الحكومة الأرمينية حاولت جاهدة إقحام روسيا على الخط، ظهر ذلك جليًّا عبر محاولات رئيس الوزراء نيكول باشينيان.
باءت محاولات الحكومة الأرمينية في إقحام روسيا على خط الصراع ضد أذربيجان بالفشل، حيث كانت موسكو واضحة للغاية في التعبير عن موقفها الرافض لذلك أكثر من مرة، وعلى لسان أرفع المستويات.
حيث أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "النزاعات لا تدور على أراضي أرمينيا، ولذا فإن المسؤوليات التي تلتزم بها روسيا إزاء أرمينيا، لا تنطبق على الصراع في قره باغ التي تحتلها أرمينيا.
يُشار إلى أنّ روسيا وأرمينيا عضوان في "منظمة معاهدة الأمن الجماعي"، التي تزعم من خلالها أرمينيا أن على موسكو الدفاع عنها ضد أذربيجان.
وكانت أرمينيا ولا تزال تسعى جاهدة لإشراك دول خارجية على خط الصراع مع أذربيجان، حيث عمدت منذ بداية الأزمة إلى تحريض موسكو من خلال مزاعم باطلة ولا صحة لها؛ من قبيل أن أذربيجان تجلب جهاديين من سوريا للحرب ضد أرمينيا، وأن طائرة تركية من طراز إف-16 أسقطت أخرى روسية، دون أن تلقى تلك المزاعم الباطلة أي تفاعل روسي.
وفي السياق ذاته، حاول رئيس الوزراء الأرميني دفع روسيا ووضعها داخل دائرة الصراع، حينما تحدث عن مسؤوليتها إزاء بلاده في إطار معاهدة الأمن الجماعي، ليرد بوتين بالقول "لدينا مسؤوليات تجاه أرمينيا نعم، إلا أن النزاعات في قره باغ لا تجري على أراضي أرمينية".
كما أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أنّ "اتفاقية معاهدة الأمن الجماعي لا تنطبق على الصراع في قره باغ".
وتأتي هذه الرود الروسية بمثابة رسالة واضحة للغاية للجانب الأرمني الذي يسعى جاهدًا لإقحام دول خارجية على خط الصراع مع أذربيجان.
وكان الإعلام الروسي الأسبوع الماضي قد سلط الضوء على أن رئيس الوزراء الأرميني باشينيان حاول مرارًا الاتصال بالرئيس الروسي بوتين، بينما كان الأخير في اجتماع حكومي، ليضطر أخيرًا لثني باشينيان عن الاتصال قائلًا له "أنا مشغول الآن، نتحدث لاحقًا".
وحسب وسائل إعلام روسية فإن اتصالات باشينيان المتكررة ببوتين، أزعجت الأخير وسببت له "مللًا"، حسب وصفها.
ومنذ 27 سبتمبر الماضي، تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردا على الاعتداءات، نفذ الجيش الأذربيجاني هجوما مضادا، تمكن خلاله من تحرير مناطق عديدة من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم "قره باغ" و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي "آغدام" و"فضولي".