قتلت إسرائيل، السبت، أسرة كاملة مكونة من أب وأم و4 أولاد بغارة على منزلهم بقضاء بعلبك شرقي لبنان.
يأتي ذلك في اليوم الـ17 من تصعيد إسرائيل عدوانها على القضاء الذي يعتبره مراقبون "الخزان البشري الرئيسي لحزب الله" في لبنان، حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وحاضنة شعبية كبيرة.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن الطيران الحربي الإسرائيلي "شن غارة على منزل المواطن علي كامل قاسم، في بلدة الخريبة بقضاء بعلبك".
وأضافت أنه نجم عن الغارة "تدمير المنزل ومجزرة، تمثلت في ارتقاء قاسم وزوجته وأولادهما الأربعة شهداء".
ولفتت الوكالة إلى أن الغارة ألحقت كذلك "أضرارا فادحة في الأبنية المجاورة، فيما لا تزال أعمال رفع الركام متواصلة في المكان".
وفي بيان لاحق، أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل أفراد الأسرة الستة، لافتة إلى أن بينهم 4 أطفال أصغرهم 3 أعوام.
وأضافت أن الغارة أدت أيضا إلى "إصابة 11 شخصا آخرين بجروح، بينهم 5 أطفال، اثنان منهم بحالة خطرة".
ولم توضح الوزارة ما إذا كان المصابون تواجدوا بمنزل الأسرة الذي تم استهدافه أم أنهم أصيبوا جراء الأضرار التي لحقت بالمنازل المجاورة.
وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، صعد الجيش الإسرائيلي عدوانه بشكل كبير على قضاء بعلبك، بدعوى استهداف "بنية تحتية لحزب الله"؛ ما أدى إلى إيقاع مئات القتلى والجرحى.
وتعد بعلبك، مركز هذا القضاء، مدينة تاريخية تعود لنحو 3 آلاف عام، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
ويخشى مسؤولون لبنانيون تدمير الغارات الإسرائيلية لمعالم تاريخية فيها، بعدما ألحقت غارات سابقة أضرارا بها.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو من 147 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و445 قتيلا و14 ألفا و599 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الجمعة.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.