"القسام": حرصنا على حسن معاملة أسرى الاحتلال وفق تعاليم الإسلام

09:1525/01/2025, ہفتہ
تحديث: 25/01/2025, ہفتہ
الأناضول
"القسام": حرصنا على حسن معاملة أسرى الاحتلال وفق تعاليم الإسلام
"القسام": حرصنا على حسن معاملة أسرى الاحتلال وفق تعاليم الإسلام

بينما سعت إسرائيل باستمرار إلى قتلهم، وفق تصريح عضو المجلس العسكري لكتائب القسام عز الدين الحداد خلال حلقة من برنامج "ما خفي أعظم" بثتها قناة الجزيرة الفضائية مساء الجمعة


أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها وجهت مقاتليها إلى حسن معاملة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، بينما سعت دولتهم باستمرار إلى قتلهم.


جاء ذلك على لسان عضو المجلس العسكري لكتائب القسام، عز الدين الحداد، خلال حلقة من برنامج "ما خفي أعظم" بثتها قناة الجزيرة الفضائية مساء الجمعة، تحت عنوان "الطوفان".


وتناولت الحلقة هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.


وخلال هذا الهجوم الذي استهدف، آنذاك، قواعد للجيش الإسرائيلي ومستوطنات بمناطق متاخمة لغزة، تمكنت الفصائل الفلسطينية من أسر نحو 251 إسرائيليا، كثير منهم عسكريون، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.


وعن تفاصيل عمليات الأسر وتأمين الأسرى في ظل حرب الإبادة على غزة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مدى أكثر من 15 شهرا، قال الحداد: "قمنا بتأمين عمليات الأسر ضمن مسارات مُعدة مسبقا بعيدا عن أعين الاحتلال وتقنياته المتطورة".


وأضاف: "كان توجيهنا بحسن معاملة الأسرى وفق تعاليم الإسلام. وحرصنا على حياة أسرى العدو ومعاملتهم معاملة حسنة".


واستدرك: "في المقابل قرر عدوّنا قتلهم منذ اليوم الأول، واستمر في قتلهم حتى يومنا هذا"، موردا في هذا الصدد بعض الشواهد على ذلك.


وخلال هدنة دامت لأسبوع بين 24 نوفمبر/ تشرين الثاني و1 ديسمبر/ كانون الأول 2023، أفرجت الفصائل الفلسطينية بغزة عن 50 من الأسرى الإسرائيليين مقابل 240 من الأسرى الفلسطينيين.


وإجمالا، تحتجز إسرائيل حاليا أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، أعلنت حماس مقتل عشرات منهم في غارات إسرائيلية عشوائية.


فيما تضمن اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، صفقة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بغزة مقابل أعداد من الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.


وفي المرحلة الأولى من الاتفاق، المكون من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، تنص البنود على الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين يُقدر بين 1700 و2000.


وبالفعل شهد التبادل الأول، الذي تم في أول أيام الاتفاق، الإفراج عن 3 أسيرات مدنيات إسرائيليات مقابل 90 معتقلا ومعتقلة فلسطينيين، جميعهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس.


فيما يشهد اليوم السبت، الإفراج عن 4 مجندات إسرائيليات مقابل 200 أسير فلسطينيا.


** مبررات "طوفان الأقصى"


وفي حلقة برنامج "ما خفي أعظم" تحدث الحداد عن مبررات القيام بعملية "طوفان الأقصى"، لافتا إلى أن من بينها "توحش الاحتلال في جرائمه ضد أسرانا بعد وضعهم تحت مسؤولية الوزير العنصري الفاشي إيتمار بن غفير (وزير الأمن القومي الذي استقال مؤخرا)".


وذكر من المبررات كذلك "عدوان الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى؛ حيث اعتدى وضرب ونكّل دون أي رادع".


أما المبرر الثالث، وفق القيادي في "القسام"، فكان الحصار الإسرائيلي الممنهج على قطاع غزة، الذي استمر آنذاك لأكثر من 18 عاما.


وتابع الحداد: "هنا كان لا بد من طوفان الأقصى لإفساد خطة العدو الممنهجة بضربة استباقية مزلزلة وغير مسبوقة دفاعا عن مقدساتنا وشعبنا ومقاومتنا".


وذكر أيضا من الأسباب التي عجلت بعملية "طوفان الأقصى" كانت معلومات حصلت عليها "القسام" تؤكد "خطط العدو للمبادرة بحرب مدمرة على غزة (...) بعد الأعياد اليهودية مباشرة (التي انتهت آنذاك في 8 أكتوبر 2023)، بحيث تبدأ بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كل فصائل المقاومة، يتبعه هجوم بري واسع ومدمر على شعبنا وأرضنا ومقدراته".


** التخطيط لـ"طوفان الأقصى"


وبشأن التخطيط لعملية "طوفان الأقصى"، أوضح الحداد أن "القرار كان اعتماد خطة خداع وتضليل استراتيجي للعدو، حيث أوهمناه أننا ابتلعنا طُعم التسهيلات (التي قدمها لغزة آنذاك لمنع أي هجوم منها)، في حين كان الإعداد للقتال يجري على قدم وساق".


وأضاف: "حددنا منطقة عمليات طوفان الأقصى، وكان الهدف مهاجمة فرقة غزة وتدمير مواقعها وقواعدها وكذلك فصائل الحماية الأمنية التابعة لها، وأسر أكبر عدد ممكن من جنود العدو لتحرير أسرى الشعب الفلسطيني".


وأردف: "نظرا لحجم المعركة الكبير وتوابعها المتوقعة، تم وضع الإخوة في محور المقاومة في صورة التوجه، واحتفظنا بتوقيت ساعة الصفر لدينا في أضيق دائرة لضمان نجاح الهجوم".


ولفت إلى أنه "منذ الأول من أكتوبر 2023 كانت قيادة الجهاز العسكري في حالة انعقاد دائم على مدار الساعة للمصادقة على الخطط (الخاصة بالعملية) ووضع اللمسات النهائية وضبط توقيتات التنفيذ".


واستطرد: "في الساعات الـ24 التي سبقت ساعة الصفر تم فيها ربط غرف القيادة والسيطرة بغرفة العمليات المركزية التي أشرفت على التنفيذ، وبدأت عملية حشد واستدعاء قوات تنفيذ واجب الهجوم".


وأشار إلى أن "أسلحة الدعم القتالي كانت على أهبة الاستعداد حتى تمام الساعة السادسة والنصف من صباح السابع من أكتوبر (04:30 ت.غ)".


وعن شكل العملية، قال الحداد: "لقد حاكى هجومنا بدقة تلك المناورات التي تدرب عليها مجاهدونا، فتزامنت عند ساعة الصفر قذائفنا الصاروخية وسرب طائراتنا المسيّرة والشراعية ووحداتنا البحرية مع الآلاف من نخبة مشاة القسام الذين عبروا الجدار الفاصل بعد أن تهاوى على أيدي مجاهدين في وحدات الهندسة".


ولفت إلى أن "فرقة غزة سقطت في ساعات معدودة، معلنة نجاح تنفيذ طوفان الأقصى نجاحًا مذهلاً، حيث لم يصل العدو إلى أي معلومات بخصوصها رغم حجم العملية الكبير، كما لم تعمل دفاعاته بفعالية أمام مقاتلينا".


وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.


وبشأن ما يعتبره فشلا لإسرائيل خلال حرب الإبادة تلك، قال الحداد: "من أبرز معالم الفشل لدى العدو والآثار المهمة لطوفان الأقصى ما شهدته المؤسسة العسكرية للعدو من استقالات متوالية واعترافات بالإخفاق الكبير وتبادل الاتهامات وحالة التخبط في المنظومة الاستخبارية، ومحاولة التهرب من المسؤولية، خاصة من المستوى السياسي وعلى رأسه هنا (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو".


وزاد: "نحن على ثقة بأن هذه الاستقالات وهذا الجدل سيستمر ويتصاعد عندما تتعمق التحقيقات وتتكشف معالم الفشل والهزيمة أكثر وأكثر في قادم الأيام والشهور".


وأكد الحداد أنه "لن يكون أمام قيادة الاحتلال المستقوية بأمريكا والغرب إلا أن تنصاع لمطالبنا العادلة في وقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة والإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال، وخاصة أسرى المؤبدات، ورفع الحصار وإعادة الإعمار".


وعرض برنامج "ما خفي أعظم"، خلال الحلقة، لقطات مصورة تظهر القيادي في "القسام" محمد الضيف وهو يحدد المواقع العسكرية المستهدفة في عملية "طوفان الأقصى".


كما تضمنت الحلقة مشاهد ليحيى السنوار قائد حركة "حماس" قبل استشهاده بنيران إسرائيلية.


إذ كان يقود فوق الأرض عمليات ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة في مدينة رفح ومناطق أخرى.

#الأسرى الإسرائيليون
#القسام
#حماس
#عز الدين الحداد
#غزة