الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية للبلدة وسط تحليق مكثف لمروحيات وطائرات مسيرة، وفق شهود عيان
حاصر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، منزلا فلسطينيا في بلدة قباطية شمال الضفة الغربية وقصفه بعدة قذائف، في رابع أيام العدوان على جنين، رغم إدانات وتحذيرات من تأثير التصعيد سلبا على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال شهود عيان للأناضول إن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى قباطية جنوب جنين وحاصرت منزلا وأمرت من فيه عبر مكبرات الصوت بالخروج، قبل أن تطلق الرصاص وقذائف من نوع "إنيرغا" صوب المنزل.
وأفاد الشهود أن الجيش الإسرائيلي دفع بتعزيزات عسكرية نحو البلدة وسط تحليق مكثف لمروحيات وطائرات مسيرة.
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجهاز الأمن العام "الشاباك" وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية في جنين، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".
وأسفرت العملية حتى صباح الجمعة، عن مقتل 12 فلسطينيا وإصابة نحو 40 آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة إلى عشرات المعتقلين ونزوح نحو ألفي عائلة، وفق بلدية جنين.
وتأتي عملية جنين بالتزامن مع دخول اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس يومه الثالث، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
وتمثل العملية، وفق إعلام عبري، محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، أن نتنياهو وعد سموتريتش، بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.
والخميس، أدانت السعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر والعراق ومنظمة التعاون الإسلامي، العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدينة جنين، وطالبت بمحاسبة تل أبيب على جرائمها هناك.
والأربعاء، حذّر مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، من أن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في جنين تهدد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأشار في بيان، إلى أن المخيم أصبح "شبه غير صالح للسكن"، مع نزوح نحو 2000 عائلة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل إبادة جماعية بغزة في الفترة بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، خلفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.