- الجيش اللبناني بدأ انتشاره في مدينة بنت جبيل جنوب البلاد - عدد من السكان توافدوا إلى المدينة لتفقد منازلهم ومحالهم التجارية - توغل إسرائيلي فجر الثلاثاء في مناطق جنوب لبنان
مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، بدأ الجيش اللبناني انتشاره في مدينة بنت جبيل (جنوب) عقب انسحاب القوات الإسرائيلية وفقا للاتفاق.
الأناضول، وثقت دخول الجيش اللبناني وانتشاره المدينة وحجم الدمار الذي ألحقه القصف الاسرائيلي في أحيائها وبنيتها التحتية ومنازلها ومحالها التجارية، وسوقها ومركز بلديتها وشبكات كهربائها ومياهها.
وعلى وقع الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي لم تترك سماء المدينة، توافد عدد من السكان إلى المدينة لتفقد منازلهم ومحالهم التجارية التي سويت بالأرض.
وتحدثوا للأناضول عن فرحتهم بالعودة إلى مدينتهم، مؤكدين أنهم سيباشرون فورا بالإعمار من أجل إعادة الحياة إلى هذه المدينة التي لا تموت.
وقالت أم حسين بزي (75 عاما) وهي تنظر إلى منزلها المدمر كليا: "كل يوم سآتي لأتفقد منزلي وخاصة أني الآن أسكن في منطقة قريبة عند ابنتي منذ بداية الحرب".
وأضافت: "سأتردد كل يوم إلى منزلي المهدم لاسترجاع الذكريات.. لأننا لا نستطيع العيش هنا حاليا.. فلا يوجد ماء ولا كهرباء".
من جهته، ابن المدينة سمير (57 عاما) قال: "كنت أشاهد من بعيد كيف دخل عناصر الجيش الإسرائيلي على منزلي، وسرقوا أغراضي.. وقبل أن يخرجوا منه حطموه من الداخل وخربوه".
وأضاف: "الآن أتيت الى منزلي ورأيت أنها مشاهد لا توصف من الخراب الذي أحدثه هؤلاء، من إطلاق الرصاص على الجدران وأدوات المنزل".
بدوره أحمد سيد حسن (65 عاما) صاحب بقالة في سوق بنت جبيل، قال: "أتينا إلى هنا لننفض غبار الحرب عن المحل.. الحياة ستستمر".
أما محمد عطوي، صاحب محال لبيع المواد الغذائية، قال: ”منذ إعلان الهدنة أتيت إلى هنا، الإسرائيلي دخل إلى هنا بعد الهدنة واستباح كل شيء ولم يلتزموا أبدا بوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن "الحرب أتت قاسية وطويلة"، وإلى أن أهالي المدينة بدأوا يتوافدون لتفقد منازلهم منذ دخول الجيش اللبناني أمس الأول الأحد.
ووفق وكالة الأنباء اللبنانية، عملت قوات إسرائيلية اليوم الثلاثاء على تفجير بوابات عدد من المنازل في منطقة التوغل عند أطراف بنت جبيل لجهة مارون الرأس، وسط إطلاق نار متقطع في المكان.
ولفتت إلى جرافات إسرائيلية تقوم بعمليات تجريف الطرقات، التي تربط الأحياء الداخلية في بلدة مارون الراس.
وذكرت أن قوة إسرائيلية توغلت اليوم الثلاثاء من بلدة الطيبة نحو بلدة عدشيت القصير الحدودية جنوب لبنان.
وأفادت بتوغل إسرائيلي فجرا من بلدة بني حيان في اتجاه وادي السلوقي، ونفذت عمليات نسف ضخمة في وادي السلوقي، بعدما كانت فجرت مسجدا أمس.
يأتي هذا الخرق قبل 5 أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوما التي تحل في 26 يناير/كانون الثاني الجاري والتي بموجبها ينسحب الجيش الإسرائيلي من البلدات التي احتلها جنوب لبنان في الحرب الأخيرة ضد "حزب الله".
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله" ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات للاتفاق، ما خلّف 37 قتيلا و45 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيا خلال مهلة مدتها 60 يوما من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن ينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.