قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "قرار مجلس النواب الأمريكي بشأن المزاعم الأرمنية لا علاقة له بالحقائق التاريخية، وهو بحكم العدم بالنسبة لنا، ومخطئ من يعتقد أنه يستطيع الضغط علينا عبر قرار سياسي".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، الأربعاء، خلال مشاركته في "برنامج اللغة والتاريخ والثقافة لعام 2019" الذي نظمه مركز الديانة الأمريكي بولاية ميريلاند، التابع لرئاسة الشؤون الدينية التركية، على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها حاليًا للولايات المتحدة.
وفي كلمته التي ألقاها أمام أبناء الجالية التركية، وأمريكيين من أصول تركية، وممثلي الجماعات الإسلامية بالولايات المتحدة، قال أردوغان أثق بأن "مجلس الشيوخ الأمريكي لن يقع بنفس خطأ مجلس النواب الخاص بقراره المتعلق بمزاعم الإبادة الأرمنية".
وتبنى مجلس النواب الأمريكي، يوم 29 أكتوبر/تشرين أول الماضي، مشروع قرار يصف المزاعم الأرمنية بخصوص "أحداث 1915" بـ"الإبادة الجماعية".
مشروع القرار الذي تقدم به رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا آدم شيف، في شهر أبريل/نيسان الماضي، تم قبوله بموافقة 405 نواب، ورفض 11.
ومن المنتظر عرض المشروع للتصويت داخل مجلس الشيوخ الأمريكي خلال فترة قصيرة، وحالة الموافقة عليه سيكون نافذًا.
في ذات السياق أضاف أردوغان قائلا "قرار مجلس النواب الأمريكي بشأن هذه المزاعم يدعو للخجل والأسف"، مشيرًا إلى أن بلاده تفتح كافة أرشيفاتها للباحثين والأكاديميين المحليين والأجانب، ولا يوجد لديها ما تخفيه في هذا الصدد.
وتابع قائلا "وسبق أن عرضنا على الأرمن تشكيل لجنة تاريخية مشتركة، كنوع من إظهار حسن النوايا من طرفنا، وقلنا لهم إذا كان لديكم أرشيفات فلتفتحوها لنا، ونحن نتفح أرشيفاتنا".
وأضاف قائلا "وقواتنا المسلحة تمتلك أكثر من مليون وثيقة في الأرشيفات الخاصة بها. بإمكان الجميع الاطلاع على تلك الوثائق في أي وقت وإجراء الأبحاث اللازمة".
واستطرد قائلا "وقلنا لهم تفضلوا هذه الأرشيفات أمامكم، لكنهم لم يأتوا، أتعرفون لماذا؟ لأنهم يعرفون أنهم لن يتمكنوا من إيجاد ما يبحثون عنه، حتى قلنا لهم ابحثوا عن مزاعمكم في أرشيفات بلدان أخرى كبريطانيا، وفرنسا، لكنهم يرفضون لنفس الأسباب".
وشدد الرئيس التركي على أن "الفصل في هذه المسألة أمر منوط بالمؤرخين أولًا الذين سيبحثون في الأمر، ثم يعرضون النتائج على السياسيين، وبالتالي لو حدث عكس ذلك فإن هذا يكون تسييس للقضية".
ووأوضح أن "الولايات المتحدة إذا كانت تريد أن تأخذ موقفًا عادلًا حقيقيًا عليها أن تبتعد عن أية مواقف سياسية في مسألة تقتضي البت فيها من قبل المؤرخين".
وشدد أردوغان على "ضرورة عدم قيام السياسيين بأداء دور المؤرخين في هذه القضية"، مضيفًا "ورغم حسن النوايا من قبل تركيا لم نرَ المقابل الذي ننتظره في هذا الشأن".
واستطرد قائلا "على الأقل عليهم النظر إلى التقرير الذي أعدته لجنة عسكرية أمريكية كانت قد جاءت إلى تركيا عقب الفترة التي قيل إنها شهدت تلك الحادثة(مسألة التهجير)، والذي أثبت أنه لم يحدث أي شيء من تلك المزاعم الأرمنية".
وبيّن أن "التوصل لحكم في هذه القضية من خلال الاستماع لطرف واحد، واتخاذ قرارات خاطئة بناء على ذلك، سيؤدي إلى أضرار لا يمكن تلافيها في العلاقات التركية الأمريكية"
وأشار إلى أن "أرمينيا دولة حديثة، تأسست بالأمس، وتحديدًا عام 1991، وكان الأرمن قبل ذلك عبارة عن مهاجرين يتنقلون من مكان إلى مكان، وكانوا يعيشون على هذا النحو بتركيا".
ولفت إلى أن "تركيا يعيش بها حاليًا 100 ألف أرمني منهم 60 ألفًا موطنون أتراك، و40 ألف آخرون يعيشون بشكل غير قانوني، ورغم هذا لم نقم بترحيلهم".
- وقف الولايات المتحدة دعمها لتنظيم "بي كا كا/ي ب ك" بشكل فوري
في سياق آخر شدد الرئيس التركي على ضرورة تطهير المنطقة من تنظيم "ي ب ك" ذراع تنظيم "بي كا كا" الإرهابي في سوريا.
وأضاف قائلا "ما ننتظره من الولايات المتحدة، هو وقف دعمها لتنظيم (ي ب ك/ بي كا كا) الإرهابي فورًا" .
وأوضح أنه أبلغ طلبات أنقرة في هذا الموضوع مجددًا للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال المباحثات الثنائية التي أجرياها، الأربعاء، في البيت الأبيض.
وتابع قائلا "لقد تناولنا خلال مباحثاتنا كافة القضايا وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، وآخر التطورات في سوريا".
ووصل الرئيس التركي، الولايات المتحدة الأمريكية، الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، تلبية لدعوة وجهها له نظيره الأمريكي، ترامب، لإجراء مباحثات رسمية.