خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني جوزاف عون عقب انتهاء قمة بينهما في قصر الرئاسة شرق بيروت
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إن بلاده ستدعم هدف لبنان في حفظ سيادته وحماية أراضيه من التدخلات والاعتداءات.
كلام ماكرون جاء خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني جوزاف عون عقب انتهاء قمة بينهما بقصر الرئاسة في بعبدا شرق العاصمة بيروت.
وخاطب ماكرون عون بالقول: "سندعم هدفكم في حفظ السيادة وحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات".
وأكد أن "تمتّع لبنان بالسيادة على كامل أراضيه شرط لاستدامة إطلاق النار والنأي بالبلاد عن التدخلات الخارجية".
ولفت إلى أن انتخاب عون رئيسا أنهى الفراغ السياسي ويضع لبنان "على الطريق الصحيح للتعافي"، مؤكداً وجوب تشكيل حكومة جديدة سريعا.
وتعهد ماكرون بأن تواصل فرنسا "مساندة لبنان ليبسط سيادته على كل أراضيه".
كما أكد أن "بقاءه (لبنان) بمنأى عن التدخلات الخارجية شرط لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وشدد على ضرورة أن "ينسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وأن يكون السلاح في لبنان محصورًا بيد جيشه".
وأيضا على ضرورة تعزيز عمل قوات حفظ السلام الأممية "يونيفيل"، مشيرا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يناقش في بلدة الناقورة الحدودية جنوب لبنان هذه الجهود.
وأضاف ماكرون: "سنعمل معكم على ترسيم الحدود على طول الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
ودعا المانحين الدوليين للالتزام بوعودهم لمساعدة النازحين بسبب الحرب الإسرائيلية، معلناً العزم على "تنظيم مؤتمر دولي في باريس لحشد الجهود الفرنسية والأوروبية من أجل إعادة إعمار لبنان، بالإضافة إلى تدريب 500 جندي لبناني".
وأكد ماكرون أن فرنسا ستكون إلى جانب لبنان لمساعدته على تنفيذ كل الإصلاحات وفق آليات تضمن الحوكمة الشفافة.
وقال إن وجوده في بيروت "فرصة لتكريم الشعب اللبناني وآلاف الضحايا بسبب الحرب الإسرائيلية التي فرضت على لبنان"، وشدد على أن "التعددية والمصالحة أساسية"، متمنيا أن "تصب الإصلاحات والمشاريع السياسية المقبلة في هذا الاتجاه".
كما تعهد الرئيس الفرنسي بـ "العمل مع لبنان على ترسيم الحدود (مع إسرائيل) عند الخط الأزرق".
من جهته، تمنى عون على ماكرون أن "يشهدوا للعالم كله بأن ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت، وأن ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة، لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد".
وتواجه القيادة الجديدة للبنان تحديات كبيرة، أبرزها الأزمة الاقتصادية الحادة، وملف إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وكذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي احتلها بالجنوب.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و68 قتيلا و16 ألفا و670 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.