فرق الإغاثة اللبنانية هدف للعدوان الإسرائيلي

09:097/10/2024, Monday
الأناضول
فرق الإغاثة اللبنانية هدف للعدوان الإسرائيلي
فرق الإغاثة اللبنانية هدف للعدوان الإسرائيلي

- رغم الاستهداف الإسرائيلي المستمر تواصل فرق الإغاثة اللبنانية عملها لإنقاذ ونقل الجرحى. - نقابة أطباء لبنان اطلقت نداء "عاجلا" إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لوقف "المجزرة" الإسرائيلية بحق الجهاز الطبي اللبناني. - نقابة الممرضات والممرضين في لبنان: "إسرائيل تستهدف في "حربها المدمرة"، المستشفيات والأطباء والمسعفين".

لم تسلم المستشفيات والفرق الإغاثية في لبنان من الاستهدافات الإسرائيلية في إطار عدوانها الشامل على لبنان، ما أدى لسقوط أكثر من 97 قتيلاً من الكادر الطبي وفرق الإنقاذ، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وبالرغم من ذلك تواصل فرق الإغاثة عملها لإنقاذ ونقل الجرحى.

وعقب مقتل وإصابة أفراد من الطواقم الطبية وخروج 4 مستشفيات بجنوب لبنان عن الخدمة، وجهت نقابة أطباء لبنان نداء "عاجلا" إلى منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لوقف "المجزرة" الإسرائيلية بحق الجهاز الطبي اللبناني.

كذلك، قالت نقابة الممرضات والممرضين في لبنان إن إسرائيل تستهدف في "حربها المدمرة"، المستشفيات والأطباء والمسعفين، وهو ما اعتبرته "تحديا صارخا" للقوانين والمواثيق الدولية.

والخميس، كشف وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي 97 من الطواقم الطبية والطوارئ، وتسببت بأضرار لأكثر من 10 مستشفيات (لم يذكرها)، داعيا المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات.

بينما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أنه "لا يجوز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظمة لرعاية الجرحى والمرضى، ويجب أن تحترم وتُحمى من جميع الأطراف المتحاربة".

**الهيئة الصحية تحت النار

بدأت هذه التهديدات والاستهدافات الإسرائيلية بشكل أكبر عقب استهداف عنيف للضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن طائرات تابعة له قصفت "مقر الاستخبارات المركزي لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية".

وبينما قالت وسائل إعلام عبرية إن القيادي في "حزب الله" هاشم صفي الدين هو الهدف الرئيسي لتلك الغارات، رفض الجيش الإسرائيلي نفي أو تأكيد ذلك، وفق ما أفادت به هيئة البث العبرية الرسمية، السبت.

وكانت تقارير صحفية محلية وأجنبية أفادت بأن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية وتهديدات فرق الإغاثة تمنع رجال الإنقاذ من الوصول لمواقع الغارات خصوصا الغارة التي يُشتبه أن تكون قد أدت إلى مقتل صفي الدين، الخليف المحتمل الجديد لحسن نصرالله، وسط صمت من "حزب الله" حول مصير صفي الدين.

والمستهدف الأول في الغارات الإسرائيلية هي الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ"حزب الله"، حيث قصف الطيران الإسرائيلي مركزها في بيروت ما أدى إلى مقتل 7 من مسعفيها، بالإضافة لاستهداف عناصرها في مناطق لبنانية مختلفة ما أدى لسقوط عدد أكبر من القتلى.

وتأسست الهيئة الصحية الإسلامية عام 1984 في ظل الظروف المأساوية التي كان يعيشها اللبنانيون جراء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث قامت الجمعية وقتذاك بأعباء الإسعاف الأوّلي

والدفاع المدني قبل أن تنشئ الهيئة بعد ذلك المستوصفات والمراكز الصحية والمستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية، و"خاصة المحرومة منها، حيث الحاجة ملحة لذلك"، وفق ما يذكر موقعها الإلكتروني.

وتهدف الجمعية لمساعدة السكان في المناطق الفقيرة والمهملة على الصعيد الصحي والاجتماعي، وتأمين الخدمات للمستفيدين من برامج التقديمات الصحية المتوفرة في الهيئة والمساهمة في صياغة تجربة صحية مرتكزة على القيم الإسلامية وغيرها من الأهداف المماثلة.

وتتركز غالبية أعمال الهيئة في الصحية في بيروت (تحديدا غربها)، والجنوب والبقاع، وهذه المناطق تعد قريبة لحزب الله وحركة أمل

**استمرار الاستجابة

بعيدا عن الهيئة الصحية، فمن الجمعيات الإغاثية المستقلة بشكل تام عن أي حزب أو جهة لبنانية التي تعمل على الأرض لنقل المصابين رغم صعوبة الأجواء هو الصليب الأحمر اللبناني.

ووفق موقعه الإلكتروني، يعمل الصليب الأحمر لتوفير خدمات الاستجابة الصحية العاجلة والكوارث في جميع أنحاء البلاد.

وشدد رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي لوكالة "الأناضول" على أن "الصليب الأحمر اللبناني جمعية مستقلة وننسق مع الجيش اللبناني والهيئات الرسمية مثل وزارة الصحة والأمم المتحدة واليونيفيل فقط".

وقال إن "المسعفين المستهدفين من قبل إسرائيل هم عناصر الهيئة الصحية التابعة لحزب الله والجمعية التابعة لحركة أمل لاعتبارهم مقاتلين"، نافيا أي علاقة بهم.

وأكد "عدم وجود احتكاك أو تواصل مباشر مع أي جمعية أخرى تقوم بنفس عملنا على الأرض، فقبل الذهاب للمناطق التي تتعرض للقصف نحصل على إذن من الجيش اللبناني".

**انتهاكات للقانون

لحماية الفرق الطبية والإغاثية، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اتصالات دبلوماسية من أجل "الضغط على العدو الاسرائيلي للسماح لفرق الانقاذ والاغاثة بالوصول إلى المواقع التي تعرضت للغارات والسماح بنقل الضحايا والجرحى".

وتجرم العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف الكوادر والمنشآت الطبية في أثناء الحروب، وهذا ما شدد عليه نقيب المحامين السابق، النائب ملحم خلف الذي أوضح أنه بعد الحربين العالميتين، ومن واقع معركة سولفرينو وهي حرب وقعت عام 1859 في إيطاليا بين الجيشين الفرنسي والنمساوي، باتت البشرية تدرك أكثر أهمية حماية المدنيين في النزاعات المسلحة،

فوُضع القانون الإنساني، وترجم باتفاقيات جنيف الأربعة، وعام 1977 أضيف إليها بروتوكولان وأهم عنوان لهما "حماية المدنيين خلال النزاعات المسلحة".

وأوضح أن المدني هو كل شخص لا يشارك في المعارك.

وأشار إلى أن فرق الإسعاف، والهيئات الصحية التي تساعد في معالجة الجرحى والقتلى، بحد ذاتها لديها حماية عالمية، معتمدة على هذه الاتفاقية.

وقال: "نواجه عدو متفلت من كلّ القيود الحقوقية والأخلاقية، والإنسانية ما أسقط الشرعية الدولية من خلال عدم الاحترام والالتزام بالقرارات الدولية لمجلس الأمن.

وشدد على أهمية التمسك بالشرعية الدولية ورفص العنف بشكل كبير، داعيا لإلزام إسرائيل بالمواثيق والأحكام لا سيما بقانون الحرب.

من جهته، قال الزغبي "إن الحروب تحصل أينما كان لكن على الأقل يجب احترام المبادئ الأساسية فلا يمكن ترك المصاب على الأرض وعدم تقديم الإسعافات الأولية، هذه أسس الإنسانية. وعلى المجتمعات العالمية التشديد على احترام القوانين العالمية".

وأضاف: "هناك اتفاقيات دولية لتنظيم عملنا، ورغم التهديدات فعناصر الصليب الأحمر تستجيب بصعوبة، فلا يمكننا ترك الجرحى على الأرض"، مؤكدا أن التهديدات تؤثر على عمل المتطوعين الذين يحتاجون لجو آمن للعمل".

ومنذ 23 سبتمبر الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي الحالي على لبنان حتى السبت عن مقتل 1204 أشخاص وإصابة 3411 بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية.

في المقابل، يرد "حزب الله" على العدوان بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل.

#العدوان الإسرائيلي
#فرق الإغاثة
#لبنان