المبعوث الأممي إلى سوريا قال إن إقامته في دمشق ستكون لفترة مطولة وإنه سيواصل العمل مع الإدارة الجديدة...
اعتبر مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، الأربعاء، التوغل الإسرائيلي داخل سوريا "أمرا غير مقبول"، فيما دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على دمشق منذ عقود.
وقال بيدرسون في تصريح صحفي من دمشق، تابعه مراسل الأناضول: "ما تقوم به القوات الإسرائيلية أمر غير مقبول، ولا عذر لها لتقوم بذلك".
وبدخوله المنطقة السورية العازلة عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، وسع الجيش الإسرائيلي رقعة احتلاله لهضبة الجولان السورية التي يحتل معظم مساحتها منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.
وجاء احتلال المنطقة العازلة بعد أن أطاحت فصائل سورية، في 8 ديسمبر الماضي، بنظام بشار الأسد (حكم البلاد في الفترة من 2000 - 2024).
وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على سوريا، بين بيدرسون أن "هذه العقوبات فرضت على النظام السابق، وأعتقد أنه من المهم جداً أن تعيد الدول التي فرضتها النظر فيها".
وبدأت العقوبات على سوريا في ديسمبر 1979، عندما صُنفت سوريا "دولة داعمة للإرهاب"، وشددت العقوبات عام 2004، مع تنفيذ القانون الأمريكي "قانون محاسبة سوريا واستعادة السيادة اللبنانية".
ومع اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، أصبحت العقوبات أكثر شمولا، وكان أبرزها الحظر التجاري على قطاعات الطاقة والمال التي توفر الدخل لنظام بشار الأسد، وتجميد أصول كبار المسؤولين ومنع الشركات الأمريكية من التعامل مع سوريا.
واتسع نطاق العقوبات مع إصدار "قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا" (نسبة لموظف منشق عن النظام سرب صور أشخاص قُتلوا تحت التعذيب) الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2019 ودخل حيز التنفيذ في يونيو/ 2020.
وقال المبعوث الأممي: "مرت 6 أسابيع منذ تولت الإدارة الجديدة في دمشق بعد 14 عاما من الحرب، وأي إدارة ستتولى الحكم في هذا الوضع ستواجه تحديات كبيرة".
وتابع: "أرحب بالرسالة التي سمعتها من حكومة تصريف الأعمال بشأن رفض الأعمال الانتقامية، وأرحب بتطميناتها بشأن عملية انتقالية شاملة".
ولفت إلى أنه بحث مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع "توحيد الفصائل ضمن وزارة الدفاع"، معتبراً أن "العنصر الأساسي للاستقرار هو تشكيل جيش موحد وهذا يتطلب إدارة حذرة".
وفي السادس من يناير/ كانون الثاني الجاري، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بدء جلسات مع الفصائل العسكرية، لانخراطها بالوزارة ووضع خارطة تحقق استقرار البنية التنظيمية للقوات المسلحة.
وأشار بيدرسون إلى العمل مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم للإدارة السورية الجديدة، مبيناً بالقول: "لاحظت أنه في زيارات الدول المختلفة لسوريا، هناك تعبير عن التضامن ورغبة في الدعم".
وفيما يتعلق بمؤتمر الحوار الوطني الذي تحدثت عنه الإدارة السورية الجديدة منذ لحظة الإطاحة بنظام الأسد، أوضح بيدرسون أنه بـ"طور اتخاذ القرارات بشأنه، ولكن يجب أن نضمن إعداده بطريقة جيدة".
وفي 8 ديسمبر 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.