكالة عن تجمعات لمجموعات من المستوطنين في أماكن متفرقة في الضفة الغربية، ما تسبب في إعاقة حركة الفلسطينيين.
وذكرت أن "مجموعة من المستعمرين بحماية قوات الاحتلال تجمهرت عند مدخل قرية بُرقا (شرق مدينة رام الله)، ووضعت مسامير على الطريق لإعطاب إطارات مركبات المواطنين".
وأضافت: "مجموعة أخرى من المستوطنين، وبحماية قوات الاحتلال، تجمهرت في منطقة تل العاصور قرب قرية كفر مالك (شمال شرق رام الله)، ما أعاق حركة المواطنين في المكان".
وقالت إن عددا من المستوطنين "بحماية قوات الاحتلال تجمهروا (مساء الاثنين) عند مفترق كرملو قرب قرية الطيبة شمال شرق رام الله، ما أعاق حركة المواطنين في المنطقة".
** دعوة لتهجير الفلسطينيين
وجنوب الضفة، أفادت "وفا" بأن مستوطنين اقتحموا منزلا فلسطينيا في منطقة مَسافِر يطا جنوب مدينة الخليل.
كما هاجم عشرات المستوطنين مركبات المواطنين بالحجارة، عند المدخل الشرقي لبلدة دورا ومخيم الفوار، جنوب المدينة "ما تسبب في أضرار في عدد منها، وسط ترديد (المستوطنين) هتافات عنصرية تدعو لقتل وتهجير الفلسطينيين".
وخلال 2024، نفذ مستوطنون 2971 انتهاكا بالضفة الغربية أدت إلى مقتل 10 فلسطينيين وإتلاف أكثر من 14 ألف شجرة، بحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).
ووفق الهيئة، فإن "عدد المستوطنين في الضفة، بلغ نهاية عام 2024 نحو 770 ألفا، موزعون على 180 مستوطنة، و256 بؤرة استيطانية، منها 138 بؤرة تصنف على أنها رعوية وزراعية".
** إحراق مركبات
ومساء الأحد، هاجم مستوطنون بلدة سِنجل الفلسطينية شمال مدينة رام الله (وسط)، تزامنا مع احتفالات بإطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وقال شهود عيان للأناضول إن "مستوطنين إسرائيليين هاجموا الأطراف الشمالية لبلدة سِنجل، وأحرقوا 4 مركبات فلسطينية، وهاجموا 4 منازل بالحجارة".
وأضاف الشهود أن "سكان البلدة احشدوا لصد اعتداء المستوطنين دون أن يلحظ أي تدخل للجيش، ودون تسجيل إصابات".
* تواطؤ رسمي
وقبل يومين من سريان اتفاق وقف النار بغزة، ألغى وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، جميع أوامر الاعتقال الإداري الصادرة بحق مستوطنين نفذوا اعتداءات بالضفة الغربية المحتلة.
والاعتقال الإداري هو اعتقال يستند إلى معلومات سرية لا يتم الكشف عنها، لكنها طالت مستوطنين متهمين بجرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين بما فيها القتل وإحراق الأراضي والممتلكات والاعتداءات الجسدية المبرحة.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 860 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700 فلسطيني، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني الجاري ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.