كلمة خلال مؤتمر السفراء بالعاصمة أنقرة..
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الطريق الذي تصر الحكومة الإسرائيلية على سلكه بعناد "ليس طريقا صائبا".
جاء ذلك في كلمة، الثلاثاء، خلال مؤتمر السفراء الأتراك المنعقد بالعاصمة أنقرة بتنظيم من وزارة الخارجية التركية.
وأشار أردوغان إلى أن الأزمات والصراعات الناشئة في الشرق الأوسط تهدد بشكل خطير السلام والاستقرار العالميين.
ولفت إلى استمرار المذبحة في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 14 شهرا والتي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف فلسطيني، 70 بالمئة منهم أطفال ونساء.
وذكر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تزيد كل يوم من اعتداءاتها في المنطقة، مما يعقد المشكلات أكثر.
وأضاف: "إن عدم اكتراث المجتمع الدولي بهذه المجازر يتسبب يوما بعد يوم في تآكل وتلف وتدمير المبادئ والقيم القانونية الأساسية التي تبقي النظام (العالمي) قائما، ولا بد من قول كفى لهذا الأمر".
وتابع: " لا يمكن أن يتحقق الأمن بسفك المزيد من الدماء وإلقاء المزيد من القنابل على المدنيين الأبرياء، إن الطريق الذي تصر الحكومة الإسرائيلية على سلكه بعناد ليس طريقا صائبا".
ولفت إلى أن تركيا تؤكد منذ 14 شهرًا على ضرورة تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وإعطاء فرصة للسلام في غزة.
وأوضح أن الديناميكيات المتغيرة في المنطقة مناسبة أكثر من أي وقت مضى لهذا الأمر.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده مستعدة لبذل أقصى جهودها من أجل إنهاء بحر الدماء في غزة.
ودعا القوى العالمية المؤثرة على الحكومة الإسرائيلية إلى أخذ زمام المبادرة لفتح نافذة السلام في غزة.
- سوريا
من جهة أخرى، أشار أردوغان إلى أن سوريا شهدت تغيرا كبيرا في الأيام الـ10 الأخيرة.
وشدد على أن "نظام الأسد فرّ من سوريا، تاركا وراءه أنقاضا كبيرة مليئة بالمجازر والدمار والوحشية"، في إشارة إلى هروب رئيس النظام المخلوع بشار الأسد إلى روسيا.
وأضاف: "لقد خسر الظالمون وذُلوا، وانتصر المظلومون مرة أخرى، وانتهى الشر الذي استمر في سوريا بالدماء والدموع 61 عاما".
وقال إن الحقبة الأكثر صعوبة في هذا البلد قد ولت بحلول يوم الأحد الماضي.
وأكد أن تركيا دافعت منذ اليوم الأول للنزاع في سوريا عن الحق والعدالة وبناء نظام شامل وجامع، وعندما بدأت المجازر فتحت أبوابها وقلوبها لأشقائها السوريين.
وأشار إلى أن التطورات أظهرت بوضوح مدى صوابية السياسة الإنسانية التي حرصت الحكومة التركية على انتهاجها منذ 13 عاما، رغم كل محاولات العرقلة والانتقادات المجحفة وحملات التشويه التي مورست ضدها.
وأردف بخصوص سوريا: "ما نتمناه هو أن تواصل الإدارة الجديدة طريقها من خلال نهج يشمل ويحتضن كافة شرائح الشعب السوري".
من ناحية أخرى، أكد الرئيس التركي على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي العراق.
وأضاف: "حماية وحدة أراضي العراق وسيادته أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا كما هو الحال بخصوص سوريا".
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.