ارتكبت دولة إسرائيل المجرمة، منذ 11 شهرًا، إبادة جماعية في غزة، حيث استشهد أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 100 ألف فلسطيني. ومن المعروف أن الهدف الرئيسي للقاتل والجزار نتنياهو هو تهويد المنطقة بالكامل من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، المعروفة لديهم باسم "أرض الميعاد"، وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد غزة، كانت قبرص هي الهدف التالي الذي وضعته إسرائيل الصهيوينة، التي احتلت فلسطين بالقوة، في خطتها للغزو. تم اتخاذ الإجراء منذ سنوات بشأن قبرص، التي كانت
ارتكبت دولة إسرائيل المجرمة، منذ 11 شهرًا، إبادة جماعية في غزة، حيث استشهد أكثر من 40 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 100 ألف فلسطيني.
ومن المعروف أن الهدف الرئيسي للقاتل والجزار نتنياهو هو تهويد المنطقة بالكامل من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط، المعروفة لديهم باسم "أرض الميعاد"، وذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبعد غزة، كانت قبرص هي الهدف التالي الذي وضعته إسرائيل الصهيوينة، التي احتلت فلسطين بالقوة، في خطتها للغزو. تم اتخاذ الإجراء منذ سنوات بشأن قبرص، التي كانت جزءًا من خطة "الأرض الموعودة" التي استخدمتها إسرائيل الصهيونية لإضفاء الشرعية على احتلالها وارتكابها الإبادة الجماعية.
وبحسب الخطة، فإن الجزء الجنوبي من تركيا وجزيرة قبرص مدرجان أيضًا في خطة احتلال إسرائيل الصهيونية التي تدّعي أن "الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات" هي من حقها. تم مؤخراً الكشف عن أن إسرائيل، التي قامت بخطوات غير قانونية ومتتابعة لزيادة عدد السكان اليهود في قبرص -التي كانت دائمًا موقعًا استراتيجيًا للصهاينة عبر التاريخ- قد استولت على آلاف الدونمات من أراضي الجزيرة باستخدام وثائق وشركات مزورة.
أدى انسحاب مجموعة تروست التابعة لديفيد لويس، الذي يوجهه الموساد، من إدارة مارينا كارباز غيت بعد 19 عاماً من العمليات المشبوهة التي سيطرت فيها على إدارة مارينا، إلى ظهور أولى علامات انسحابها العاجل من شمال قبرص.
ومع ذلك، بعد فترة قصيرة من الانسحاب، مارس ديفيد لويس، عضو الكونغرس الصهيوني العالمي، ضغطاً مكثفاً على الإدارة القبرصية التركية لتمديد فترة الإيجار إلى 99 سنة. لم يلتزم بتنفيذ استثمار بقيمة 90 مليون دولار كان من المقرر تنفيذه على مدى 10 سنوات وبثلاث مراحل، وهدد الحكومة بأنه إذا كانت ترغب في الاستمرار في الاستثمار، فيجب تمديد فترة الإيجار إلى 99 عاماً ومنح ترخيص كازينو. كما توجد مزاعم بأن ميناء شمال قبرص التركية قد تحول إلى قاعدة تجسس بسبب الإدارة الصهيونية.
واتضح أن تسليم ميناء كارباز غيت، الذي يُعد البوابة المدنية الوحيدة لقبرص إلى العالم، في بداية الألفية الثانية لم يُوافق عليه من قبل المصادر الأمنية التركية في الجزيرة. وأوضح مسؤول عسكري رفيع المستوى، تحدث إلى صحيفتنا، أن "تسليم كارباز إلى شركة أجنبية ينطوي على مخاطر أمنية كبيرة. فميناء كارباز، بالإضافة إلى كونه الجسر المدني الوحيد للبلاد إلى العالم الخارجي، يحمل أهمية استراتيجية في مراقبة خليج إسكندرون وخليج أنطاليا. وهذا يعزز من تهديد القاعدة العسكرية التركية التي تُبنى في منطقة الدعم، تماشياً مع التهديد المتزايد من الجانب الرومي"
أكد النائب عن حزب (يو بي بي) في جيرنه، حسن كوجوك، بأن قضية "كارباز غيت" يجب أن يُنظر إليها علة أنها قضية أمن قومي، وقال : "يجب دراسة الحدث من البداية، وإذا لزم الأمر، اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأشار كوجوك إلى أن التقارير الإخبارية التي أظهرت أبعاد التهديد وأثارت الوعي المجتمعي لعبت دوراً حيوياً، وقدمت دعماً للمبادرات الرسمية والمدنية. وصرح كوجوك: "لا يمكننا بأي شكل من الأشكال خيانة إرث أجدادنا الذين جعلوا قبرص وطننا. لقد اتخذت الحكومة خطوات هامة، وحدث وعي كبير بين شعب قبرص. يجب علينا أن نبذل جهوداً استثنائية وأن نكون واعين لمستقبل شمال قبرص والبحر الأزرق"
ونال ديفيد لويس، الذي حصل على العديد من الجوائز من المؤتمر الصهيوني العالمي تقديراً لخدماته لإسرائيل، شهرة لافتة من خلال تبرعاته للجيش الإسرائيلي، وظهر كعنصر رئيسي في شبكة العلاقات المظلمة. كانت التقارير الاستخباراتية خلال فترة سيطرته على كارباز سلبية، وذكرت بعض المصادر أنه استخدم أساليب مشبوهة. في يوم الجمعة الماضي، اجتمعت إدارة مجموعة تراست وأعلنت عن تحويل مارينا إلى مجموعة أركين. وأكد النائب كوجوك وصباح الدين إسماعيل، الذي عمل كمستشار لرئيس شمال قبرص التركية السابق رؤوف دنكتاش، على ضرورة إصدار قرار من مجلس الوزراء بخصوص هذا التحويل.
قبل حوالي 20-25 سنة، بدأ بعض الصهاينة الإسرائيليين في شراء مساحات كبيرة من الأراضي في قبرص باستخدام وثائق مزورة، وذلك لاستغلال الثغرات القانونية المتعلقة بامتلاك العقارات. وأنشأوا لهذا الغرض العديد من الشركات الوهمية. لكن مؤخراً، دفعت التعديلات القانونية الجديدة هؤلاء الصهاينة إلى البحث عن حلول بديلة.
استملك الصهاينة العديد من الأراضي في مناطق مثل تاتلسو وألسنجاك وغازيفيرين وإسكله وإيسين تيبه، وبدأوا حالياً في التردد على مكاتب المحامين والكتاب العدل والمستشارين الماليين ورجال الأعمال بسبب التعديلات القانونية والمهلة البالغة 70 يوماً. وقد عرض هؤلاء الصهاينة بيع أراضيهم لمواطني قبرص مقابل مبلغ مالي معين.
تابعت السلطات بدقة الصهاينة الذين طلبوا شيكات تجارية، بعد أن أفادت معلومات بأن هناك العديد من الأراضي قد بيعت في مزاد علني. ومن بين الأحداث البارزة، اعتُقل سيمون أيكت، مؤسس مجموعة أفِك الصهيونية، في الجزء الجنوبي من الجزيرة، بينما اعتُقل رئيس اتحاد المهندسين المعماريين القبرصيين الأتراك، جعفر غورجافر، في الشمال بتهم تقديم معلومات كاذبة وتزوير مستندات.
سعى الصهاينة للحفاظ على نفوذهم في قبرص لعدة سنوات، وهددوا البلاد عبر تأثيرهم على الاقتصاد والإعلام والبيروقراطية والسياسة. ومع ذلك، تم التصدي لتهديد نتنياهو بتحويل قبرص إلى "فلسطين الثانية" بعد غزة.