مؤتمر صحفي لمتحدث الجيش دانيال هاغاري عقب إطلاق حماس سراح 4 مجندات إسرائيليات
زعم الجيش الإسرائيلي، السبت، أن حركة حماس لم تلتزم بتعهداتها بشأن إطلاق سراح الأسيرات الإسرائيليات "المدنيات" أولا.
وقال متحدث الجيش دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي بثه الجيش على حسابه بمنصة إكس: "لم تلتزم حماس بالاتفاق فيما يتعلق التزامها بإعادة المدنيات أولا".
وأضاف: "سنصر على عودة أربيل يهود، وكذلك على عودة شيري وأبناء عائلة بيباس، الذين نشعر بقلق بالغ بشأنهم، في أقرب وقت".
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية كان من المفترض أن تطلق حماس خلال الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من صفقة وقف النار 3 مجندات ومدنية واحدة هي "أربيل يهود"، لكنها أطلقت بدلا عن ذلك سراح 4 مجندات.
وتابع هاغاري: "المجندات الأربع الآن في أيدٍ أمينة، وهن في طريقهن إلى الوطن. كنا ننتظر هذه اللحظة. كان الشعب الإسرائيلي ينتظر الإفراج عنهن".
وأشار إلى أن الأسيرات الأربع المجندات المفرج عنهن "وصلن الآن إلى موقع الاستقبال في رعيم (مستوطنة متاخمة لقطاع غزة) للقاء ذويهم".
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش في بيان على إكس، وصول المجندات الأربع إلى الأراضي الإسرائيلية.
وبعد ذلك بوقت قصير، قال الجيش إن قوة تابعة له بالاشتراك مع جهاز الأمن العام (شاباك)، تسلمت من الصليب الأحمر المجندات "دانييلا جلبوع وليري إلباغ ونعمة ليفي، وكارينا أرئيف".
وقبل ذلك، أفاد مراسل الأناضول بأن عناصر "القسام" سلموا المجندات الأربع من على منصة نصبت في ميدان فلسطين، بعد عملية توقيع بين الكتائب وطاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وخلال التسليم، خرجت المجندات الإسرائيليات الأربع إلى المنصة وهن يرتدين الزي العسكري.
وبعد تسلم الأسيرات الأربع، غادرت قافلة مركبات تابعة لـ"الصليب الأحمر" ميدان فلسطين متجهة متجهة لتسليمهن إلى الجانب الإسرائيلي.
وتخلل عملية التسليم، وجود مكثف لمقاتلي "القسام"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، الذين انتشروا في المكان.
بينما تجمع آلاف الفلسطينيين في ميدان فلسطين لحضور عملية التسليم وسط أجواء احتفائية.
كما أوضح مراسل الأناضول أن كتائب "القسام" نظمت عروضا عسكرية في مناطق مختلفة من غزة قبيل بدء عملية التسليم.
إحدى هذه العروض تم تنظيمها في حي الزيتون شرق مدينة غزة، حيث أقلت مركبات ودراجات نارية عشرات من مقاتلي القسام في مشهد يحدث للمرة الأولى منذ سريان وقف إطلاق النار.
وبدأ قطاع غزة يتجهز لعملية تسليم الأسيرات الأربع منذ مساء الجمعة حيث جهزت حركة حماس ميدان فلسطين وعلقت عليه الأعلام الفلسطينية ولافتة كتب عليها "مقاتلو الحرية الفلسطينيون.. منتصرون"، و"فلسطين انتصار المظلومين على الصهيونازية"، و"طوفان الأقصى ثورة على الظلم والإجرام الصهيوني"، و"غزة.. مقبرة الصهاينة المجرمين".
وهذه المرة الأولى التي تسلم فيها القسام مجندات إسرائيليات.
ومساء الجمعة، أعلن "أبو عبيدة" المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، أسماء الأسيرات الإسرائيليات الأربع، وهن من المجندات.
ووفق آلية التبادل المتبعة، فإن إسرائيل تسلم قائمة الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم بعد استلامها القائمة الخاصة بها.
وفي وقت سابق السبت، نشر مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة "حماس"، قائمة بأسماء 200 أسير فلسطيني مقرر الإفراج عنهم السبت بينهم 121 محكوما بالمؤبد و79 من ذوي الأحكام العالية.
وفي ساعات الصباح الباكر، توجهت قافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر من غزة إلى معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع، وفق إفادة مراسل الأناضول.
هذه القافلة تكونت من عدة مركبات تابعة للصليب من بينها حافلة "نصف نقل" بسعة (20-25 شخصا)، فيما لم يعرف تفاصيل حول سبب مغادرتها القطاع.
ومقابل كل مجندة إسرائيلية يتم تبادل 50 أسيرا فلسطينيا بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من حماس للأناضول السبت.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.
فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.