لاجئون بمخيم دوميز في دهوك قالوا إنهم يحلمون بالعودة إلى ديارهم لكنهم قلقون من انعدام الأمن بمناطق سيطرة التنظيم الإرهابي...
في مخيم بمحافظة دهوك شمال العراق، أعلن لاجئون سوريون رفضهم العودة إلى بلادهم الآن، بسبب وجود تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي في مناطقهم وانعدام الأمن فيها.
لم يخفِ هؤلاء السوريون الذين يعيشون في ظروف قاسية منذ سنوات، في مخيم دوميز في دهوك، سرورهم بسقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وذكروا بأنهم سيتمكنون من العودة إلى بلادهم بعد استتباب الأمن في المناطق التي يحتلها تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي.
وفي 8 ديسمبر الماضي بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبتكليف من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تدير حكومة برئاسة محمد البشير، مرحلة انتقالية بدأت في اليوم التالي للإطاحة بنظام بشار (2000-2024).
حلم العودة
في حديث للأناضول، قال محمد صالح درويش الذي فر من منطقة القامشلي السورية قبل 13 عاما واستقر في مخيم دوميز، إن حكومة إقليم كردستان شمال العراق ساعدتهم، لكنهم يعيشون على أمل العودة إلى ديارهم.
وذكر درويش (35 عاما) أنه أدى خدمته العسكرية الإلزامية عامين ونصف العام أثناء نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وإنه هرب حين سنحت له الفرصة.
وأعرب عن أمله في أن يكون هناك حوار بين المجموعات العرقية والدينية في سوريا وأن يشكل الأكراد في سوريا تحالفا مع دمشق، معتبرا أنه بهذه الطريقة سيتمكن هو واللاجئون الآخرون من العودة بأمان وسلام.
رغبة السلام
من جانبه، قال محمد حسين يحيى (65 عاما) إنهم بصفتهم أكرادا لا يريدون الحرب والصراع في بلادهم.
وأضاف يحيى: "أريد العودة إذا تحققت الوحدة بعد انهيار نظام الأسد في سوريا. سأعود إذا انتهت المشاكل".
وتابع: "ليس لدي منزل، لكنني سأستأجر منزلا آخر وأستقر هناك. وسأعيش حياة أفضل. أنا مدرس. سأجد عملا هناك بطريقة ما".
مناطق الإرهاب
أما هدية رمضان شاهين (72 عاما) فقالت إنهم فروا إلى العراق حين اندلعت الحرب في سوريا إثر اندلاع الثورة ضد نظام الأسد في العام 2011.
وأشارت شاهين إلى انعدام الأمن في مناطقهم بسوريا جراء ممارسات تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي.
وأردفت بالقول: "الآن لا نستطيع العودة إلى سوريا لأننا لا نستطيع حتى مغادرة القرية في المالكية (تتبع لمحافظة الحسكة شمال شرق سوريا)".
وأضافت: "سنبقى خائفين ما لم نتأكد من أن الأمن مستتب، في تلك المناطق (التي يحتلها التنظيم الإرهابي)، لا يستطيع أحد الخروج من منزله، الجميع يعيشون في خوف".
وطن الأجداد
أمينة عمر (70 عاما) فأعربت عن شوقها لسوريا بقولها: "دمشق كالسكر لكن الوطن أحلى".
وأضافت عمر: "إذا تحسنت مناطقنا (التي يحتلها التنظيم الإرهابي) وعاد السلام، سأعود إلى بلدي".
وأردفت: "إذا عدنا الآن لن نستطيع أن نرعى أسرتنا. العالم فاسد. ما زال لاجئون يأتون إلى هنا".
من جانبه، قال أحمد محمد (13 عاما) إنه ولد في دهوك لكنه يريد العودة إلى وطنه سوريا.
وزاد محمد: "هذا هو وطن آبائنا وأريد العودة إليه. رحيل الأسد أسعدنا كثيرا. أريد أن تتعافى سوريا ويخرج الناس من السجون ونعود بسلام".