أفسد الرقيب أول طيران أرضي سركان تشوبان خطط الانقلابيين بعدما رفض خلال محاول انقلاب منظمة غولن الإرهابية إقلاع المروحية التي كانت ستقوم بمهاجمة الفندق الذي كان يقيم به رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان في منطقة مرمريس بولاية موغلا.
تلقّى الرقيب أول سركان تشوبان مساء 15 يوليو/تموز أمراً هاتفياً بأن يصل للطائرة مبكراً حيث أنّ هناك طائرة شخصية مهمة لبكار المسؤولين ستقلع، وكان ذلك قبل بدئه العمل في الوردية المسائية. حاول تشوبان الذي ذهب للعمل مبكرًا على إثر الأوامر أن يحصل على أية معلومة قبل الإقلاع، ولكنه لم يتمكن من ذلك. بعد ذلك تمّ إصدار أمر لجميع الطيارين بأن يحصلوا على استراحة في منازلهم حتى الساعة العاشرة مساءً.
غلق أجهزة التتبع
بعد التعليمات التي أصدرها العقيد مراد دالغن الذي عاد للوحدة مرة أُخرى قبل ساعة من الإقلاع، بأن يكونوا عند الطائرات المروحية، فقام الفريق الذي يقوم بتجهيز الطائرة بإغلاق أجهزة التتبع عقب الأمر الصادر. بعد ذلك قامت ثلاث مروحيات بتعقب العقيد دالغن، وهبطت في قاعدة تشيلا الجوية الأساسية الثانية للطائرات النفاثة بعد التواصل عبر تردّد واضح.
قام العقيد دالغن الذي كان قد أعطى الأمر للمقدّم طيار بهاء الدين أكغول، بإسناد المهمة لسركان تشوبان بدعوى حدوث عطل في مروحيته. اشتبه تشوبان الذي لم يستمع لأيّة أحاديث تمت حتى تلك اللحظة لأنّه من المفترض أن يكون بداخل المروحية في هذه الوضعية.
"لن أُقلع"
بعد هبوطهم في منطقة تابعة لجيش منطقة إيجه، رآي تشوبان إشعاراً في هاتفه يقول "بث بيان الانقلاب في قناة تي ري تي الآن"، ولكنه لم يتمكن من قراءة التفاصيل بسبب أمن الرحلة. قرّر تشوبان الذي شك بشكل أكبر بعدما رأى الفرق المسلحة تهبط في تشيلا؛ عدم الإقلاع مع الانقلابيين حيث ظنّ أنهم سيقومون بأعمال غير قانونية. قام تشوبان بإغلاق محرّكات المروحيات بدون إخبار الطيار الأول وذلك أثناء قيامهم بالتجهيزات على الأرض. وعقب ذلك سأله الطيار الأول "ماذا تفعل؟", فأجاب تشوبان بأنه لن يُقلع. فسأله من جديد إذا ما كان يرفض الإقلاع في ظل وجود أمر كتابي، فأجاب سركان تشوبان قائلاً "نعم، لن أُقلع"، وأقنع المسؤول الفني بتأييده في هذا. قام العقيد دالغن الذي علم هذا الوضع بأمر المقدم أكغول بالإقلاع.
رفض تشوبان إقلاع المقدم أكغول أيضاً، وقام بالتحدث مع أصدقائه الذين في الطائرة بخصوص الانقلاب، وحذرهم من التحرك مع الخونة. بعدما فهم أصدقاؤه الوضع، قام سركان تشوبان بالعودة بالمروحيات للقاعدة.
تلافى السقوط، والموت
قام الطيار البطل سركان تشوبان بإغلاق محرّكه ليلة محاولة انقلاب 15 يوليو/تموز وراوغ فرق الاغتيال ومنع مصيبة كبرى. تحدث تشوبان عن تلك الليلة قائلاً: "سعدت كثيراً بعدما علمت أننا كنا سبباً في أمور جيدة بمنعنا هؤلاء الخونة، وتأخيرهم. لو تواجد في طائرتي فريق مسلح لكنت أغلقت محرّك الطائرة في الجو أيضاً وسقطنا، وكنت سأقتل من فيها لأنّني في تلك اللحظة لم أكن لأعقل أيّ شئ. كان من الممكن أن أستشهد، وألا أكون متواجداً هنا اليوم. كان من الممكن أن يطلقوا علي النار هناك، وقد تحمّلت هذا لأنني لست خائناً للوطن. أنا ألبس هذا الزي منذ كنت في الرابعة عشرة من عمري. في كلّ خيط في ملابس الطيران التي أرتديها حق لطفل لايزال في مهده. لقد ربتني هذه البلد منذ عمر الرابعة عشر، أنا لن أشترك مع من يُطلق النار على هذه الدولة، الذين سلموها للغير، والذين أطلقوا النار على هذا الشعب. أنا أسعى لمنع هؤلاء".
ifadeler ilişkilendirilecek