مؤسس "الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد، في حديث للأناضول: - سقط نظام الأسد لكن سوريا لم تتحرر بعد، لأن عصابة "بي كي كي" موجودة شرق نهر الفرات - مطلوب من واشنطن أن ترفع يدها عن "بي كي كي"، إما أن يكونوا جزءا من الدولة أو يذهبوا إلى الجبال - سوريا يجب أن تحرر من هذه العصابة، يجب أن يحلوا أنفسهم، ومن هو غير سوري فليخرج - من استطاع قيادة المعركة العسكرية للتحرير (من النظام) أعتقد أنه قادر أن يقود البلد ولكن يحتاج إلى كوادر
قال مؤسس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، إن نظام الأسد سقط لكن سوريا لم تتحرر بعد لأن تنظيم "بي كي كي" الإرهابي ما يزال موجودا شرق نهر الفرات، وإن ثروات البلاد موجودة تحت سيطرته.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع الأسعد في دمشق، التي عاد إليها بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتطرق خلالها إلى الأوضاع في سوريا.
ومنذ 9 ديسمبر/ كانون الأول الماضي تدير حكومة جديدة برئاسة محمد البشير مرحلة انتقالية في البلاد، بتكليف من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وفي اليوم السابق سيطرت فصائل سورية على دمشق، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد على البلاد، بينها الـ24 عاما الأخيرة تولى خلالها بشار الأسد الرئاسة.
تحرير سوريا
الأسعد في حديثه عن الأوضاع شرق الفرات ووجود عصابات من تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" فيها، قال: "اليوم صحيح سقط النظام لكن سوريا لم تتحرر، لأن عصابة بي كي كي موجودة في الشرق".
وأكمل: "ثروات البلد التي نحن بحاجة إليها الآن هي اليوم تحت يد العصابات الإرهابية، مطلوب اليوم من الولايات المتحدة أن ترفع يدها عنها".
وأوضح أنه في مرحلة ما استخدمت الولايات المتحدة تلك العصابات، "لكن اليوم هناك دولة ومطلوب منهم إما أن يكونوا جزءا من الدولة أو يذهبوا إلى الجبال".
وذكر أن غالبية قيادات "بي كي كي" التي تضع صورة زعيم التنظيم الإرهابي عبد الله أوجلان ويتغنون بها "غير سوريين"، وأكمل قائلا: "يتذرعون بموضوع الأكراد، بينما الأكراد أهلنا وناسنا وإخوتنا".
وقدم الأسعد في حديثه شهادة عن معاملة هذه التنظيمات للأكراد بقوله: "كان معي 8 ضباط (أكراد) ذهبوا باتجاه أربيل أخذتهم عصابات (بي كي كي) وإلى الآن مصيرهم غير معروف".
وتابع: "جاءتنا أنباء أنهم سلموهم للعصابة الأسدية (النظام) واليوم بعدما فتحت السجون (ولم يعثر عليهم) يفهم أنهم قتلوهم فهم أيضا ضد الأكراد".
وشدد في حديثه: "سوريا يجب أن تتحرر من هذه العصابة إن كان سلما أو حربا، يجب أن يحلوا أنفسهم، ومن هو غير سوري فليخرج، أما ابن سوريا مرحب به، له ما للسوريين وعليه ما عليهم".
تحسن الأوضاع
وفيما يخص الأوضاع عقب سقوط النظام وعودة المهجرين قال الأسعد: "الوضع رويدا رويدا بات أحسن، بدأت عودة المهجرين وجزء من النازحين وهذا يعطي صورة جيدة".
وأضاف: "الناس سعيدة جدا وتسعى لتثبيت الثورة، الناس جميعها تحاول وضع يدها بيد لتتحاور، هناك حراك جيد جدا حتى يكتمل النصر وتبدأ حياة جديدة لبناء سوريا الجديدة".
وعن استقباله في دمشق أفاد: "ليس غريبا على شعبنا أن يستقبل الناس الذين قدموا وضحوا خلال مسيرتهم، كان لهم ثقة كبيرة بكل محبة وتقدير".
وشدد على أن "من استطاع قيادة المعركة العسكرية للتحرير (من النظام) أعتقد أنه قادر على قيادة البلد ولكن يحتاج إلى كوادر، البلد لا يدار بشخص مهما كانت عنده القدرة القيادية والذكاء والحنكة والكفاءة".
وأوضح: "هذا يحتاج إلى مجموعة عمل بتنظيم مؤسسة الدولة بوضع كل إنسان بمكانه الطبيعي، وإعادة تنظيم المؤسسات، وتفعيل منظمات المجتمع المدني، اليوم أمور كثيرة مطلوبة من القيادة الجديدة، على المستوى الشعبي والرسمي".
تحديات الجيش الجديد
وردا على سؤال حول تشكيل الجيش الجديد وانضمام الفصائل إليه، أجاب: "أي دولة ترغب بجيش قوي يحمي شعبها وحدودها، لدينا أرض محتلة (من قبل إسرائيل) شيء طبيعي أن تكون المؤسسة العسكرية مؤسسة قوية جدا".
وأردف: "اليوم نحن في طور التشكيل (..) الدولة لها مؤسساتها وإحداها هي وزارة الدفاع، مطلوب منهم (الفصائل) أن ينضموا للوزارة، وهي بدورها تتعامل معهم بكل أمانة وتنتهي من مسألة الفصائلية".
وفيما يتعلق بالجيش الحر ومستقبل اندماجه بوزارة الدفاع أفاد: "إلى الآن لم يصدر أي شيء عن وزارة الدفاع بهذا الخصوص، حاليا فقط اللقاء مع فصائل، وهذه حقوق لا يمكن التنازل عنها، الناس التي ضحت وانشقت حقها أن تعود إلى مؤسسة ووظيفة ويتأمن لها راتب أو تقاعد"، ونفى الأسعد تواصل الإدارة الجديدة معه.
وكشف أن "هناك عوامل لسقوط العصابة الأسدية منها استعدادات للمعركة وتدريب واستطلاع جيد، بالطرف الثاني كانت هناك معنويات منهارة وتذمر، والميليشيات وحزب الله منهكة، كذلك الطيران الروسي لم يكن فاعلا بالمعنى القديم ولأن الجبهة انفتحت تم اجتياز الخط الأول الدفاعي لريف حلب الغربي وحلب مرورا بالمحافظات إلى دمشق".
عودة المهجرين ورفع العقوبات
وعن عودة النازحين والمهجرين والتحديات بوجود العقوبات قال الأسعد: "لدينا نازحون داخل بالمخيمات، ومهجرون في تركيا ولبنان والأردن والدول الأوروبية والعربية، النازحون حاولوا العودة لكن منازلهم مهدمة".
وأضاف: "هناك اليوم عودة من تركيا ولبنان لكن هناك تحديات أمامهم مثل الحالة المعيشية، لا يملكون الأموال، اليوم مطلوب من الدول المساعدة، وموضوع إعادة الاعمار".
وأردف: "نتمنى أن ترتفع العقوبات عن الشعب السوري (..) هناك تحديات كبيرة أمامنا، يجب أن نتحمل ونصبر، مطلوب من السوريين اليوم وضع يد بيد ويكون هناك تكافل اجتماعي وتعاضد".
وعن علاقات تركيا وسوريا قال الأسعد: "تركيا جارة وحدود طويلة وصلة قربى، والسوريون 13 سنة كانوا متواجدين فيها، فكثير من العوامل اليوم تحتم علينا أن تكون علاقتنا مع تركيا أخوة ومحبة، وعلاقة استراتيجية بكل معنى الكلمة".
وختم بالقول: "كان لتركيا دور جيد بكثير من القضايا، نتمنى اليوم منها أن تساعد الشعب السوري مثل ما كانت في البداية، نحن بحاجة للكهرباء وكثير من الأمور".