تبلغ مساحة الأراضي المصادرة أو التي أجبروا على بيعها بسعر زهيد نحو 4 آلاف و500 دونم - "صليّب التركمان" و"برج إسلام" في مقدمة القرى التي صادرت عائلة الأسد فيها مساحات كبيرة من الأراضي.
وفي مقدمة القرى التي صادرت عائلة الأسد فيها مساحات كبيرة من الأراضي، قريتي "صليّب التركمان" و"برج إسلام"، وتبلغ مساحة الأراضي المصادرة أو التي أجبروا على بيعها بسعر زهيد نحو 4 آلاف و500 دونم.
وبدأ أفراد من عائلة الأسد اعتبارا من عام 1974 ببناء القصور في قرية صليب التركمان ومصادرة أراض في قرية برج إسلام ومارسوا على التركمان في القريتين أساليب التهديد والعنف والتعذيب من أجل أن يتخلوا عن أراضيهم التي كانت مزروعة بالليمون والزيتون والبرتقال.
وواجه ملاك الأراضي في القريتين تهما ملفقة من قبل عائلة الأسد وتهديدات بشق طرق وسط أراضيهم.
وقام نظام الأسد بجرف كل الأشجار في الأراضي المصادرة وبناء قصور محاطة بأسوار وأسلاك شائكة.
وفي الأراضي المحيطة بالقصور سمح للتركمان في القريتين بدخول مزارع الزيتون المملوكة لهم لجني المحصول مرة واحدة فقط في السنة، وتحت إشراف أمني.
وفي حديث للأناضول قال وحيد سعيد شلحة، البالغ من العمر 70 عامًا، والذي كان يمتلك أراض زراعية بمساحة 50 دونمًا، إنه تعرض للسجن ظلما بتهمة "التعاون مع دولة أجنبية" وإن نظام الأسد المخلوع صادر كل ممتلكاته.
وقال شلحة، الذي يعمل في صيد الأسماك: "اتهموني زورًا بأنني أتواصل مع الأتراك، وتسريب معلومات سرية لهم".
وتابع: "على الرغم من رفضي لهذه الاتهامات، قاموا باعتقالي وأرسلوني إلى سجن صيدنايا. هناك تعرضت للتعذيب، لم أتمكن على إثره من ارتداء ملابس لمدة شهر كامل".
وأضاف شلحة، الذي أمضى ثلاث سنوات في السجن قبل أن يعود إلى قريته، إنه كانت لديه مزرعة عنب بمساحة 50 دونمًا.
ومضى قائلا: "هذه الأرض ورثناها عن جدنا. طلبوا مني بيع الأرض وسألوني إن كنت أرغب في بيعها، لكنني رفضت".
وأكمل: "أخبروني بأن علي المغادرة، وخلال خمس سنوات، استدعوني مرارًا. وفي نهاية المطاف، جلبوا الجرافات لفتح طريق وسط الأرض من القصر الأول إلى القصر الثاني، ورغم ذلك، أصررت على عدم بيعها".
وأشار شلحة إلى أن شخصًا يُدعى محمد خطيب، كلفه نظام الأسد، بتهديده وإعادته لسجن صيدنايا إذا لم يبع أرضه، واضطر بحسب ما أكده لبيع أرضه تحت تهديد السلاح مقابل مبلغ أقل بكثير من قيمتها الحقيقية.
- تهديدات بالقتل
بدوره قال حسن فارس من تركمان منطقة باير بوجاق إنه تعرض لتهديدات من قبل عائلة الأسد من أجل الاستيلاء على أراضي الزيتون العائدة لعائلته في قرية صليب التركمان.
وأشار إلى أنهم استيقظوا في يوم من الأيام ووجدوا الجرافات في أراضيهم تدمر أشجار الزيتون وعند اقترابهم تعرضوا لتهديد بالقتل.
وأضاف فارس: "نحن لا نتحدث باسمنا فحسب، بل نيابة عن جميع التركمان في بايربوجاق. الجميع يريد العدالة. الجميع يريد استعادة ممتلكاته".
- "النظر ممنوع"
من جهته إبراهيم بلال من قرية صليب التركمان قال: "لدينا حقل مساحته ثلاثة دونمات وهو مسجل باسمنا، ولكن كان ممنوع علينا حتى النظر إلى هذه الأرض أثناء السير بجانبها".
وأكد بلال أن العقارات التي يملكها التركمان رغم أنها كانت مسجلة باسمهم إلا أنه تمت مصادرتها.
وقال بلال "يوجد قصر لبشرى الأسد، وأمامنا قصر رئاسي للرئيس المخلوع بشار الأسد، وإلى الأمام قليلا يوجد قصرين لباسل الأسد ولمنذر الأسد".
وأضاف :"منذر الأسد استولى على الأرض التي بنى عليها القصر بالقوة والتهديد والتعذيب. ما نريده هو حقنا عن طريق العدالة".
وتتميز قرى التركمان في الساحل السوري بطبيعة خلابة وشواطئ ساحرة وتعد مقصدا سياحيا للسوريين في فصل الصيف.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من نظام عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن الشرع، تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب في شمال البلاد منذ سنوات، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.