الممثل الأيرلندي الشهير ليام كانينغهام، في حديث للأناضول عن الإبادة بغزة: - كان بإمكاني عيش حياة سهلة والاستمتاع بمزايا كوني ممثلا معروفا لكن ضميري لا يسمح - ليس لدي خيار الصمت، هناك ظلم في غزة وأشخاص يتعرضون لقصف بقنابل تزن أطنان - وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لا تنقل ما يحدث في غزة بشكل صحيح، هذه مهزلة - يجب أن تتوقف هذه الجرائم، إذا لم يقف الناس ويقولوا كفى، فالأمور ستزداد سوءا
امتثالا لقيمه الإنسانية، يواصل الممثل الأيرلندي الشهير ليام كانينغهام رفضه القاطع للصمت تجاه المظالم والمجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة إعلاء الصوت لوقفها خاصة في قطاع غزة.
كانينغهام الشهير بدور دافوس سيوورث بمسلسل "صراع العروش" لا يتوقف عن النشر بوسائل التواصل الاجتماعي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 للتوعية بما يحدث بغزة من جرائم إسرائيلية، كما يشارك بمسيرات داعمة لفلسطين ومناهضة لإسرائيل.
مواقف كانينغهام جاءت في حديث للأناضول، على هامش ندوة بعنوان "نداء الإنسانية" أقيمت بمدينة إسطنبول، عقب مشاركته في فعاليات النسخة 15 لمسابقة "جوائز تي آر تي للأفلام الوثائقية" والتي جرت في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
الفنان الشهير يبرز جذور تعهده بالدفاع عن المظلومين منذ الطفولة، قائلا: "شهدت في طفولتي كيف تعرّض والدي لسوء معاملة من أصحاب الشركة التي كان يعمل فيها، وتعهدت لنفسي بعد ذلك بأن أرفع صوتي عندما أشهد ظلمًا يمارسه طرف ما ضد الآخر".
** الصمت ليس خيارا أمام الظلم
يشدد كانينغهام على أن الصمت ليس خيارا أمام الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، ويطال من لم يتحرك بعد ولم يعبر عن رفضه للجرائم الإسرائيلية بأن يرفعوا أصواتهم لوقف الإبادة المتواصلة منذ نحو 15 شهرا.
وبالحديث عن ضريبة غالبا ما يدفعها الفنانون المناهضون لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، مبينا أن عدد متابعيه ازداد كثيرا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل دوره في مسلسل "صراع العروش"، مؤكدا أنه لم يلتزم الصمت أبدا تجاه المظالم لتجنب التضييق عليه مهنيا.
يقول: "كان بإمكاني أن أعيش حياة سهلة جدًا، وكنت أستطيع أن أستمتع بكل المزايا التي أحصل عليها لكوني ممثلا وشخصية معروفة، لكن ضميري ما كان ليسمح لي بذلك أبدا".
ويضيف كانينغهام أنه تلقى الكثير من الأسئلة حول ما إذا كان قد تعرض للتمييز في مسيرته الفنية بسبب دفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ويتابع: "ليس لدي خيار الصمت، بل يجب أن أرفع صوتي، هناك ظلم قائم، وهناك أشخاص يتعرضون لقصف بقنابل تزن مئات الأطنان، وإذا كنت أشعر بقلق بشأن مسيرتي المهنية أكثر منه إزاء الأذى الذي يلحق بهؤلاء الناس الطيبين، فهذا سيخل بإنسانيتي".
ويربط الفنان الأيرلندي بين تجربة بلده وفلسطين ومعاناتها ظلم الاحتلال، ويتابع: "أيرلندا عاشت تحت السيطرة البريطانية لأكثر من 700 عام، والملايين من الأيرلنديين لقوا حتفهم بسبب الجوع".
ويستطرد: "لهذا السبب، الاستعمار يجعلني أشعر بالغثيان. لأنه ينطوي على الاحتلال والتمييز العنصري والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، كما نشهد الآن (في غزة)".
وينتقد كانينغهام وسائل الإعلام الغربية الرئيسية التي يبيّن كيف أنها "لا تنقل ما يحدث في غزة بشكل صحيح"، واصفا هذا الوضع بـ "المهزلة".
ويدعو الممثل الأيرلندي إلى تكثيف المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، قائلا: "إن لم ترفعوا أصواتكم بعد، من فضلكم ارفعوها".
ويتابع: "يجب أن تتوقف هذه الجرائم"، محذّرا من أنه "إذا لم يقف الناس ويقولوا كفى، فالأمور ستزداد سوءا".
ويتعرض الفنانون حول العالم، مثل كافة القطاعات، لحملات تضييق واستبعاد من العمل، لإخافتهم على مستقبلهم المهني وإجبارهم على تغيير آرائهم، تحت تهديد إلصاق تهمة "معاداة السامية" بهم، والتي تعد وصمة تهدد مستقبل من يتسم بها خاصة في ظل قوانين الغرب التي تحابي إسرائيل مهما بلغت جرائمها.
لكن هذا التضييق لم يمنع مئات المشاهير العالميين من تسجيل مواقف واضحة ومناهضة للإبادة في غزة والمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية عليها.
وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت قرابة 153 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
"أرغب بإنتاج فيلم في تركيا"
وبالحديث عن المناسبة التي شارك فيها في إسطنبول، يعرب كانينغهام عن تقديره لجوائز الوثائقيات الدولية المقدمة من قبل شبكة TRT الحكومية التركية.
ويؤكد أن "السرد القصصي في الأفلام والوثائقيات والتلفزيون هو أداة قوية لكشف الظلم"، كما يلفت إلى تلقيه "رسائل رائعة" من معجبيه في تركيا.
ويعرب عن دهشته من عدد المعجبين، قائلا: "لم أكن أدرك ذلك حتى زرت تركيا. جاء العديد من الناس لتحيّتي. أن تكون مرحبا بك في بلد لم تزره من قبل أمر رائع، أحببت ذلك جدا".
ويكشف كانينغهام عن رغبته في المشاركة بمشروع في تركيا، لكنه يشير إلى أنه يواجه صعوبة في التحدث باللغة التركية.
ويضيف: "لا أستطيع التحدث، لكن إذا أرادني منتج ما لمشاركة في دور مثير للاهتمام فأنا حريص جدا باختيار مشاريعي".
ويعرب عن رغبته في زيارة تركيا مجددا وتسجيل فيلم فيها، وبخاصة في "إسطنبول، هذه المدينة التاريخية ومتعددة الثقافات. حيث تلتقي أوروبا مع آسيا، مكان فريد ورائع".
ويردف: "علي أن أستكشف المدينة، هناك الكثير من الأماكن التاريخية التي أريد رؤيتها".
تجدر الإشارة إلى أن جوائز الوثائقيات الدولية من شبكة TRT تهدف لدعم منتجي الأفلام الوثائقية الهواة والمحترفين، والإسهام في تطوير ونشر الوثائقيات، وإتاحة الفرصة للمشاهدين للاطلاع على أفلام وثائقية عالية المستوى من دول مختلفة، وبناء أرضية لتبادل الأفكار بين العاملين في القطاع في أنحاء العالم.