قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الجامعة العربية تعمل الآن على مشروع إعادة سوريا إليها من أجل الإساءة إلى تركيا.
جاء ذلك في كلمة له باجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، الأربعاء، في العاصمة أنقرة.
وتوجه أردوغان للجامعة العربية، متسائلًا: "كم عدد السوريين الذين استقبلتموهم يا ترى؟"
وأضاف: "أنتم من أخرج سوريا من الجامعة، والآن تعملون على مشروع إعادتها من أجل الإساءة إلى تركيا".
وأشار الرئيس التركي إلى أن البلدان التي صنعت تنظيم داعش الإرهابي كمشروع، ودعمته ماديًا، ووجهته فعليًا، أصبحت اليوم تظهر بمظهر أكبر عدو للتنظيم.
وأردف: "أيها الغرب، أيتها الجامعة العربية، وكل بلد يملك ذرة من الضمير، أخاطبكم جميعًا، الزمن سيدور حتمًا".
ولفت الرئيس التركي إلى أن المسألة السورية هي نتاج مشروع يهدف إلى إعادة هيكلة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وأكد أنهم سعوا جاهدين وقدموا العديد من النصائح للنظام السوري لاتخاذ موقف مؤيد للديمقراطية والقانون والعدالة قبل حدوث أي اقتتال.
واستطرد: "أصرينا من أجل التصرف بعدل خاصة مع أخوتنا الأكراد المهمشين والمسحوقين لأنهم لم يُعتبروا حتى مواطنين، وأشقائنا التركمان الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد بسبب روابطهم ببلدنا، وهذا قلته مرارًا للأسد، ولكن مع الأسف لم تُؤخذ هذه الاقتراحات في الاعتبار، على العكس تم اختيار طريق الاضطهاد والعنف والظلم".
وذكر أن الأزمة التي أدت إلى فقدان قرابة مليون شخص بريء حياتهم، بدأت بهذا الشكل في سوريا، التي شهدت معارك في السنوات الثمانية الأخيرة تسببت في هروب 12 مليون شخص، نصفهم اضطروا للهروب خارج البلاد.
وبيّن أن 4 ملايين من نحو 6 ملايين سوري هربوا خارج البلاد جاؤوا إلى تركيا، 3 ملايين و560 ألفًا معظمهم من العرب والتركمان والإيزيديين والكلدانيين، و350 ألفًا جلهم من الأكراد القادمين من عين العرب (كوباني).
وأشار إلى أن بعض القوى التي استغلت مناخ الفوضى، وخلقت "آلة قتل" تحت مسمى "داعش" تتحكم بها كما أرادت.
وأكد أن الجامعة العربية لم تقدم أي دعم مالي من أجل اللاجئين، وأن ما أنفقته تركيا حتى الآن تجاوز 40 مليار دولار أمريكي.
وأوضح أن ما تلقته تركيا من الاتحاد الأوروبي هو 3 مليارات يورو كدعم للهلال الأحمر التركي وإدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) عبر مؤسسات دولية.
ولفت إلى أن تنظيم داعش الوحشي لا علاقة له بالإسلام لا من قريب ولا بعيد، وهو أكبر عدو للمسلمين، مشيرًا إلى أنه تم إبراز داعش كعائق أمام كل خطوة يمكن اتخاذها لصالح المسلمين في المنطقة.
وشدد أن تركيا هي من بدأت عملية تدمير داعش وانهياره في مدينة الباب (شمالي سوريا)، وحيدت 3 آلاف من عناصره.
وذكر أن تركيا اقترحت على الحلفاء عقب عملية درع الفرات، تحرير المناطق الواقعة تحت يد داعش في سوريا على رأسها الرقة ودير الزور.
واستدرك:" ولكن الحلفاء اختاروا التحرك مع تنظيم إرهابي مثل بي كا كا، ي ب ك، ولا يزالون معهم، عوضا عن قوة مشروعة مثل تركيا، لأسباب باتت معروفة للغاية لنا حاليًا بعدما كانت غير مفهومة ذلك الوقت".
وأردف:" كان النظام يتقدم عبر قتل مئات الآلاف، وتهجير الملايين من جهة، و"بي كا كا/ ي ب ك" كان يشكل ممرًا إرهابيًا متاخما لحدودنا، من خلال تهجير أكراد وعرب وتركمان وسريان وكافة أطياف الشعب عبر دعم غير محدود من الولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى".
وأوضح أن الذين يخرجون اليوم ويتحدثون عن تعاملهم بحساسية مع الخسائر المدنية لم يرفعوا صوتهم آنذاك.
وأضاف: "في وقت كنا نعمل بكل قوتنا من أجل حماية أوراح 4 ملايين شخص في إدلب، لم نتلق دعم من أي أحد سوى بعض الأصوات الخافتة، وخلال عملية غصن الزيتون، وتطهير عفرين من الإرهابيين، تعرضنا مرارًا للانتقاد بدل تلقي الدعم، وحاليا ننفذ عملية نبع السلام، حيث نواجه مقاومة علنية وحتى هجومًا هذه المرة".