خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري أسعد الشيباني
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء، إن تركيا عرضت على الإدارة السورية الجديدة تقديم الدعم العملياتي فيما يتعلق بمكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره السوري أسعد الشيباني، الذي يجري أول زيارة رسمية له إلى العاصمة التركية أنقرة.
وأشار فيدان، إلى أن صفحة جديدة فُتحت في سوريا بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وقال إنه ينبغي للإدارة الجديدة في سوريا والمجتمع الدولي استغلال هذه الفرصة بشكل صحيح.
وأكد فيدان، على أهمية تأسيس عملية سياسية شاملة بقيادة وملكية السوريين.
وأضاف: "لقد حان الوقت لجميع المجموعات الدينية والعرقية والطائفية في سوريا لاحتضان بعضها البعض".
وأردف فيدان: "من دواعي السرور أن الإدارة الجديدة تعمل وفق نهج شامل، وتركيا تدعم جهود عقد مؤتمر الحوار الوطني لتعكس إرادة كل المكونات في سوريا".
ولفت إلى ضرورة تقديم المجتمع الدولي كافة أشكال الدعم لسوريا التي تشهد نقطة تحول تاريخية.
وقال فيدان: "يجب أن نساعد الشعب السوري للنهوض على قدميه، ويجب أن ننظر إلى سوريا كساحة للتعاون لا ساحة للمنافسة".
- مكافحة الإرهاب
وأشار فيدان إلى أن نظام الأسد احتضن تنظيمات إرهابية في سوريا لسنوات طويلة وصدّر الإرهاب.
وأضاف: "لا مكان للتنظيمات الإرهابية مثل: بي كي كي/ واي بي جي، وداعش، في سوريا الجديدة".
وأعرب الوزير فيدان، عن ترحيبه بتصميم الإدارة الجديدة في سوريا على مكافحة الإرهاب، داعيا إلى البدء بترجمة ذلك على الأرض.
وأشار إلى أن تركيا لديها خبرة كبيرة في التعاون مع الدول الأخرى في مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وأكد على رغبة تركيا في اختبار تعاون مماثل مع الإدارة الجديدة في سوريا.
وشدد فيدان، أن على استعداد تركيا لاستغلال الفرص المتاحة في هذا المجال، بدءا من تبادل المعلومات الاستخباراتية وصولاً إلى تطوير القدرات العسكرية.
وأضاف "عبّرنا لهم (الإدارة السورية الجديدة) وللدول المجاورة عن استعدادنا لتقديم الدعم العملياتي في الحرب ضد داعش. في الواقع، اتخذنا بعض الخطوات في هذا الصدد خلال الآونة الأخيرة".
وتابع "كما قلنا دائما، نحن مستعدون لتقديم المساعدة اللازمة للإدارة الجديدة فيما يتعلق بإدارة معسكرات داعش وسجونها".
من جهة أخرى، كشف فيدان، أن القنصلية العامة التركية في مدينة حلب (شمالي سوريا) ستبدأ عملها في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأعرب عن أمله في تبدأ شركة الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى سوريا قريبا.
وأوضح فيدان أنه بحث مع الشيباني، خلال الاجتماع، الذي عقد بصيغة 3+3، الوضع الأمني في سوريا وسبل إرساء الاستقرار الكامل في البلاد، بالإضافة إلى القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وأضاف "أكدنا أننا مستعدون لتقديم الدعم لسوريا في كافة المجالات، وفي هذا السياق، ناقشنا سبل إضفاء الطابع المؤسساتي لتعاوننا الثنائي".
وشدد فيدان على ضرورة رفع العقوبات لتوفير الخدمات العامة والبنية التحتية الأساسية في سوريا.
وقال: "إذا تم رفع العقوبات فإن عملية تطبيع الأوضاع في البلاد ستتسارع، وسيتم خلق ظروف تمكن ملايين السوريين من العودة إلى بلادهم، وستزيد من قدرة سوريا على محاربة التنظيمات الإرهابية مثل داعش".
وأضاف فيدان: "لا مكان للإرهاب في مستقبل المنطقة، ولن نقبل أبدا بتقسيم سوريا، فالمنطقة عانت بما يكفي من الحروب، وحان الوقت لتطهيرها من الإرهاب والسلاح والعنف".
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يمكن أن يدعم سوريا في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة وبناء قدراتها.
وأكد الوزير فيدان، على استعداد تركيا لمشاركة خبراتها مع سوريا.
ولفت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعطى التعليمات اللازمة لجميع مؤسسات الدولة في هذا الاتجاه.
وأكد فيدان، أن روابط الصداقة بين تركيا وسوريا قوية للغاية وأن استضافة تركيا لملايين السوريين طيلة "النزاع السوري" دليل على متانة هذه الروابط.
وأضاف "خلال هذه الفترة الجديدة التي بدأت في سوريا، سيتم تعزيز علاقاتنا القوية وتعاوننا، ورغبة تركيا الوحيدة هي أن تعيش سوريا في سلام وهدوء وازدهار وأمن، ونحن مستعدون للقيام بكل ما هو ضروري (لتحقيق ذلك)".