ما إن تلقى تشتين جان نبأ محاولة الانقلاب الخائنة، توضأ وصلى صلاة الشهادة، وانتقل برفقة زوجته إلى جسر البوسفور، وهرول إلى الشهادة وكأنه ذاهب إلى عرسه.
لم يستطع جان الجلوس في المنزل بعدما سمع نداء الرئيس أردوغان في التلفاز، فقال "إن لم نخرج الآن فمتى؟"، ثم ذهب إلى الحمام، قص أظافره، وحلق لحيته، وتوضأ، ثم صلى ركعتين كصلاة شهادة، وقال "هذا قدرنا، ربما أخرج ولا أعود، ربما أصير شهيدا".
هم جان بالخروج من بيته بعدما أتم استعداداته، فقالت له زوجته فاطمة "أنا أيضا سآتي معك". انتقل الزوجان إلى جسر البوسفور، وعند وصولهما إلى مدخل الجسر شاهدا الانقلابيين وهم يطلقون النار على الناس من فوق الجسر.
أطلق عليه النار من بندقية قناص
تلقى جان اتصالا هاتفيا من والدته وأخته الكبرى اللتين طلبتا منه العودة، لكنه واصل التقدم على الجسر بصحبة زوجته. انتقل جان إلى حارة الوصول إلى أوسكودار فوق الجسر، وصار هدفا صريحا للقناصة الذين أطلق أحدهم رصاصة صوب قلب جان عند الساعة 2:06 بعد منتصف الليل.
نقل جان إلى المستشفى في سيارة حمله إليها من كانوا على الجسر، وكانت زوجته بجانبه بينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة.
كان جان يبلغ من العمر 34 عاما، وكان يعمل كمدير إضاءة في قطاع التلفاز. كانت لديه وصية بأن تزرع شجرة فاكهة عند قبره، وهو ما نفذته زوجته فاطمة.
قال والده مصطفى جان الذي يعمل كخبير بناء "هرع ابني ليموت في سبيل الوطن والعَلم وكأنه ذاهب إلى عرسه".
دفن جثمان الشهيد في مقبرة كيليوس.