الأسيرة الفلسطينية المحررة من سجون إسرائيل بشرى الطويل : - إسرائيل اعتقلتني دون سبب رغم أني لم أكتب شيئا على منصات التواصل الاجتماعي - قوات إسرائيلية دمرت أجزاء من منزل صديقتي برام الله أثناء اعتقالي فيه في مارس الماضي - الطعام كان سيئا جدا لدرجة أن طبق الحساء قد تجد فيه حشرات - تعرضت برفقة أسيرات أخريات للضرب المبرح والتعذيب وتصرفات انتقامية من قبل جنود إسرائيليين
قالت الناشطة الفلسطينية المحررة من سجن الدامون شمالي إسرائيل بشرى الطويل، إن الجيش نزع حجابها لـ 14 ساعة، ووصفت الموقف بأنه "الأصعب" في حياتها، مشيرة إلى رداءة الطعام ووجود حشرات في حساء المعتقلين.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الطويل في منزل عائلتها بمدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة بعد الإفراج عنها ليلة الأحد/ الاثنين، بموجب المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأطلقت إسرائيل حينها سراح 90 أسيرا فلسطينيا أغلبهم نساء وأطفال، مقابل إطلاق حركة حماس سراح 3 أسيرات إسرائيليات من قطاع غزة.
وحينها، أقرت هيئة البث العبرية الرسمية بحسن معاملة حماس للأسيرات، وقالت إن الحركة قدمت لهن هدايا تذكارية، فيما ظهرن أمام الكاميرات بصحة جيدة وهندام نظيف، بعكس الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل، الذين تعرضوا للتنكيل والتجويع، وفق شهادات سابقة رصدتها الأناضول تباعا.
*ضرب مبرح
وقالت الطويل وهي صحفية وناشطة مجتمعية: "اعتقلت عدة مرات سابقة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولكن هذا الاعتقال كان همجيا وشرسا أكثر مما سبق، وتعرضت للضرب المبرح".
وتابعت: "جنود الاحتلال أجبروني على الخروج من المنزل الذي اعتقلت منه بدون حجابي لمدة 14 ساعة، وكان أصعب المواقف التي تعرضت لها في حياتي كلها".
وتحدثت الطويل عن تعرضها للتنكيل الإسرائيلي، وقالت: "الضرب المبرح والتصرفات الانتقامية بحقنا تفاقمت بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة".
وأضافت أن "الاحتلال بدأ حملات شرسة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واعتقل الصحفي والحقوقي والأسير السابق، وكل من تحدث وكتب لو مجرد دعاء لأطفال غزة ونسائها وشيوخها، أو عبر عن رأيه، أو عارض الإبادة".
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتقلها دون سبب، وأنها لم تكتب أي شيء على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحولت للاعتقال الإداري دون تهمة.
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي دون توجيه لائحة اتهام، بزعم وجود تهديد أمني، ويمتد إلى 6 شهور قابلة للتمديد، وتقدم المخابرات إلى المحكمة ما يُسمى ملفا سريا يُمنع على المحامي أو المعتقل الاطلاع عليه.
وذكرت الطويل أنها قالت للمحقق "كنت حذرة لحماية نفسي من الاعتقال، ولكنكم لا تملكون سببا مقنعا لاعتقالي".
وبينت أن القوات الإسرائيلية دمرت منزل صديقتها، حيث كانت تتواجد فيه وقت الاعتقال.
ذلك الدمار، جعل المحقق الإسرائيلي يسخر منها، حيق قال لها وفق شهادتها: "سأجعلك مديونة لسنوات لصديقتك (من أجل سداد تكلفة إصلاح البيت بعد تدميره)".
إلا أن الأسيرة أبلغته بحجم التعاضد بين الفلسطينيين، "والذي يترفع عن الماديات"، قائلة: "نحن في حالة حرب والكل سيدفع الثمن، ولا أحد مديون لأحد، ولن تطالبني صديقتي بشيء".
*مقبرة الأحياء
وعن الاعتقال والتنكيل الإسرائيلي، قالت الطويل: "تفاجأت بهذا الحجم من الضرب، حيث ضربت ونكل بي من قبل الجنود الإسرائيليين بشكل لم أكن أتوقعه".
وتشير الطويل إلى أن الأسيرات "كن مغيبات عما يجري في الخارج، وسحب كل شي من تلفاز وراديو، ومنعن من الزيارات، والمعلومات التي كانت تصل منقوصة وغير دقيقة".
ولخصت الأسيرة المحررة، وهي ابنة القيادي في حركة حماس جمال الطويل، معاناتها بالقول إن "السجن فعلا مقبرة للأحياء بكل معنى الكلمة".
كما تحدثت بنبرة مؤلمة عن سحب السلطات الإسرائيلية كل مقتنيات الأسرى، بما في ذلك الأقلام والكتب.
وعن طبيعة الطعام، قالت إنه "سيء جدا لا يقدم للبشر، حيث نأكل فقط لكي نبقى على قيد الحياة، أما الشوربة فهي عبارة عن مياه قد تجد فيها الحشرات".
ولفتت المحررة إلى أن كل الأسيرات تعرضن لخسارة وزنهن جراء التجويع ورداءة الطعام، إلى جانب الحرمان من العلاج، مشيرة إلى حالات مرضية مستعصية لم يقدم لها أي فحوص طبية.
واعتقلت الأسيرة المحررة في مارس/ آذار الماضي، من منزل صديقتها في رام الله وسط الضفة الغربية، وسبق أن تعرضت للاعتقال الإداري عدة مرات.
والأحد، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يوما، ويجري خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.
والاثنين، قالت حركة حماس في بيان، إن الدفعة الثانية من تبادل الأسرى ضمن المرحلة الأولى ستتم في موعدها المقرر السبت المقبل، بينما رجح ناهد الفاخوري مسؤول الإعلام بالحركة إطلاق سراح 4 مجندات إسرائيليات، مقابل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
ومن المقرر أن تطلق "حماس" في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا).
وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الأول الجاري إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وإحدى أسوا الكوارث الإنسانية في العالم.