اكتشف علماء آثار أتراك في مدينة تاريخية قديمة في قضاء أرجيش بولاية وان شرق تركيا، نقوشًا آرامية هامة، وقنوات لتصريف المياه، بالإضافة إلى برج قلعة بيضاوي الشكل، ما يسلط الضوء على النظام المعماري المتقدم للمدينة في العصور الغابرة.
وتتم أعمال التنقيب تحت إشراف مديرية متاحف وان، وبدعم من الأستاذ رأفت جاويش أوغلو، عميد كلية الآداب ورئيس قسم الآثار في جامعة "يوزونجو ييل" التركية، حيث أسفرت جهود التنقيب عن اكتشافات جديدة تسلط الضوء على النظام المعماري في العصور القديمة.
وخلال أعمال التنقيب، التي جرت بدعم من قائمقامية أرجيش، العام الماضي، تم اكتشاف 5 نقوش تاريخية مكتوبة باللغة الآرامية، إضافة إلى بقايا أسوار المدينة القديمة، وبرج قلعة بيضاوي الشكل بقطر 10 متر وارتفاع 3 متر، وقنوات لتصريف المياه، والعديد من الأواني الفخارية.
أما خلال العام الجاري، تمكن الفريق الأثري من اكتشاف 3 نقوش أخرى، وبرج قلعة بيضاوي الشكل، بالإضافة إلى قنوات تصريف المياه.
ولتمكين قراءة النقوش بشكل دقيق، استخدم فريق التنقيب تقنية الطباعة بالاستمباج، وهي تقنية تستخدم لنسخ النقوش المحفورة على الأسطح الصخرية أو المعدنية باستخدام ورق أو مواد مرنة، ويتم ذلك عن طريق وضع الورق على النقش ثم الضغط لنقل التفاصيل بدقة، كما تُستخدم هذه التقنية في مجال الآثار لتوثيق النقوش القديمة وحمايتها من التلف، ما يسهل دراستها وحفظها للأجيال القادمة.
وفي حديث للأناضول، قال الأستاذ الدكتور رأفت جاويش أوغلو، إنهم بدأوا أعمال التنقيب في الموسم الحالي منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن جهودهم مكنت من الوصول إلى اكتشافات هامة.
وأوضح جاويش أوغلو أنهم يواصلون تنفيذ مجموعة من أعمال التنقيب في منطقة الأسوار التاريخية القديمة.
ونوّه: "خلال أعمال التنقيب التي أجريناها هذا العام، تمكنا من اكتشاف برج مشابه للبرج الذي عثرنا عليه العام الماضي، إضافة إلى 3 نقوش آرامية، كما اكتشفنا هذا العام أيضًا شبكة من قنوات لتصريف المياه".
وشدد: "اكتشافنا لقنوات تصريف المياه، التي كانت تُستخدم لتصريف المياه المتراكمة على الأسوار، يعتبر من بين أهم الاكتشافات لهذا العام"، لافتاً أن هذه القنوات هي جزء من نظام كان يُستخدم لجعل الأسوار أكثر متانة".
وأضاف :" النظام الذي كان مستخدمًا في فترة المملكة الأورارتية في الأناضول، من اللافت أنه تم تطبيقه أيضا في المدينة القديمة في زرناقي تبه".
وأشار جاويش أوغلو إلى أن "أعمال توثيق النقوش الآرامية لا تزال مستمرة على قدم وساق".
وتابع قائلًا: "نستخدم تقنية الاستمباج في هذا العمل، عندما نعود إلى هذه النقوش في السنوات القادمة، ستكون جميعها موثقة ومحفوظة بحيث يمكن قراءتها بشكل أسهل. كما قمنا بنقل النقوش إلى مستودعات خاصة لحمايتها وإجراء بعض أعمال الترميم عليها".
من جانبه، قال قائمقام أرجيش، مراد قرال أوغلو، للأناضول، إن "أعمال التنقيب في موقع "زرناقي تبه" تسهم في تسليط الضوء على تاريخ المنطقة".
وأضاف قرال أوغلو أن "أعمال التنقيب في المدينة القديمة أظهرت أن المدينة تحتوي على شبكة متطورة لتصريف المياه، والتي تعتبر فريدة من نوعها في شرق الأناضول".
كما شكر كل من ساهم في أعمال التنقيب والوصول إلى هذه الاكتشافات الهامة التي تسلط الضوء على تاريخ أرجيش.
وأشار إلى أن "اكتشاف نقوش جديدة، وقنوات لتصريف المياه، وبرج قلعة خلال العام الجاري سيشكل إضافة كبيرة لمدينتنا أرجيش".
واختتم قرال أوغلو حديثه بالقول: "نسعى لتحويل الموقع إلى متحف مفتوح وتمكين الزوار المحليين والأجانب من زيارة هذا الموقع التاريخي المهم في تاريخ الحضارة الإنسانية، ونبذل جهودًا حثيثة، بالتعاون مع شركائنا، لتحقيق هذا الهدف".