برفع العلم التركي عاليا، عبّر اللاعب اللبناني التركماني وليد عبد الله عن فرحته بالفوز في بطولة رياضة الـ"مواي تاي" القتالية التي أقيمت في العاصمة بيروت.
برفع العلم التركي عاليا، عبّر اللاعب اللبناني التركماني وليد عبد الله عن فرحته بالفوز في بطولة رياضة الـ"مواي تاي" القتالية التي أقيمت في العاصمة بيروت.
عبد الله البالغ من العمر 18 عاماً، رفع العلم التركي بعد إعلانه بطلاً في البطولة التي بُثت على الهواء مباشرةً من قِبل بعض القنوات اللبنانية، ثم سجد شكراً لله والعلم التركي على ظهره.
وفي حين كانت الكاميرات تلتقط مشاهد له، رفع عبد الله العلم التركي وتقاسم فرحته مع أصدقائه وعانقهم.
عبد الله الذي فاز في البطولة العربية القتالية لفئة الشباب التي أقيمت بلبنان في 11 أغسطس/ آب الجاري، ينحدر من قرية الكواشرة التركمانية التابعة لمحافظة عكار شمال لبنان.
ويُعرف الاسم القديم لقرية الكواشرة التي لا تزال غالبية سكانها تتحدث اللغة التركية، باسم "غوتشرلي".
فرحة النصر
وفي تصريح للأناضول، قال الرياضي التركماني عبد الله، إنه رفع العلم التركي عندما فاز بالبطولة لأن أصله تركي.
وأعرب عن بالغ سعادته في الفوز بالبطولة، مبدياً رغبته الشديدة في المشاركة بالبطولات التي تقام في تركيا.
كما أبدى سعادته الشديدة لأنه جعل مدربه وعائلته يشعرون بالسرور للنجاح الذي حققه، مبينا أنه كان قد كثّف تدريباته بشكل كبير قبل بدء البطولة بشهر.
وأشار الشاب التركماني إلى أنه يركض بانتظام كل يوم ويتدرب مع مدربه على الملاكمة والتقنيات المختلفة، مشيراً إلى أنه بدأ رياضة الموياي تاي قبل 6 سنوات.
قال عبد الله إنه تعلم الكثير عن تقنيات الملاكمة والدفاع من أستاذه، وإنه حقق نجاحًا في البطولات المختلفة في لبنان نتيجة جهوده وتدريباته المكثفة.
وتابع: "هدفي هو الانتقال إلى الأندية في تركيا وممارسة رياضتي هناك".
دعم العائلة
عبد الله قال إنه تعلم القليل من اللغة التركية من عائلته، مبينا أن والده ووالدته يتحدثانها بطلاقة وإنه يتعلم منهما تدريجيا.
والدة الرياضي الشاب "غزوة"، أعربت عن سعادتها الشديدة بفوز ابنها بالبطولة ورفع العلم التركي في الحلبة.
وقالت: "لأننا أيضًا من أصول تركية، ولأن أجدادنا أتراك، فنحن أيضا أتراك. آمل أن أرى استمرار نجاح ابني في هذا المجال في تركيا".
وذكرت أنها تعلمت اللغة التركية من والدها، مضيفةً: "ابني لا يعرف الكثير من اللغة التركية، أتمنى أن يتعلم في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، قال "سعد" جد عبد الله البالغ من العمر 82 عاماً، إنه على الرغم من أن أسلافه كانوا يعيشون في لبنان، إلا أنهم لم يكونوا يتحدثون أي لغة أخرى غير التركية.
وأردف: "في الماضي، كان الجميع يتحدث باللغة التركية فقط في القرية، مع مرور الزمن، بدأ الناس يتحدثون اللغة العربية".
وأضاف: "أتذكر أن والدي كان يحمل هوية تركية (عثمانية)، لكننا لم نستطع الاحتفاظ بها. نحن أتراك في الجوهر، لكن ذاك الجيل القديم الذي لا يتحدث سوى التركية لم يعد موجوداً".
أمل قرية الكواشرة
وأعرب عالي أديب صالح مدرب وليد عبد الله، عن فخره بفوز تلميذه في البطولة، مبينا أن وليد من أفضل المتدربين لديه وكان يأتي لصالة الألعاب الرياضية ثلاث مرات في اليوم ويتدرب بجد ونشاط، كما أنه يتدرب بمنزله في عطلة الأسبوع.
وأوضح المدرب صالح: "لدي 10-12 متدرباً تركمانياً في قرية الكواشرة وآمل أن يصلوا إلى مستويات جيدة في أقرب وقت".
وتابع: "لكن كما تعلم، هناك صعوبات مالية. يدفع المتدرب مقابل كل شيء من أمواله الخاصة ليتمكن من المشاركة في البطولات".
وأشار إلى البطولة التي ستقام في ولاية هطاي التركية العام المقبل، معربا عن أمله في المشاركة بهذه البطولة مع وليد عبد الله، رغم الصعوبات المالية.
ويعود الوجود التركي في لبنان إلى عصور قديمة، ومعظم التركمان يعيشون في القرى المحيطة بمدينتي عكار وطرابلس شمال البلاد وفي بلدات سهل البقاع، وتصل أعدادهم إلى عشرات الآلاف اليوم.
وهناك العديد من القرى التركمانية في لبنان ما زالت تحافظ على اللغة التركية، في حين باتت قرى أخرى تتحدث العربية.