فيدان: الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة تفاقم صراع الحضارات

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين فاقمت مشكلات المنطقة وأدت إلى الاقتراب أكثر من صراع الحضارات.

جاء ذلك خلال كلمة الثلاثاء، لدى مشاركته في المنتدى العالمي الـ 10 لتحالف الحضارات المنعقد في مدينة كاسكايس البرتغالية.

وأضاف فيدان: "لم نكن من قبل قريبين من صراع الحضارات كما نحن الآن، وهذا إنذار للإنسانية".

وتابع وزير الخارجية التركي أنه "كلما بقينا صامتين زادت الانقسامات في النظام الدولي".

وأكد أنه لن يكون من الممكن تحقيق السلام العالمي الدائم دون حل المشكلات في منطقة الشرق الأوسط.

وأكمل: "ما دام يقتل عشرات الآلاف من الأشخاص بما في ذلك الأطفال والنساء في غزة، ويترك ملايين الناس للجوع والفقر والموت، فلن يكون هناك سلام في الأفق".

- لا ينبغي الصمت بشأن غزة

وذكر أنه لا ينبغي للدول الداعمة لتحالف الحضارات وقيمه الأساسية أن تظل صامتة إزاء الكارثة الإنسانية في غزة.

وأوضح: "لذلك، ليس مصادفة أن تكون الدول الراغبة في السلام لفلسطين حاضرة داخل القاعة، ويغيب العاجزون عن نطق كلمة وقف إطلاق النار".

وأكد فيدان استعداد بلاده لتقديم الدعم القوي لوقف إراقة الدماء واللجوء إلى الحوار لبناء السلام.

وأعرب عن أمله في أن "تساهم مناقشات المنتدى في تعزيز جهود بناء مجتمعات سليمة وعادلة"، مشيرا إلى عقد منتديات في أجزاء مختلفة من العالم خلال السنوات العشرين الماضية.

وذكر أن تركيا وإسبانيا أطلقتا تحالف الحضارات في وقت كان فيه المجتمع الدولي يواجه تحديات تتمثل في زيادة الاستقطاب والتعصب والتمييز.

وأشار إلى جهود الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه لويس رودرغيز ثاباتيرو في اطلاق التحالف.

وأضاف "باعتبارنا راعيين للتحالف (تركيا وإسبانيا) نعتقد دائما أن لدينا قواسم مشتركة، ويمكننا العمل معا لتعزيز السلام والتسامح والكرامة الإنسانية".

وأكد فيدان على الحاجة الملحة في الوقت الحالي على تحالف الحضارات أكثر من أي وقت مضى.

- مناهضة كل أشكال التمييز

وشدد على أهمية معارضة جميع أشكال التمييز المباشر وغير المباشر، وضرورة اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة الهجمات ضد أماكن العبادة والأفراد على أساس دينهم ومعتقداتهم.

وأضاف: "التمييز بكل أنواعه بما في ذلك كراهية الإسلام ومعاداة السامية أمر غير مقبول ويجب إدانته".

وفي عام 2005، تم إنشاء تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة ليكون بمثابة قوة ناعمة لمنع الصراع من خلال تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان وبناء جسور تفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.

وتأسس التحالف تحت قيادة تركيا وإسبانيا، بهدف منع المجموعات المتطرفة من استغلال أجواء الخوف والاستقطاب المتبادل بين الدول الإسلامية والمجتمعات الغربية.

وتم تأسيس مجموعة الأصدقاء تحت مظلة مبادرة تحالف الحضارات وتضم 131 دولة عضوا في الأمم المتحدة و29 منظمة دولية.

وتتخذ مبادرة تحالف الحضارات من ولاية نيويورك الأمريكية مركزا لها، وتهدف إلى تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من خلال فتح مكتب في جنيف السويسرية.

ويعقد منتدى تحالف الحضارات مرة كل عامين في دولة عضو بمجموعة الأصدقاء، وعُقدت آخر نسخة للمنتدى في مدينة فاس المغربية.