فلسطينيون يواصلون انتشال جثامين ورفات ذويهم الذين قتلوا خلال الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة..
يواصل فلسطينيون في أنحاء مختلفة من قطاع غزة انتشال جثامين ورفات ذويهم الذي قُتلوا خلال الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدار أكثر من 15 شهرا من الشوارع والطرقات، لدفنها داخل القبور كما "يليق بها".
الفلسطيني كمال تربان، قال للأناضول بعدما تم انتشال رفات نجله "أحمد" إلى جانب 4 أشخاص آخرين "أبناؤنا لا يفنون من الدنيا، يزرعون في الأرض وسيبقون حتى التحرير.. ولا ندم على الشهداء".
وأوضح أن الرفات المنتشلة هي لـ"أبناء" لهم قضوا في معارك مع الجيش الإسرائيلي خلال عمليته البرية في القطاع التي بدأها في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأضاف: "هذه رفات أبناؤنا الشركاء في عملية استشهادية"، مشيرا إلى أنها تمت في محيط مستشفى الصداقة التركي في المنطقة التي أطلق عليها الجيش اسم محور نتساريم وأنشأ حاجزا مع بداية عمليته البرية.
وأوضح تربان أن هؤلاء الفلسطينيين الخمسة "استشهدوا قبل الهدنة الأولى (في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)"، أي قبل أكثر من عام وشهرين تقريبا، كما قال.
وبحسب مصور الأناضول نقلا عن العائلة، فإن أحمد تربان هو "أحد عناصر كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، الذين تصدوا للجيش الإسرائيلي آنذاك، ووصل جثمانه إلى جانب الشهداء الأربعة لمستشفى العودة الأهلي".
وتابع الأب: "استطعنا اليوم إحضار الرفات لدفنهم كما يليق بأبناء شعب فلسطين".
**تواصل انتشال الجثامين
بدوره، انتشل الفلسطيني أبو عاهد أبو عريبات جثمان نجله "عاهد" الذي قتل خلال الأشهر السابقة بقصف جوي إسرائيلي استهدفه خلال توجهه إلى غزة.
ووثقت عدسة الأناضول انتشال رفات "عاهد" حيث لم يتبق من جثمانه إلا الهيكل العظمي عالقا بملابسه.
وجمع الفلسطينيون رفات "عاهد أبو عريبات" داخل قطع من ملابسه المتبقية، ليدفنوه لاحقا في المقبرة.
ولم يوضح أبو عريبات زمان أو مكان مقتل نجله "عاهد".
وتتواصل علمية انتشال الجثامين عبر فلسطينيين أو طواقم الإسعاف والدفاع المدني الذين يواصلون العمل بأدوات وإمكانيات ضعيفة.
بعض تلك الجثامين تحللت بشكل كامل ولم يتبق منها إلى الهيكل العظمي وما علق به من ملابس أصحابها الذين ارتدوها قبل مقتلهم، بينما تعرضت أجزاء من جثامين أخرى للتحلل.
ومنذ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، تم انتشال العشرات من جثامين القتلى الفلسطينيين من الشوارع والطرقات ومن تحت ركام المنازل المدمرة في أنحاء مختلفة من القطاع.
ولم يصدر عن الجهات الرسمية في قطاع غزة إحصائية عن أعداد الجثامين التي تم انتشالها على مدار الأيام الـ9 الماضية.
وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن "حوالي 14 ألفا و222 مفقودا لم يصلوا مستشفيات القطاع حتى 18 يناير الجاري"، بينما قال الدفاع المدني الفلسطيني في بيان السبت إنه "لا تزال جثامين آلاف الشهداء مفقودة تحت ركام المباني التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق القطاع".
ومع عودة النازحين من جنوب القطاع إلى محافظتي غزة والشمال من محور نتساريم عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها للتفتيش الأمني، بدأ النازحون مهمة البحث عن رفات ذويهم الذين قتلوا خلال الإبادة.
بعض الفلسطينيين انتظروا هذه اللحظة لأشهر عديدة من أجل دفن أحبائهم داخل قبور بما يليق بهم، كما قالوا في أحاديث منفصلة للأناضول.
وقبيل بدء عودة النازحين الفلسطينيين لغزة والشمال صباح الاثنين، فكك الجيش الإسرائيلي منشآته العسكرية في غرب محور نتساريم وانسحب منه، متوجها إلى شرقه.
ومن المقرر أن يكمل الجيش الإسرائيلي انسحابه حتى المنطقة العازلة قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، على طول الحدود من الشمال للجنوب في 22 يناير/ كانون الثاني الجاري، حسب الاتفاق.
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية، أجبرت إسرائيل نحو مليوني فلسطيني في غزة على النزوح من مناطق سكنهم ومنازلهم والتوجه إلى محافظتي جنوب القطاع والوسطى، وبينهم مئات الآلاف نزحوا من غزة والشمال.
وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان اتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.