ومدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية يقول إن المساعدات الشحيحة بالكاد تغطي 5 إلى 7 بالمئة من احتياجات الفلسطينيين
قالت الأمم المتحدة، الأربعاء، إن من أهم أولياتها توصيل المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 14 شهرا، ولفتت إلى وجود مشاكل في التنسيق والإمداد والوضع الأمني.
وقال منسق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، خلال مؤتمر صحفي عقدته شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بغزة: "توصيل المساعدات لقطاع غزة من أهم أولوياتنا ونتابع شراكتنا مع المواطنين لحين انتهاء الأزمة".
وأوضح أنهم يحاولون التعامل مع تحديات يواجهونها خلال توصيل المساعدات من عمليات تنسيق وإمداد والوضع الأمني بغزة.
بدوره، قال مدير شبكة المنظمات أمجد الشوا، بكلمة خلال المؤتمر: "شمال قطاع غزة يتعرض لحصار إسرائيلي متواصل من الجيش (الإسرائيلي) وسط مواصلة استهدافه للمنظومة الصحية".
وأضاف إن هذا الاستهداف يأتي بالتزامن مع "الجهود الكبيرة لمنظمة الصحة العالمية لإدخال بعض المستلزمات وإخلاء بعض الجرحى".
وأوضح خلال كلمته أن نحو 25 ألف جريح ومريض فلسطينيين بحاجة لإجلاء فوري من قطاع غزة لتلقي العلاج.
وأردف: "منذ إغلاق معبر رفح في مايو (أيار) الماضي تمكن فقط ما يزيد بقليل عن 300 مريض وجريح من مغادرة القطاع للعلاج".
وفي 6 مايو أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة رفح جنوب القطاع، متجاهلا تحذيرات دولية من تداعيات ذلك على حياة النازحين بالمدينة، وسيطر في اليوم التالي على معبر رفح الحدودي مع مصر.
وطالب الشوا بضرورة "حماية المنظومة الصحية في كافة أنحاء القطاع خاصة محافظة الشمال التي تتعرض لاستهداف متواصل".
وحول المساعدات الشحيحة التي تدخل قطاع غزة، قال إنها "بالكاد تغطي 5 إلى 7 بالمئة من احتياجات الفلسطينيين".
وبيّن أن نحو 95 بالمئة من سكان القطاع معظمهم من النساء والأطفال النازحين "يدفعون ثمنا باهظا من الجوع والمرض والبرد" جراء استمرار الإبادة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة في مؤتمر إن "الفلسطينيين في قطاع غزة وصلوا إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة وسط مواصلة إسرائيل سياسة التجويع بشكل ممنهج عبر منع إدخال المساعدات والغذاء".
واستفحلت المجاعة في معظم مناطق قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، لا سيما في محافظة الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع لإجبار المواطنين على النزوح جنوبا.
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطني القطاع البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد من الغذاء والماء والدواء.
وتواصل إسرائيل مجازرها التي خلفت نحو 151 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.