متحدث الدفاع المدني محمود بصل قال: - الدمار في شمال القطاع بلغ مستويات كارثية - الجثامين التي كانت ملقاة في الشوارع سحبتها الكلاب الضالة أو طمرت تحت الركام - مع عدم توفر الآليات الثقيلة مهمة انتشال الجثامين المدفونة تحت الركام "شبه مستحيلة" - طواقمنا تواجه مخاطر انفجار مخلفات الحرب أثناء بحثها تحت الركام
قال الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، الأربعاء، إن محافظة الشمال تحولت إلى "مقبرة جماعية" بعد أكثر من 3 شهور من عملية إسرائيلية مكثفة، وسط صعوبة انتشال الجثامين من تحت أطنان الركام بسبب عدم توفر الآليات الثقيلة.
وتوقفت العملية العسكرية التي بدأت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بمحافظة الشمال مع سريان اتفاق وقف إطلاق النار صباح الأحد.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، في تصريح هاتفي للأناضول: "الدمار في شمال قطاع غزة بلغ مستويات كارثية، وجثامين الشهداء اختلطت بالركام والتراب، ما حول المنطقة إلى مقبرة جماعية".
وتابع: "نحن نتحدث عن كارثة إنسانية بكل المقاييس، فالجثامين التي كانت ملقاة في الشوارع سُحبت من قبل الكلاب الضالة أو طُمرت تحت الركام".
ووصف بصل عملية انتشال الجثامين المدفونة تحت أطنان الركام بـ"المهمة شبه المستحيلة" وذلك بسبب عدم توفر الآليات الثقيلة التي تمكن الطواقم من الوصول إليها.
وأضاف: "الطواقم تعمل في ظروف شديدة الصعوبة حيث تفتقر إلى المعدات الثقيلة اللازمة لانتشال جثامين الشهداء المدفونة تحت الأنقاض".
وبيّن بصل أن ما يتم انتشاله حاليا "هي الجثامين الظاهرة على السطح أو تلك التي يمكن الوصول إليها بأعمال وأدوات بسيطة".
ووفق تقديرات بصل فإن عملية إزالة أطنان الركام من أنحاء القطاع بالمعدات المتواضعة المتوفرة حاليا "أمر قد يستغرق أكثر من 50 عاما".
واستدرك قائلا: "إذا توفرت المعدات الثقيلة وفرق العمل الكافية، يمكننا إنجاز إزالة الركام وإعادة تأهيل المنطقة خلال عام واحد فقط، من خلال العمل في مسارات متوازية تشمل إزالة الأنقاض، فتح الشوارع، إعادة إعمار البنية التحتية، وإزالة المباني الآيلة للسقوط".
وإلى جانب نقص الإمكانيات، قال بصل إن عمل طواقم الدفاع المدني مخفوف بالمخاطر نتيجة "وجود متفجرات ومخلفات حربية إسرائيلية تحت الأنقاض، ما يجعل أي تحرك عشوائي يشكل خطرا كبيرا على حياتهم".
وأضاف عن ذلك: "نحن نجهل طبيعة ما قد يكون تحت الركام، سواء كانت قنابل أو صواريخ غير منفجرة أو حتى مفخخات".
كما نوه إلى أن طواقم الدفاع المدني تفتقر إلى أدوات الحماية الشخصية، مما يجعل مصيرهم الموت المحقق في حال وقوع انهيار أو انفجار أثناء العمل.
وناشد بصل العالم بضرورة "التدخل الفوري لإنهاء معاناة سكان غزة"، مؤكدا أن "الوضع في غزة يتطلب استجابة إنسانية عاجلة على جميع المستويات"
وطالب الأطراف العربية والدولية والأممية بـ"توفير المعدات والآليات الثقيلة والفرق المتخصصة لمساندة ومساعدة فرق الدفاع المدني في عمليات إزالة الأنقاض وانتشال الجثامين".
والثلاثاء، أعلن جهاز الدفاع المدني بغزة، انتشال جثامين 66 فلسطينيا يوم الاثنين من تحت أنقاض منازل ومبان دمرتها إسرائيل بمحافظات غزة والشمال والجنوب، خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في القطاع على مدى نحو 16 شهرا، قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.