كشف عضو المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) عبد الله عبد الله، مساء الأحد، أن حركته تناقش مع حماس، في القاهرة مقترحات مصرية بشأن إعادة تشغيل معبر رفح.
وقال عبد الله، للأناضول، إن "فتح، حريصة على إنهاء فوري للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسرعة تقديم المساعدات وبدء الإعمار".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب "إبادة جماعية" على غزة، أسفرت عن أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، و11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأضاف عبد الله، أن "وفدا من فتح، موجود بالقاهرة يناقش مع وفد من حركة حماس، مقترحات مصرية تتعلق بفتح معبر رفح البري (بين غزة ومصر) وأن تقوم السلطة الفلسطينية بإدارته من الجانب الفلسطيني".
وتغلق القاهرة الجانب المصري من المعبر منذ أن احتلت تل أبيب الجانب الفلسطيني منه في مايو/ أيار الماضي، وتُصر على إنهاء احتلال المعبر من أجل إعادة فتحه.
ولم يكشف عبد الله، عن طبيعة المقترحات المصرية بشأن إعادة تشغيل المعبر.
ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، السبت، فإن القاهرة تقدمت مؤخرا بمقترح يشمل هدنة لمدة 60 يوما وتبادلا للأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد سبعة أيام من سريان الهدنة، ويسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بتواجد عسكري في غزة خلال هذه الفترة.
كما يتضمن، حسب الصحيفة، إعادة فتح معبر رفح في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وأن تتولى السلطة الفلسطينية الإشراف على الجانب الفلسطيني من المعبر بمتابعة أوروبية، ضمن رقابة إسرائيلية، مع انسحاب حماس، تماما من المعبر.
ولم يتوفر تعقيب من الأطراف المعنية حيال ما ذكرته الصحيفة.
والسبت، وصل إلى القاهرة وفد من حماس، برئاسة القيادي في الحركة خليل الحية، للقاء رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وذكرت الصحيفة، الأحد، أن القاهرة تحاول تعزيز المصالحة بين حماس وفتح، ويدفعون في الوقت نفسه نحو إبرام صفقة لتبادل الأسرى، ووفقا لتقارير أرسلوا أيضا وفدا إلى إسرائيل الأسبوع الماضي.
وأضافت نقلا عن تقارير إعلامية، أن حماس، مستعدة لقبول "اتفاق تدريجي" مثل اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ بين إسرائيل و"حزب الله" في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أي انسحاب إسرائيلي تدريجي من غزة وليس فوريا كما طالبت "حماس" في السابق.
وتعثرت المفاوضات بشأن تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، جراء إصرار نتنياهو على استمرار احتلال ممر نتساريم وسط قطاع غزة ومحور فيلادلفيا ومعبر رفح في الجنوب، بينما تتمسك حماس بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.
وتحتجز تل أبيب ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني وتقدر وجود 101 أسير إسرائيلي بغزة، بينما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى بغارات إسرائيلية عشوائية.
وتواصل تل أبيب مجازرها في غزة متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
كما تتحدى إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية، مع حرمانهم من الغذاء والماء والدواء.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.