بعد أفغانستان وبنغلاديش وسوريا والسودان.. غزة تتوج مسيرة النصر

08:4317/01/2025, الجمعة
تحديث: 17/01/2025, الجمعة
آيدن أونال

نبارك هذا النصر العظيم والمبارك الذي حققته غزة بفضل المقاومة البطولية لحماس. نعم إنه انتصار لا جدال فيه، فقد اضطر أكثر الجيوش قسوةً وانعدام للأخلاق والمبادئ في العالم إلى الانسحاب من غزة بعد إنفاق تريليونات الدولارات واستخدام أشد أسلحة الدمار الشامل فتكًا، وقصف 2.5 مليون شخص محاصرين في مساحة صغيرة تبلغ 363 كيلومتراً مربعاً لمدة 467 يوماً. ولكن لم تحقق إسرائيل أي نجاح، ولم تستعد رهائنها، بل انسحبت صاغرة ذليلة بعد أن تكبدت خسائر فادحة، وانهارت معنوياتها، مخلفةً وراءها سحابة كثيفة من الخوف والبؤس واليأس

نبارك هذا النصر العظيم والمبارك الذي حققته غزة بفضل المقاومة البطولية لحماس.

نعم إنه انتصار لا جدال فيه، فقد اضطر أكثر الجيوش قسوةً وانعدام للأخلاق والمبادئ في العالم إلى الانسحاب من غزة بعد إنفاق تريليونات الدولارات واستخدام أشد أسلحة الدمار الشامل فتكًا، وقصف 2.5 مليون شخص محاصرين في مساحة صغيرة تبلغ 363 كيلومتراً مربعاً لمدة 467 يوماً. ولكن لم تحقق إسرائيل أي نجاح، ولم تستعد رهائنها، بل انسحبت صاغرة ذليلة بعد أن تكبدت خسائر فادحة، وانهارت معنوياتها، مخلفةً وراءها سحابة كثيفة من الخوف والبؤس واليأس تخيم على كيانها.


دعونا نستعرض بعض النقاط:

ــ عملية السابع من أكتوبر عملية عادلة ومشروعة وناجحة للغاية. فالحرية الوحيدة التي مُنحت لغزة على مدى عقود هي "حرية اختيار كيفية الموت". وقد اختارت حماس أن تموت وهي تقاتل ببسالة.

ــ وكما يردد بعض "الخونة" من المسلمين، هل كانت هذه المآسي ستحدث "لو بقوا هادئين" أو "أطاعوا السلطة"؟ نعم، كانت ستحدث، بل كانت تحدث بالفعل. فمنذ عام 1948، كانت إسرائيل تقتل الفلسطينيين فرادى وجماعات، وتواصل احتلال فلسطين خطوة بخطوة. ولم يكن "الهادئون" في الضفة الغربية تحت حكم محمود عباس بمنأى عن الظلم، حيث عانوا طوال 467 يومًا أيضًا.

ــ استشهد خمسون ألفًا من الأبرياء في غزة، ودُمِّرت بالكامل. فهل يمكن وصف ذلك بالنصر؟" نعم، إنه انتصار. فقد استشهد تسعون ألفًا في معركة جناق قلعة، ألم يكن ذلك انتصارًا؟ استشهد عشرة آلاف من جنودنا في مكافحة الإرهاب، فهل كان علينا أن نستسلم ونترك الأعداء يقسمون البلاد؟ وفي 15 يوليو، هل كان يجب أن نترك الساحة للخونة من تنظيم "غولن" الإرهابي فقط حتى لا يُقتل أحد؟ وفي معركة صقاريا فقدنا 39 ألفًا، فهل كان علينا أن ندع اليونانيين يعبرون؟ وهل كان علينا أن نسلم قبرص لليونانيين خشية الموت؟ حروب الاستقلال دائمًا هكذا؛ إما أن تستسلم وتعيش ذليلا تحت نير الاحتلال وربما تموت ميتة مهينة، أو تقاوم في سبيل العيش بشرف وكرامة وحرية في وطنك، رغم ما قد يحصل من موت ودمار.

ــ أثارت حركة حماس حفيظة البعض، ليس فقط الاحتلال الإسرائيلي، بل ضمائر المسلمين أيضاً. فمن يطرح أسئلة مثل "لماذا يقاومون؟" أو يقول " عليهم أن يبقوا صامتين" أو "كيف يمكن وصف هذا القدر من الخسائر بالنصر؟" أو "عليهم أن يطيعوا الحكومة. إنما يعبّرون في الحقيقة عن جبن متأصل في نفوسهم، وشعور بالهزيمة، والراحة التي ألفوها، ومناطق نفوذهم الصغيرة والقاسية والأنانية. حماس بما تفعله، كأنها عصا بيد يحيى السنوار تضرب وجوههم.

ــ حماس فخر الأمة. لقد أنقذت حماس بمقاومتها البطولية كرامة الأمة وشرفها.

ــ حماس هي منظمة ملهمة، تقدم درساً في الصمود حتى الموت من أجل الوطن والعقيدة، ليس فقط للمسلمين بل للعالم أجمع. لقد أصبحت حماس رمزاً عالمياً للمقاومة.

ــ وكما حدث في معركة عين جالوت، وكما بشرت به الآيات القرآنية، انتصرت الفئة القليلة على الفئة الكثيرة بالإيمان والصبر والدعاء والأخلاق والأمل بالله.

ــ من أفغانستان إلى بنغلاديش، ومن تركيا في 15 يوليو إلى سوريا والسودان وأخيرًا غزة. إن فجر الإسلام يشرق مجددا. والوقود لهذه النهضة الحضارية العالمية سيكون الأمل والدعاء وقبل كل شيء الإيمان. التشاؤم يدمر، والأمل يقود إلى النصر.

ــ إن انسحاب إيران وحزب الله من المنطقة يؤدي إلى سلسلة من الانتصارات المتتالية للمسلمين، فقد انتصرت سوريا وغزة. ويشهد لبنان تحولات إيجابية، وسيكون واليمن هو التالي.

ــ ستتم إعادة إعمار غزة بشكل أفضل مما كانت عليه سابقا. فلا داعي للقلق.

ــ المقاطعة تبدأ الآن، حان وقت الحساب. لن ننسى الإبادة الجماعية أبدًا، ولن نسامح من دعموها. سنوسع نطاق المقاطعة ونحن فرحون بالنصر، وسنقنع من لم يشارك في المقاطعة بالانضمام إليها.

ــ "ماذا سيحدث الآن؟" و"ما هي شروط وقف إطلاق النار؟" و"من سيستفيد من عملية وقف إطلاق النار؟" كل هذه الأسئلة ليست ذات أهمية. عليك فقط أن تكون في المكان الصحيح، فإرادة الله فوق كل شيء.


من هم الخاسرون؟

رضخت إسرائيل وخسرت. خسرت الصهيونية، وخسر نتنياهو وكلابه المسعورة. وخسر الرئيس الأمريكي بايدن وحكومته. وخسر الشعب الأمريكي الكثير أموالاً طائلة. وخسرت اليهود حول العالم مكانتهم وصورتهم. وخسرت أوروبا كل قيمها. وخسر أتباع تنظيم "غولن" الإرهابي الذين كانت مهمتهم الأساسية هي الدفاع عن إسرائيل. وخسرت إيران وحزب الله والتعصب الشيعي. وخسر كل من دعم إسرائيل بحجة أنها "علمانية وغربية وحديثة". خسر العنصريون الوضيعون الذين كانوا يقولون "فليمت العرب". وخسر المسلمون الضعفاء والجبناء واليائسون الذين لم يؤمنوا بحماس. خسرت الإسلاموفوبيا، وخسرت الحملات الإعلامية التي تربط بين الإسلام والإرهاب. خسرت فيسبوك وتويتر وإنستغرام وستاربكس وماكدونالدز وبرجر كينج ونستله وكوكاكولا وغيرها الكثير. خسر عملاء ألمانيا وإيران وعملاء الصهاينة الذين حاولوا تحويل المقاطعة إلى أداة للسياسة الداخلية. وخسر المسلمون الذين دعموا إسرائيل فقط لكي تخسر حماس، وربما خسروا إيمانهم. وخسر جميع المتعاونين مع إسرائيل.

مبارك لغزة ولفلسطين ولحماس انتصارهم العظيم. مادمنا نؤمن بوجود الله واليوم الآخر وأن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، فليحيا النصر ولتحيا حماس ولتستمر المقاومة بهمة وعزيمة أقوى.


#غزة
#النصر
#السابع من أكتوبر
#إسرائيل
#الاحتلال
#فلسطين