بعد مأساة غزة.. الاحتلال يجبر مرضى ومسنين بجنين على النزوح قسرا

20:1522/01/2025, الأربعاء
الأناضول
بعد مأساة غزة.. الاحتلال يجبر مرضى ومسنين بجنين على النزوح قسرا
بعد مأساة غزة.. الاحتلال يجبر مرضى ومسنين بجنين على النزوح قسرا

شهادات من نازحين التقهم الأناضول بمحيط مخيم جنين: - الجيش الإسرائيلي بدأ بإخلاء أحياء كاملة في المخيم عقب اقتحامه - سيدة فلسطينية: ما ذنب امرأة مقعدة في الـ90 من عمرها أن تُجبر على النزوح؟ - الفلسطيني محمود رمضان: طلبنا سيارة إسعاف لنقل والدتي المريضة أثناء النزوح لكن دون جدوى بعدما عزل الجيش المخيم - المسن جمعة المصري: رأيت كبار سن ونساء وأطفال ينزحون في ظروف صعبة للغاية

اشتكى سكان من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، الأربعاء، من اضطرارهم للنزوح القسري بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية التي تستهدف المخيم منذ الثلاثاء.

وفي أحاديث أمام كاميرا الأناضول، عقب نزوحهم من المخيم، قال هؤلاء السكان إن الجيش الإسرائيلي عزل المخيم عن محيطه، وأجبر المئات من سكانه على النزوح قسرا سيرا على الأقدام، رغم وجود مرضى وكبار سن بينهم.

وقالت إحدى السيدات، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها: "الجيش الإسرائيلي بدأ بإخلاء أحياء كاملة في المخيم" عقب اقتحامه.

وأضافت أن القوات الإسرائيلية تعمل كذلك على تجريف الشوارع، وهدم المنازل.

ولفتت السيدة الفلسطينية، إلى انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الاتصال عن المخيم.

ووصفت الوضع في المخيم بأنه "صعب للغاية" في ظل الهجوم العنيف الذي يشنه الجيش الإسرائيلية.

وأشارت السيدة، إلى أنها اضطرت للنزوح من المخيم رفقة والدتها المسنة المقعدة، بعدما أمرهم الجيش الإسرائيلي بإخلاء المنزل.

وتواصل الحديث: "لم أستطيع تدبر أمري ونزحت بمساعدة السكان".

وتساءلت مستنكرة: "ما ذنب امرأة مقعدة في الـ90 من عمرها أن تُجبر على النزوح؟"

وحاليا تتركز الأحياء التي يعمل الجيش الإسرائيلي على إخلائها بمنطقتي الدمج والحواشين جنوب غربي مخيم جنين، بينما يتوجه أغلب النازحون من تلك الأحياء إلى مناطق غرب المخيم حيث يقيمون مع أقارب لهم.

فيما جهزت بلدية جنين بالتعاون مع البلديات المجاورة مواقع لإيواء نازحين.

** نزوح تحت النار

من جانبه، وصف محمود رمضان، معاناته مع عائلته خلال النزوح من المخيم.

وقال رمضان: "نزحنا تحت إطلاق كثيف للرصاص الحي من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي استخدم مكبرات الصوت لإجبارنا على الخروج".

وأضاف: "كان الأمر صعبا في ظل الشوارع مدمرة".

وتابع رمضان: "طلبنا مركبة إسعاف لنقل والدتي المريضة، لكن دون جدوى بعدما عزل الجيش المخيم".

واستطرد: "حاولنا المرور عبر أحد شوارع المخيم غير المدمرة ومع ذلك تعرضنا لإطلاق رصاص من قبل الجيش الإسرائيلي".

على النحو ذاته، تحدث للأناضول، جمعة المصري، أحد كبار السن في المخيم، الذي بدا منهكا بعد النزوح سيرا على الأقدام من المخيم باتجاه الغرب.

وقال "المصري": "طلب منا جنود الاحتلال إخلاء المخيم وأجبرونا على المغادرة. رأيت كبار سن ونساء وأطفال يخرجون في ظروف صعبة للغاية".

وأضاف أن "الوضع داخل المخيم كارثي، ولا نعلم ما يجري في بعض الأحياء، لكن أصوات القنابل والاشتباكات لم تتوقف".

وفي وقت سابق الأربعاء، صرّح رئيس بلدية جنين محمد جرار، للأناضول، أن الجيش الإسرائيلي يجبر السكان على إخلاء أحياء كاملة من المخيم بالقوة، محذرا من مخاطر تدمير هذه الأحياء بالكامل.

وقال جرار: "هناك مخاوف حقيقية من تنفيذ جرائم إسرائيلية في المخيم، عبر نسف وتدمير أحياء ومربعات سكنية".

** حملة اعتقالات واسعة

في السياق ذاته، أفادت مصادر محلية للأناضول أن الجيش الإسرائيلي شن حملة اعتقالات واسعة في مخيم جنين، حيث تم نقل المعتقلين إلى مراكز تحقيق ميدانية.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها إلى 10 شهداء فلسطينيين و40 جريحا، وفق آخر إحصائية حتى ظهر الأربعاء.

والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه وجهاز الأمن العام "الشاباك" وحرس الحدود، باشروا حملة عسكرية "لإحباط الأنشطة الإرهابية في جنين"، وفق زعمه، وأطلق عليها اسم "السور الحديدي".

وجاءت عملية جنين في اليوم الثالث من تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد إبادة جماعية إسرائيلية بقطاع غزة استمرت نحو 16 شهرا.

وتمثل العملية، وفق إعلام عبري، محاولة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لاسترضاء وزير المالية اليمني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الغاضب من وقف إطلاق النار في غزة.

والثلاثاء، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة، أن نتنياهو، وعد سموتريتش، بشن هجوم على مخيم جنين، مقابل عدم استقالته من الحكومة ما قد يؤدي لانهيارها.

وبين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وبموازاة الإبادة بغزة، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن مقتل 871 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف و700، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

#الجيش الإسرائيلي
#السور الحديدي
#الضفة الغربية
#جنين
#فلسطين