- في مدينة غزة انطلقت الزغاريد وأصوات التهليل من الأحياء المتضررة - في مخيمات النزوح تحولت أجواء الصمت الثقيلة إلى مشهد مليء بمشاعر الفرحة
وسط الخيام التي تؤوي النازحين وبين الأنقاض التي كانت يوما منازلهم، عمت أجواء من الفرح الممزوج بالحذر في قطاع غزة، الأربعاء، عقب أنباء عن قرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بوساطة دولية.
في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، علت صيحات التكبير من الأطفال والكبار، رغم الظروف القاسية التي يعيشونها في المخيمات.
وفي مدينة غزة، انطلقت الزغاريد وأصوات التهليل من الأحياء المتضررة، حيث احتشد السكان أمام منازلهم المدمرة، وامتزجت دموع الفرح بالأمل بعودة الأمان.
وفي مخيمات النزوح، تحولت أجواء الصمت الثقيلة إلى مشهد مليء بالمشاعر، حيث علت أصوات التصفير والهتافات تعبيرا عن الفرحة.
واحتضن النازحون بعضهم البعض وسط دموع الفرح والارتياح، وكأنهم يتشاركون لحظة انتصار صغيرة في مواجهة معاناتهم الطويلة.
أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فشهد "مستشفى ناصر" تجمعات عفوية للسكان، حيث علت أصوات الفرح والصفير.
وشوهد الأطفال يركضون بين الحشود، وكأنهم يستعيدون طفولتهم التي سرقت منهم خلال أيام الإبادة.
كما رفع السكان الأعلام الفلسطينية والكوفية في أماكن مختلفة من قطاع غزة، تعبيرا عن تمسكهم بالهوية الوطنية.
ومساء الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر ترامب، في منشور عبر منصة تروث سوشيال، أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
وقال: "تم التوصل إلى اتفاق (لوقف إطلاق النار في غزة) بشأن الأسرى في الشرق الأوسط. وسيتم إطلاق سراحهم قريبا. شكرًا لكم".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال مصدر فلسطيني للأناضول، إن حركة حماس، سلمت الوسطاء ردا "إيجابيا" على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
ولاحقا، قالت حماس في بيان إن قيادتها سلمت "قبل قليل للإخوة الوسطاء (مصر وقطر) ردّها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار".
كما قال مصدر مصري إنه "تم التوصل إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة بجهود الوسطاء بعد ساعات من العمل الشاق"، حسب ما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات.
وقالت القناة "12" العبرية الخاصة، إن تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى المرتقب سيبدأ، الأحد المقبل، بإطلاق سراح 3 أسرى إسرائيليين، ثم يتبعه إطلاقات أخرى في الأيام المقبلة وفق جدول محدد.
وتأتي الأنباء عن قرب توقيع الاتفاق بشأن غزة بعد عرقلة طويلة من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي حال دون التوصل إليه على مدى أشهر بسبب طرحه شروطا جديدة أو تراجعه عن تفاهمات سابقة، في وقت تواصل فيه إسرائيل دون هوادة حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وشهدت المفاوضات الراهنة حول الاتفاق تقدما ملحوظا إثر ضغوط شديدة مارسها ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للشرق الأوسط، على نتنياهو خلال اجتماع وُصف بـ"المتوتر" بينهما السبت الماضي، بحسب ما أفاد به موقع "تايمز أوف إسرائيل" العبري الخاص.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 98 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت "حماس" مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.