15 يوليو/تموز المحاولة الانقلابية داود كاراتشام

داود كاراتشام

استشهد داود كاراتشام (51) عشية محاولة الانقلاب أمام مقر رئاسة هيئة الأركان الذي ذهب إليه بعدما أخبر من كان معه "اليوم ليس يوم القعود!"

تابع الشهيد كاراتشام تطورات الأحداث من التلفاز بعدما عاد من صلاة العشاء، وقرر النزول إلى الشارع استجابة لنداء الرئيس أردوغان. ويقول نجله علي إن والده دعا أقاربه للنزول إلى الميادين بينما كان يهم للخروج. ويحكي ما حدث ذلك المساء بقوله "قالت والدتي إن أبي على وشك الخروج، فلحقت به على الفور، وخرجنا على هيئة قافلة، وذهبنا إلى حيث قادتنا السيارات".

"كنا جنبا إلى جنب مع والدي"

وصل الشهيد إلى مقر رئاسة هيئة الأركان، لكنه اضطر للتقدم سيرا على الأقدام مع ابنه بسبب اصطفاف الدبابات. ويضيف نجله علي إن الطلقات الأولى أطلقت بينما كانت الطائرات الحربية تحلق على ارتفاع منخفض، ويحكي لحظة الواقعة بقوله: "اصطفت السيارات أمام الدبابات، وفي تلك الأثناء أطلقت أولى الرصاصات من مؤخرة الحشد. ثم فتحوا النار من فوق إحدى الدبابات على جميع المدنيين. كنت وأبي جنبا إلى جنب، أصابته الطلقات وسقط أرضا، أصيب بنيران أطلقت من إحدى الدبابات التي كانت في المقدمة. كما استشهد عدة أشخاص آخرون مع أبي".

سحب علي كاراتشام، البالغ 25 عاما، جسد والده الذي كان يحاول ترديد كلمة الشهادة بعدما انطلقت الدبابات نحو المدنيين بعدما سحقت السيارات وقت إصابة والده الذي نقل إلى المستشفى في أول سيارة مرت من المكان، وأجري له تدليك لعضلة القلب طوال الطريق، لكنه استشهد بعد نقله إلى المستشفى في حدود الساعة 3 بعد منتصف الليل.

هجوم شامل على رئاسة هيئة الأركان
التشغيل 00:02:59
هجوم شامل على رئاسة هيئة الأركان
نظم الانقلابيّون الخونة هجومًا شاملًا استهدف مبنى رئاسة هيئة الأركان الليلة التي وقعت فيها محاولة الانقلاب الفاشلة. حيث هاجموا المبني جوًّا بواسطة إف- 16 التي حلقت بالقرب منه على مستوى منخفض، أمّا برًّا فكان بواسطة الدبابات. حيث قامت الدبابات بدهس كلّ سيارات الشرطة التي كانت تعيق طريقها وفتحت النار على المواطنيين الذين حاولوا التصدّي لها كما قامت بدهسهم. ولكن المواطنين نجحوا في إيقاف الدبابات بعد أن أغلقوا عدسات الرؤية بالقماش الثقيل.

"لو تكررت الأحداث لما ترددت في توديعه"

قالت زوجة الشهيد سمرا كاراتشام إنهم سيدعمون الدولة دائما في مواجهة أي تهديد، وأضافت "فقدت زوجي، لكن لو تكرر هذا لما عارضت خروجه، ولكنت ودعته كما فعلت، بل كنت خرجت بنفسي، بل إنني كنت سأخرج ذلك اليوم معه، لكني لم أستطع الخروج لتحركهم بسيارة شخص آخر".

كان الشهيد داود كاراتشام تاجرا يبيع مظلات الشرفات. وكان ينحدر من العاصمة أنقرة، ولديه ابنان يبلغان من العمر 22 و25 عاما. دفن جثمانه في أنقرة يوم 17 يوليو، وأطلق اسمه على إحدى ثانويات الأئمة والخطباء بمدينة موش.

röp: Vatan evladı milletine ateş eder mi?