نائب محافظ جنين منصور السعدي قال للأناضول إن هناك مخططا للجيش الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح كبير لوسط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة...
حذر نائب محافظ جنين منصور السعدي، مساء الخميس، من مخطط للجيش الإسرائيلي لتنفيذ اجتياح كبير لوسط مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، مشبها ما قد ينتظر المخيم بحملة "الإبادة" التي نفذتها تل أبيب في شمال غزة.
وقال السعدي، في تصريحات للأناضول، إن قوات الجيش الإسرائيلي "أغلقت المداخل الأربعة لمدينة جنين ومخيمها بالسواتر الترابية، ومنعت الدخول والخروج منها".
وحذر من "مخطط إسرائيلي لتنفيذ اجتياح كبير لوسط المخيم (الواقع بمدينة جنين والمحاصر أيضا من القوات الإسرائيلية) في ظل عمليات هدم مستمرة للبنايات والمنازل المحيطة به".
وشبه ما ينتظر المخيم في ظل هذا المخطط المرتقب بأنه قد يكون "تكرار لما جرى في شمال قطاع غزة من حملة إبادة ممنهجة" بدأت في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وحتى وقف إطلاق النار بالقطاع في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأشار نائب المحافظ إلى الظروف الصعبة التي يواجهها المرضى والطواقم الطبية بمستشفى جنين الحكومي، في ظل قطع الكهرباء وإمدادات الوقود عنه جراء العدوان الإسرائيلي.
وخلال عداونه الحالي على المخيم، والذي شمل هجمات جوية وعمليات خاطفة تنفذها قوات خاصة، أجبر الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين على النزوح من مخيم جنين.
وفي هذا الصدد، لفت السعدي، إلى عدم وجود إحصاء دقيق لعدد النازحين خلال الأيام الأخيرة.
لكنه بيّن أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وثقت مغادرة نحو 2000 عائلة من مخيم جنين منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تزامنًا مع الحملة الأمنية التي نفذتها أجهزة الأمن الفلسطينية بالمخيم آنذاك.
ولليوم الثالث على التوالي، واصل الجيش الإسرائيلي الخميس، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها وعدة بلدات مجاورة شمالي الضفة الغربية.
ونقل مراسل الأناضول عن شهود عيان في الضفة، قولهم إن الجيش الإسرائيلي وسع خلال الساعات الأخيرة عدوانه في جنين ليشمل عدة بلدات أخرى، أبرزها بلدتا قباطية وبرقين جنوب المدينة.
ومنذ ظهر الثلاثاء، بدأ الجيش الإسرائيلي بمصادقة من المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة أطلق عليها اسم "السور الحديدي" قتل خلالها 12 فلسطينيا وأصيب 40 بجراح حتى مساء الخميس، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.
وتمثل العملية - وفق إعلام عبري- محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.
والثلاثاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو وعد سموتريتش بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.
وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 873 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 158 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.