"تعزز عدم الاستقرار والفوضى التي تشهدها المنطقة"، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية
قالت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، إن مشاريع تهجير الفلسطينيين وإيجاد وطن بديل لهم "مرفوضة"، مؤكدة أن البديل هو تحقيق السلام القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
جاء ذلك في تصريح لمتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، تعليقا على دعوة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، بداعي "عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة" جراء الإبادة الإسرائيلية.
وأضاف أبو ردينة أن " مشاريع التهجير والوطن البديل مرفوضة، وهي تعزز عدم الاستقرار والفوضى التي تشهدها المنطقة، والبديل هو تحقيق السلام العادل القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
و"مبادرة السلام العربية"، هي مقترح اعتمدته جامعة الدول العربية في قمتها التي عقدتها في بيروت عام 2002، تنص على إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل عادل للاجئين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل، وتطبيع العلاقات معها.
وأكد أبو ردينة أن "شعبنا الفلسطيني الذي عانى من ويلات نكبتي 1948، و1967، لن يقبل بتاتا بهذه المشاريع".
وأشار إلى عودة الفلسطينيين بشمال قطاع غزة إلى منازلهم رغم التدمير قائلاً: "هذا المشهد يؤكد أن هذا الشعب سيبقى صامدا ثابتا على أرضه، ولن يستطيع أحد تهجيره من وطنه".
وتابع: "الشعب الفلسطيني يتمسك بأرضه، وقد أثبت للجميع أن الحل الوحيد الذي يضمن الأمن والاستقرار هو الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال، وتجسيد قيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وعدم المساس بوحدة الأرض الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والحفاظ على المقدسات".
وأردف: "الرئيس محمود عباس منذ اليوم الأول للعدوان على شعبنا وأرضنا، أكد الموقف الفلسطيني الثابت بضرورة وقف العدوان، ومنع التهجير، وعدم اقتطاع أي شبر من أرض قطاع غزة، وأن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية السياسية والقانونية والإدارية على قطاع غزة".
ولفت الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إلى أن هناك تنسيقا مستمرا مع مصر والمملكة الأردنية اللتين وقفتا بكل إصرار لمنع التهجير، ومع جميع الدول والأطراف العربية والدولية التي ساندت الموقف الفلسطيني ودعمته.
وأوضح أبو ردينة أن، "المطلوب حاليا هو تثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتولي منظمة التحرير الفلسطينية مهامها في قطاع غزة، والتركيز على تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
وأضاف "والمطلوب من الإدارة الأمريكية الجديدة دعم الحلول التي تؤدي إلى تحقيق سلام دائم واستقرار لدول المنطقة والعالم".
والسبت دعا ترامب، في تصريحات للصحفيين، إلى نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ"عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة"، جراء إبادة إسرائيلية استمرت أكثر من 15 شهرا بدعم أمريكي.
وجاءت دعوة ترامب في سابع أيام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بين حركة "حماس" وإسرائيل، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
والاثنين، بدأ عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين بالعودة من جنوب ووسط القطاع إلى محافظتي غزة والشمال من محور "نتساريم" عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.