في كلمة لرئيس مجلس النواب، عقب دعوة أطلقها ترامب لنقل فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر والأردن..
أعرب رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، الاثنين، عن رفض بلاده "أي ترتيبات أو محاولات" لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، محذرا من أن ذلك يمثل "خطرا جسيما على أمن واستقرار الإقليم".
جاء ذلك في كلمة له خلال جلسة عامة للبرلمان، تعليقا على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت الماضي، إلى نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وفق بيان للمجلس.
وقال جبالي في كلمته: "لا يمكننا أن نُغفل الخطر الكبير الذي تمثله الأطروحات المتداولة بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وأضاف: "هذه الأفكار تتجاهل تماما الحقيقة الراسخة بأن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية سكانية أو نزاع جغرافي بل قضية شعب يناضل من أجل حقوقه التاريخية والمشروعة".
ومستنكرا تساءل: "هل يتصور أحد أن الفلسطينيين الذين قدموا آلاف الشهداء وضحوا بالغالي والنفيس، يمكن أن يقبلوا بالتخلي عن أرضهم ومقدساتهم مقابل أي بديل؟!".
وأكد جبالي أنه "على الجميع أن يدرك أن الشعب الفلسطيني ليس مجرد مجموعة من الأشخاص يبحثون عن مأوى، بل هو شعب له تاريخ عريق وأرض مقدسة وحق أصيل لا يسقط بالتقادم، ولن يتنازل عن هذا الحق أبدا، ولن تتنازل الأمة العربية قبله عن هذا الحق".
وحذر من أن "مثل هذه الأطروحات، التي تحاول الالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني، لا تقتصر على تهديد الفلسطينيين وحدهم، بل تمثل خطرا جسيما على الأمن والاستقرار الإقليمي".
وشدد على أن "تهجير الفلسطينيين يعني احتمالية نقل الصراع إلى أراض أخرى، بما يحمله ذلك من تداعيات كارثية على المنطقة بأسرِها".
جبالي أكد أن "مجلس النواب المصري يرفض بشكل قاطع أي ترتيبات أو محاولات لتغييرِ الواقع الجغرافي والسياسي للقضية الفلسطينية، لأن مثل هذه السياسات لم تؤد في الماضي إلا إلى تعميق الأزمة وتكريس الظلم".
وقال إن "الحل الوحيد لتحقيق السلام الدائم هو تنفيذ حل الدولتين (فلسطينية-إسرائيلية)، بما يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويضمن كذلك أمن واستقرار المنطقة بأسرها".
وشدد على أن "مصر التي زرعت بذور السلام في المنطقة منذ سنوات طوال تؤكد اليوم من تحت قبة مجلس النواب المصري أنها ستظل تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وترفض بكل حزم محاولا تصفية القضية الفلسطينية أو المساس بحقوق هذا الشعب العظيم".
والاثنين والأحد، عبَّرت مصر والأردن وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في بيانات وتصريحات، عن رفضها دعوة ترامب لتهجير فلسطينيين، ودعت إلى دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما رفضت الرئاسية الفلسطينية، في بيان الاثنين، دعوة ترامب، مؤكدة أن البديل هو "تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وهذه المبادرة هي مقترح سعودي تبنته القمة العربية ببيروت عام 2002 ويدعو لإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وإسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية التي تحتلها منذ حرب 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.