تستمر اليونان بخطواتها الاستفزازية التي من شأنها تصعيد وتيرة التوتر الموجود أصلًا في شرق المتوسط، الذي بات ساحة صراع على الطاقة وتنافس محتدم بين الدول الإقليمية والعالمية.
وتنوعت خطوات الاستفزاز اليونانية التي تأتي بتحريض فرنسي واضح المعالم، بين إرسال طائرات إف-16 تارة، وإرسال جنود مسلحين بزيّ مدني إلى جزيرة "ميس" قبالة السواحل التركية، علمًا أن تلك الجزيرة يجب أن تبقى منزوعة السلاح وفق القانون الدولي، إضافة إلى مناورات عسكرية مغ فرنسا والإمارات.
جميع هذه الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها اليونان، أضافت بعدًا جديدًا للتوتر المتصاعد في شرق البحر المتوسط. فضلًا عن أن تصريحات كبار المسؤولين في تركيا واليونان، والتحذيرات من نشوب حرب محتملة؛ يشير إلى أي درجة تبدو فيها التطورات خطيرة في شرق المتوسط.
وفي خضم ذلك باتت أزمة شرق المتوسط تشكل بالنسبة لتركيا مسألة أمن قوميّ، وهذا يفرض أبعاده على الخطوات المستقبلية التي يمكن أن تعلن عنها تركيا في المستقبل القريب والمتوسط.
وحول ذلك يرى المحلل السياسي في قناة "تي آر تي وورلد" التركية الناطقة بالإنجليزية، يوسف أريم، أن صواريخ إس-400 من أهم الأمور التي يمكن أن تلعب دورًا حساسًّا خلال هذه المرحلة.
واعتبر أريم أنّ التطورات الحالية في أزمة شرق المتوسط، والتهديدات التي باتت تهدد الأمن القومي لتركيا تُظهر بوضوح إلى أي درجة كان شراء تركيا لصواريخ إس-400 صائبًا وفي توقيته المناسب.
مضيفًا أن تفعيل تلك الصواريخ يمكن أن يساهم في فرض منطقة حظر جوي في شرق المتوسط، ويساعد تركيا بشكل هام في حال نشوب حرب هناك.
وعلى صعيد آخر رأى المحلل السياسي التركي أنّ كلًّا من فرنسا والإمارات باتت تستخدم اليونان، "تمامًا كما استخدموا حفتر في ليبيا"، مؤكدًا على أن وقوف فرنسا والإمارات إلى اليونان لا يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لتركيا من حيث المنظور العسكري.
كما أكد أريم على أنه في حالة وقوع حرب فإن اليونان ستكون فيها وحيدة، مستدركًا بالقول "بالطبع ستقدّم فرنسا والإمارات تمويلًا ودعمًا عسكريًّا لليونان، إلا أنهما بكل حال لن يقوما بإرسال جنودهما في حال نشوب حرب".
وختم المحلل السياسي التركي حديثه بضرورة تذكير اليونان أنّ هذه الحرب لن تقع في باريس ولا في أبو ظبي، بل على جزر بحرية وداخل الأراضي اليونانية.