كان مصطفى يامان إمام جامع رئاسة دائرة العمليات الخاصة في غُل باشي بأنقرة، وقد غادر منزله عشية 15 يوليو/تموز لمساعدة رجال الشرطة بعد تعرض مقرّهم للقصف، لكنه استشهد هو الآخر في الهجمات التي شنّها الخونة من أعضاء منظمة غولن الإرهابية.
سمع يامان تعرض مقر دائرة العمليات الخاصة للقصف بينما كان يتسامر مع أبنائه حتى يناموا ليلة 15 يوليو/تموز، فخرج من مقر إقامته بعدما أبلغ من كانوا معه بأنه يجب أن يساعد رفاقه من رجال الشرطة، لكنه لم يعد بعدها.
كان يامان، الذي كان يبلغ من العمر 31 عاما، ينحدر من مدينة بارتين، وكان قد تزوج قبل 8 سنوات من ديلك يامان التي كانت تعمل كمعلمة للقرآن الكريم في المكان نفسه، ولديهما طفلان بعمر خمسة أعوام وعامين. وكان يامان قد تخرج في كلية العلوم الإسلامية بجامعة أنقرة.
"لقد اشتقنا"
قالت زوجة الشهيد ديلك يامان إنها كانت تلاعب طفليها هي وزجها حتى يناما عشية 15 يوليو/تموز، ثم وصلهم نبأ تعرض مبنى العمليات الخاصة للقصف، وأضافت "خرج زوجي مسرعا دون أن يودعني، حاولت اللحاق به لكن دون فائدة". ووصفت ديلك زوجها بأنه كان إنسانا خيّرا ومجتهدا يحب المشاركة ويود أقاربه، وأنه عندما كان الناس يحتاجون شيئا كان أول ما يقومون به هو الاتصال بزوجها الشهيد. ولفتت إلى أنها تعرفت إليه بينما كانا يدرسان قبل سنوات بكلية العلوم الإسلامية في أنقرة، وأضافت "كانت خطبتنا بعد انتهاء الدراسة، وحينها بدأنا نحن الاثنان العمل. وبعدها بعام تزوجنا، لكن لم نستطع العيش سويا سوى بعد سنتين بسبب مكان التعيين. لقد اشتقنا لبعضنا دائما".
كان يامان يصلي إماما مع أفراد الشرطة ويصلي عليهم عندما يستشهدون، وكان يقول "يا ليتني أسقط شهيدًا مثلكم في ماردين ونصيبين".
دفن جثمان الشهيد مصطفى يامان في مسقط رأسه بمدينة بارتين يوم الاثنين 18 يوليو. وقد أطلق اسمه على مدرستين للأئمة والخطباء في بارتين وإزمير.