15 يوليو/تموز المحاولة الانقلابية جلال الدين إبيش

جلال الدين إبيش

جلال الدين إبيش موظف ببلدية ألتن داغ كان أبًا لـ 4 أطفال ويبلغ من العمر 53 عامًا. وهو موظّف بإدارة حزب العدالة والتنمية في المنطقة. خرج مع أصدقائه في الحزب لمواجهة الانقلابيين عقب نداء الرئيس التركي أردوغان. وتوجّه نحو مبنى رئاسة هيئة الأركان، وبينما كان يحاول إنقاذ أحدهم قام أحد الانقلابيّين بتوجيه الرصاص نحو وأصابه في ظهره، ووقع شهيدًا إثر ذلك.

نجا من رصاص المروحيّة ليتلقّى رصاصة قنّاص في ظهره

مساء 15 تموز وبعد الانتهاء من عمله توجّه جلال الدين نحو مقرّ رئاسة العدالة والتنمية في منطقته. التقى هانك مع أصدقائه وأخبرهم ثمّ خرجوا بطريق المقاومة والنضال أمام الانقلابيّين، وكانوا قد توجّهوا أوّلا غلى بولوس ثم ّ إلى الهلال الأحمر، ويحكي ابنه ياسين إبيش أنّهم قد استولوا على دبابة وفي آخر المحادثات كنّا قد علمنا أنهم توجّهوا إلى مبنى رئاسة هيئة الأركان.

وبينما كان أمام مبنى رئاسة هيئة الأركان حاول الشهيد جلال الدين إنقاذ أحد العساكر وأدخله إلى غرفة وأشربه ماء، وفجأة ظهرت مروحية تحلّق فوق المنطقة وقامت بتمشيط المنقطة التي كانوا فيها، وخلال ذلك استطاع أبوه النجاة من رصاصات المروحية العشوائية، إلا أنّه بعد ذلك تمّ إصابته في ظهره برصاصة قناص حسبنما يروي ابنه ياسين، والذي أفاد أنّ والده عندما سقط إثر إصابته حاول المواطنون التدخل لإنقاذه إلا أن الانقلابيّين الخونة منعوهم من ذلك. وفي آخر مكالمة له مع وجته قال لها "الوضع سيء في الخارج، الأطفال في أمانتك" ثم وقع شهيدًا. وكان الشهيد إبيش قد قال لأصدقائه قبل الخروج "هناك حرب في الخارج، لنتوضأ ولا نخرج هكذا فربما استشهدنا أو أُصبنا". وبالمناسبة كان قد زار قبل شهر من اسشتهاده مقبرة شهداء جنق قلعة.

"بقيت من غير أب لكي لا نبقى من غير وطن"

أفاد ابن الشهيد الثاني تشاغري إبيش خلال حديثه عن والده حينما كان متواجدًا في ميدان جمهوريت في يوزغات قائلًا "كان والدي أمام مبنى رئاسة الأركان للدفاع عن الديمقراطية. تحدثت معه عدة مرات عبر الهاتف، وخلال إحدى المحادثاتت قلت له "يا أبي اذهب إلى البيت"، وتمامًا في ذلك الوقت سمعت عبر الهاتف أصوات السلاح والقصف، وأصوات الناس يقولون "الله"، ثمّ أُغلق الهاتف وبدأ رجلاي ويداي ترتجفان، ثم بعد دقائق من البكاء عادوت الاتصال بأبي فردّ عليّ ليقول لي "سقطت قنبلة بجوارنا، ضربت ولكن أنا بخير" ثمّ أغلق المكالمة. وقال تشاغري ولد الشهيد جلال الدين "بقيت بلا أب كي لا نبقى من غير وطن". وبعد تلك المكالمة بـ 15 دقيقة أُصيب والده وسقط شهيدًا إثر ذلك في مكانه.

تمّت كتابة جملة " بقيت بلا أب كي لا نبقى من غير وطن" على لوحة وتمّ تعليقها برئاسة العدالة والتنمية في يوزغات.

Video: Vatansız kalmamak için babasız kaldı

"أحمد أنا أُصبت...."

عندما وقع جلال الدين شهيدًا كان بجانبه صديقه أحمد أريك وروى الأخير بدوره لصحيفة يني شفق ما عاشوه تلك اليلة قائلًا: "كان هناك قناص على سطح مبنى رئاسة هيئة الأركان وكان يوجّه رصاصه نحو المواطنين، أُصيب جلال الدين فقمنا بأخذه ووضعناه على الأرض، وبعد دقيقتين وبينما كانت الدماء تسيل من جسده قال "أحمد لقد أُصبت"، كان هذا آخر ما قاله، أردت فعل شي، وبينما كنا نحاول إسعافه خيمت مروحية فوقنا وقامت بتمشيط المكان وأُصبت برجلي إثر ذلك، بعد ذلك قام صديقنا بإركابنا سيارة الإسعاف دون أن يُدرك هو أنه قد أُصيب في بطنه، ظنًّا منه أن الدماء التي عليه هي دماؤنا. لقد لفظ صديق الدرب جلال الدين آخر أنفاسه وهو بجانبي. في تلك اليلة كنا قد ذهبنا للموت بأرجلنا، ولدرجة قرب طائرات إف-16 من المواطنين فاتحة النار كنا وكأننا نشعر بسخونتها. بعض أصدقائنا انفجرت طبلة آذانهم وهم لا يشعرون. ذهبنا ومعنا الإيمان الذي منحنا الله إياه. هذه الدولة هي التي تحمل راية الإسلام".

تمّ دفن الشهيد جلال الدين إبيش في منطقة كارشي ياكا بالعاصمة أنقرة.

تمّ إطلاق اسم الشهيد جلال الدين إبيش على مدرسة ابتدائية في ألتن داغ بالعاصمة أنقرة.

نهر من الدماء في مبنى رئاسة الأركان
التشغيل 00:03:15
نهر من الدماء في مبنى رئاسة الأركان
يني شفق
نظم الانقلابيّون الذين أرادوا الاستيلاء على مبنى رئاسة الأركان هجومًا على حرم المبنى. خرج الشعب للشارع بعد اشتباك رجال الشرطة مع الانقلابيين المكلفين بالاستيلاء على رئاسة الأركان، والذين كانوا يقومون بالطيران على مستويات منخفضة بالطائرات المقاتلة، والمروحيات. قام الانقلابيون بإطلاق النار على المواطنين الذين نزلوا للشارع من المروحيات من أجل إخمادهم. واستشهدت أعداد كبيرة من المواطنين في حرم مبنى رئاسة الأركان الذي شهد أطول وأعنف الصدامات.