- زوجة الأسير رائف الفرا: نحمد الله على هذا الفرج - إسمهان أبو دراز: الإفراج عن الأسرى "عرس وطني" - زوجة الأسير عبد الرحمن بعلوشة: اليوم يوم انتصار
وسط زغاريد الفرح ودموع الآباء والأبناء، عاش ذوو أسرى في قطاع غزة المفرج عنهم السبت، يوما استثنائيا بعد تحرر أبنائهم من سجون إسرائيل ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل.
مشاهد الفرحة التي عمّت أرجاء القطاع الساحلي حملت قصصا طويلة من الصبر والألم امتدت لسنوات، قبل أن تُشرق شمس الحرية على وجوه طالما انتظرتها عائلاتهم وأحباؤهم.
من بين الحشود، كانت الأمهات والزوجات يرددن دعواتهن بفرج قريب لجميع الأسرى الذين ما زالوا خلف قضبان السجون الإسرائيلية، مؤكدات أن الفصائل الفلسطينية كانت وستظل الأمل الأكبر في انتزاع الحرية.
ـ تحقق الحلم
زوجة الأسير رائف الفرا، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كانت تحلم بهذه اللحظة لسنوات، واليوم أصبحت حقيقة بعناق زوجها محررا من سجون إسرائيل.
وعبرت الفرا، عن مشاعر الفرح بعد أن تمكن زوجها المحرر من الاتصال بها بعد استنشاقه نسيم الحرية.
وقالت زوجته لمراسل الأناضول: "نحمد الله على هذا الفرج، كانت معاناتي منذ بداية الحرب شديدة، ولكن الله أكرمني برؤية زوجي حرا".
وأضافت: "فرحتنا اليوم منقوصة بسبب الشهداء الذين ارتقوا في الحرب، ونسأل الله أن يفرّج عن باقي الأسرى".
وتتوشح الفلسطينية إسمهان أبو دراز، عمة الأسير محمد أبو دراز، من مدينة خان يونس، براية حركة فتح، وتقول للأناضول: "سعادتنا اليوم لا توصف، ونسأل الله أن يفك أسر أبناء شعبنا الفلسطيني من سجون إسرائيل".
أبو دراز، المحكوم بالسجن 15 سنة ونصف، قضى منها 10 سنوات ونصف قبل أن تُعيده الصفقة حرا إلى عائلته.
ووصفت إسمهان، الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل، بـ"عرس وطني".
وأضافت أن والده توفي وكان يحلم برؤية نجله حرا طليقا.
وفي حديث مع زوجة الأسير عبد الرحمن بعلوشة، خلال استقباله في مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس، قالت ماجدة بعلوشة، للأناضول: "اليوم يوم انتصار، الحمد لله الذي منّ علينا بهذا اليوم بعد طول انتظار وسنين طويلة".
وأضافت: "الحمد لله أن منّ علينا وأكرمنا بهذه اللحظة، كان أملنا بالله كبيرا، وكنا على ثقة أنه سيخرج ولن يكمل حكمه".
من جانبها، عبرت إخلاص بعلوشة، إحدى أفراد العائلة، عن فرحتها قائلة: "الحمد لله، في أول محكمة لعبد الرحمن أكد أن غزة لن تخذله، وغزة لم تخذله".
وقالت إخلاص، للأناضول: "اليوم هو حر بين عائلته وعلى أرض غزة العزة".
وتابعت: "الحمد لله الذي منّ علينا بهذه اللحظة بعد سنوات من الترقب والانتظار الصعب".
ولفتت إخلاص، إلى أن "الكلمات تعجز عن وصف اللحظات التي عشناها".
ـ فرحة غامرة
فيما قالت الفلسطينية انشراح النجار، والدة الأسير رامي النجار، للأناضول: "ربنا أفرحنا بحريته، والعاقبة عند باقي عائلات الأسرى بأن يفرحوا بخروج أبنائهم".
وأضافت: "نشكر المقاومة التي أخرجت أبناءنا من السجون، ونسأل الله النصر لشعبنا".
وقال أحد أفراد عائلة أسير محرر للأناضول: "اليوم نعيش فرحة، لكننا ندرك أن هناك آلاف الأسرى لا يزالون يعانون، ونأمل أن يعيش جميع أهاليهم هذه اللحظات المليئة بالفرح والانتصار".
ـ 200 أسير فلسطيني حر
وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها أطلقت سراح 200 أسير فلسطيني تجاه الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تم إبعاد 70 منهم إلى مصر، ضمن الدفعة الثانية من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار بغزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "جرى إطلاق سراح 114 سجينا أمنيا فلسطينيا من سجن عوفر إلى مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية)، و16 إلى قطاع غزة، فيما تم ترحيل 70 آخرين إلى مصر".
وظهر السبت، أفرجت حركة حماس عن 4 مجندات إسرائيليات سلمتهن للصليب الأحمر الذي سلمهن بدوره إلى الجانب الإسرائيلي، ضمن الدفعة الثانية للمرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة.
ومقابل كل مجندة إسرائيلية يتم تبادل 50 أسيرا فلسطينيا بينهم 30 من أصحاب المؤبدات و20 من ذوي الأحكام العالية، وفق ما أفاد به مصدر من حماس للأناضول، السبت.
وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة.
فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.
وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا طفلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.