كلمة لأمين عام الأمم المتحدة خلال اجتماعه مع قائد اليونيفيل أرولدو لاثارو ساينز في مقر اليونيفيل في بلدة الناقورة جنوب لبنان...
أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، أن إسرائيل تنتهك القرار الأممي 1701 باستمرار احتلالها بمنطقة عمليات قوات حفظ السلام "اليونيفيل" وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، مشددا على ضرورة أن يتوقف ذلك.
جاء ذلك في كلمة له خلال اجتماعه مع قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لاثارو ساينز بمقر اليونيفيل في بلدة الناقورة الحدودية جنوب لبنان.
وفي عام 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وبموجب القرار، قرر المجلس اتخاذ خطوات لضمان السلام، منها السماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد، من أجل مراقبة وقف الأعمال العدائية، ودعم الجيش اللبناني أثناء انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، وضمان العودة الآمنة للنازحين.
وقال غوتيريش، الجمعة: "استمرار احتلال الجيش الإسرائيلي بمنطقة عمليات اليونيفيل وتنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية، يمثلان انتهاكا للقرار 1701 ويشكلان خطرا مستمرا على سلامتكم وأمنكم. يجب أن يتوقف هذا".
كما اعتبر أن "وجود أفراد مسلّحين وأصول وأسلحة غير تابعة للحكومة اللبنانية أو لليونيفيل بين الخط الأزرق ونهر الليطاني إنما يمثل انتهاكا صارخا للقرار 1701 ويقوّض استقرار لبنان".
وفي هذا الإطار، أشار غوتيريش إلى أن "اليونيفيل كشفت عن أكثر من 100 مخزن أسلحة تعود لحزب الله أو مجموعات مسلحة أخرى منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي".
وأضاف أن "القوات المسلّحة اللبنانية (الجيش والأمن)، باعتبارها الضامن الوحيد لأمن لبنان، تنتشر بأعداد أكبر في جنوب لبنان، بما في ذلك بدعمٍ من اليونيفيل وأعضاء الآلية التي تم استحداثها في إطار وقف الأعمال العدائية".
وقال متحدثا عن دور قوات اليونيفيل: "دعمكم القوي وتنسيقكم الوثيق مع القوات المسلّحة اللبنانية سيكونان أساسيّين لدعم وقف دائم للأعمال العدائية ولتحقيق الهدف المنشود من القرار 1701".
وأضاف غوتيريش: "سنواصل حثّ المجتمع الدولي على تعزيز الدّعم للقوات المسلّحة اللبنانية".
وأوضح أن "الهجمات (التي حدثت خلال المواجهات بين حزب الله وإسرائيل) ضدّ قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، غير مقبولة على الإطلاق، وتنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وقد تشكل جريمة حرب".
كما أشاد غوتيريش بدور قوات اليونيفيل بالقول: "بفضل جهودكم إلى حدّ كبير، نحن في فترةٍ من الهدوء النسبي الذي يحتاج إلى رعاية ويمثّل فرصة طال انتظارها لدعم الأطراف لإحراز تقدّم حقيقي نحو التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتوفير الأمن والاستقرار الدائمَين".
وأضاف "لديكم دعمنا الكامل لإجراء أي تعديلات قد تكون ضرورية خلال هذه المرحلة الجديدة".
وأردف: "سنواصل العمل بشكل وثيق مع الدول المساهمة بقواتٍ في اليونيفيل لضمان حصولكم على القدرات المعزَّزة بما في ذلك إزالة الألغام والتخلّص من الذخائر غير المنفجرة، بغية تمكينكم من استئناف الدوريات ومهام المراقبة الموكَلة إليكم".
ومساء الخميس، بدأ غوتيريش زيارة إلى لبنان وصفها متحدث باسمه بأنها "زيارة تضامن" مع البلد بعد الحرب الطويلة التي عانى منها.
وتأتي الزيارة عقب حرب إسرائيلية استمرت أكثر من عام على لبنان، أسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى حربا اندلعت بين إسرائيل و"حزب الله" في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت، وبموجبه تنسحب إسرائيل تدريجيا من الأراضي اللبنانية خلال 60 يوما، وانتشار الجيش اللبناني على طول الحدود بالمنطقة الجنوبية.