شن الطيران الحربي الإسرائيلي، عصر الثلاثاء، غارة استهدفت منطقة البسطة وسط العاصمة اللبنانية بيروت، هي الثانية من نوعها خلال 4 أيام.
وأفاد مراسل الأناضول بأن غارة إسرائيلية استهدفت مبنى من أربعة طبقات في شارع النويري بمنطقة البسطة في بيروت قرب "مجمع خاتم الأنبياء".
وأضاف أن المبنى دمّر بالكامل وأن المنطقة المستهدفة عادة ما تكون مكتظة بالسكان في هذا الوقت، ولم تتوفر على الفور معلومات عن إصابات بالأرواح.
من جهتها قالت وكالة الأنباء اللبنانية أن "غارة عنيفة جدا نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي، مستهدفا مبنى قرب جامع خاتم الأنبياء في النويري في بيروت، ودمره".
وأضافت أن "الغارة دمرت مبنى مؤلفا من 4 طبقات يؤوي نازحين".
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي كثّف الثلاثاء من إنذارات الإخلاء لأبنية ومناطق في لبنان بما فيها الضاحية الجنوبية، في حين أن قصف العاصمة بيروت عادة ما يكون مباغتا دون إنذارات مسبقة.
ويأتي القصف الجديد لبيروت بعدما أكد "حزب الله" أنه سيتعامل مع قصف إسرائيل لضاحية بيروت الجنوبية بالرد باستهداف مدينة حيفا شمالا، فيما سيرد على استهداف العاصمة بيروت باستهداف مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.
ومن شأن هذا التطور أن يلقي بثقله على اتفاق محتمل إعلانه خلال ساعات لوقف إطلاق النار بين الجانبين بموجب مقترح أمريكي-فرنسي.
وفجر السبت، أسفرت مجزرة ارتكبتها إسرائيل في منطقة البسطة عن سقوط 20 قتيلا و66 جريحا.
ووفق وكالة الأنباء اللبنانية، استفاقت بيروت، السبت، على مجزرة مروعة، حيث دمر الطيران الحربي الإسرائيلي بالكامل مبنى سكنيا مكونا من 8 طوابق في شارع المأمون بمنطقة البسطة إثر قصفه بـ5 صواريخ، إضافة إلى تضرر عدد كبير من المباني المحيطة.
وفي حينها، ادعت هيئة البث العبرية نقلا عن مصدر أمني إسرائيلي لم تسمه، أن الغارة على منطقة البسطة استهدفت القيادي البارز في "حزب الله" محمد حيدر، دون تأكيد مقتله.
وفيما لم يصدر تعليق من "حزب الله" على هذا الادعاء، فيما قال البرلماني عن الحزب أمين شري، في تصريح للصحفيين أثناء زيارته موقع المبنى المنكوب، إنه "لا وجود لأي شخصية حزبية في المبنى المستهدف في بيروت".
وأضاف شري، في تصريحات نقلتها قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله"، أن هدف إسرائيل من مثل هذه الاستهدافات لبيروت هو "ترويع وإيجاد صدمة لدى الأهالي".
ويأتي الحديث عن قرب وقف إطلاق النار في ظل تكثيف إسرائيل عدوانها على لبنان، يقابله تصعيد لـ"حزب الله" في رده بالصواريخ والمسيرات على مدن إسرائيلية لا سيما نهاريا وحيفا وتل أبيب.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان بينها "حزب الله" بدأت عقب شنها حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت إسرائيل منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ويرد "حزب الله" يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.