كادوش: سيتعين على الحكومة السورية الجديدة البدء من الصفر ببنادق إم 16 وكلاشينكوف أشكنازي: واحدة من أكبر العمليات في تاريخ سلاح الجو بوخبوط: تم تدمير أسراب كاملة من طائرات الميغ وسوخوي ديفوري: منذ سقوط النظام نفذت إسرائيل أكثر من 300 هجوم الهجمات تطال الدبابات والطائرات والمروحيات والسفن وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والمصانع العسكرية ومنشآت المخابرات
كل ما امتلكه الجيش السوري وبناه على مدى عقود من الزمن "يتم تدميره حرفيا في هذه الأيام".
هكذا وصف مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي دورون كادوش ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في سوريا منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وفور الإعلان عن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سارعت إسرائيل إلى تنفيذ غارات غير مسبوقة على مواقع الجيش السوري في عموم سوريا.
وتحاول إسرائيل تبرير هجماتها على أهداف الجيش الإسرائيلي بأنها إجراءات لمنع وصول الأسلحة إلى جهات معادية قد توجهه ضدها مستقبلا.
ولم تعلن إسرائيل رسميا عن الأهداف التي قصفتها من الجو ولاحقا من البحر في عموم سوريا ولكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر بعض التفاصيل.
** واحدة من أكبر عمليات الجيش الإسرائيلي
وقال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية افي أشكنازي الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي "يدمر الجيش السوري في واحدة من أكبر العمليات في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي".
وأضاف: "سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم سفن البحرية السورية ويغرقها في الميناء الرئيسي لبحريتها، وفي الوقت نفسه، دمر عشرات الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو السوري".
وأردف: "هاجم الجيش الإسرائيلي الصواريخ والدبابات والمدفعية ومستودعات الذخيرة وغيرها، وتشير التقديرات إلى أن الجهود ستستمر في الأيام المقبلة".
وتابع أشكنازي: "تقول إسرائيل إن الغرض من هذا الجهد هو منع تسرب الأسلحة التي قد تكون موجهة ضد إسرائيل في المستقبل القريب والبعيد".
ووفقا لاشكنازي فإنه "لم يكن سلاح الجو السوري وحده هو الذي تم تدميره، فقد نفذت البحرية الإسرائيلية عملية واسعة النطاق الليلة الماضية (الاثنين) لتدمير أسطول الجيش السوري (البحري)".
وقال: "تم تنفيذ العملية بواسطة صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية وتم تدمير العديد من سفن البحرية السورية التي تحمل عشرات الصواريخ البحر-بحر في منطقة ميناءي البيضاء واللاذقية".
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تسمه: "هذه واحدة من أكبر العمليات الهجومية في تاريخ القوات الجوية".
** تدمير دولة
وقال المحلل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي كادوش: "إسرائيل تشن عملية جوية غير مسبوقة في العقود الأخيرة، لتدمير جيش دولة ما، في اليومين الماضيين".
وأضاف: "دمرت القوات الجوية الجيش السوري: الدبابات والطائرات والمروحيات والسفن وأنظمة الدفاع الجوي والصواريخ والمصانع العسكرية ومنشآت المخابرات".
وتابع كادوش: "اتخذت إسرائيل قرارا استراتيجيا بتدمير جميع القدرات العسكرية المتقدمة والاستراتيجية المتبقية في سوريا بعد سقوط النظام، وإذا تمت هذه العملية بنجاح".
وقال سيتعين على ما وصفها بـ"حكومة المتمردين الجديدة أن تبدأ من الصفر، ببنادق إم 16 وكلاشينكوف، لبناء قدراتها العسكرية كدولة جديدة".
** أسراب طائرات ميج وسوخوي
ويشير محلل الشؤون العسكرية في موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أمير بوخبوط: "في ظل سقوط نظام الأسد لا تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي وتستغل الفرصة لتحييد القدرات العسكرية العديدة التي كان يمتلكها جيش سوريا".
وكشف النقاب إنه "من بين الأهداف التي تعرضت للهجوم قواعد للقوات الجوية السورية، بما في ذلك أسراب كاملة من طائرات الميغ وسوخوي (الروسيتين) التي تم تدميرها".
وقال بوخبوط: "كما دمر سلاح الجو الإسرائيلي عشرات البطاريات المضادة للطائرات في جميع أنحاء سوريا يوم الاثنين، ما أدى إلى توقف استخدام النظام المضاد للطائرات".
واعتبر أن "هذه خطوة مهمة من شأنها أن تزيد من الميزة الجوية الإسرائيلية في المنطقة"، مشيرا إلى أن "النظام السوري المضاد للطائرات يعتبر فعالا بشكل خاص".
وأضاف بوخبوط أن ذلك النظام جعل من الصعب على إسرائيل العمل بحرية في سوريا، بل وأسقط طائرة إسرائيلية من طراز F-16 بالقرب من كيبوتس حردوف في الجليل" دون تحديد الوقت.
** أكثر من 300 هجوم
وبحسب محلل الشؤون العسكرية في "القناة 12" الإسرائيلية نير ديفوري فإنه "منذ سقوط النظام، نفذت إسرائيل أكثر من 300 هجوم آخرها وقع هذا الصباح".
وقال: "في هذه المرحلة الزمنية، فإن هدف الجيش الإسرائيلي هو تدمير كل ما تبقى من جيش الأسد، وضمان ألا تتمكن الأجيال القادمة من إعادة تأهيل هذه القوة وتشكل تهديدا لإسرائيل".
وأضاف ديفوري: "يدور الحديث عن أسلحة متطورة بكميات كبيرة، تم نقلها إلى سوريا من روسيا وإيران، وتشمل الأسلحة الروسية مجموعة كاملة من صواريخ أرض جو والأنظمة المضادة للطائرات والصواريخ بعيدة المدى والرادارات".
وتابع: "كل هذا بالطبع، تنضم إليه أيضا مطارات القوات الجوية - بكل طائرات الهليكوبتر والطائرات".
وأشار ديفوري، إلى مهاجمة "مواقع لإنتاج الأسلحة والبحث والتطوير، وكذلك على الموانئ".
وتابع: "بالأمس أيضا تم تنفيذ عملية لتدمير الرادارات وهجوم قوي تم فيه تدمير أسطول سوريا بالكامل من طائرات الميغ-29".
واضاف ديفوري: "اختيار الوجهات ليس عشوائيا، هذه خطوة ممنهجة تهدف إلى تدمير كل ما تبقى في يد سوريا، ومن بين الأهداف التي تقع على مرمى النيران الدبابات والعربات المدرعة التي لا تزال في مختلف قواعد الجيش السوري".
ولم يذكر الجيش الإسرائيلي ولا المراسلين العسكريين الإسرائيليين المواقع التي تم قصفها بالتحديد ولكن الحديث هو عن مواقع في كل سوريا.
وعلى لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، أعلنت إسرائيل "انهيار" اتفاقية فك الارتباط لعام 1974، التي أقيمت على أساسها هذه المنطقة.
وقال نتنياهو في بيان باللغة العبرية الأحد: "نعمل بالدرجة الأولى على حماية حدودنا هذه المنطقة كانت تحكمها على مدار قرابة 50 عاما منطقة عازلة اتُفق عليها عام 1974 بموجب اتفاقية فك الارتباط. وقد انهارت الاتفاقية بترك الجنود السوريين لمواقعهم".
وأضاف: "مع وزير الدفاع (يسرائيل كاتس)، وبدعم كامل من المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، أوعزت إلى الجيش أمس (السبت) بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المجاورة لها، ولن نسمح لأي قوة معادية بالتموضع على حدودنا".
لكن في بيانه باللغة الإنجليزية تحدث نتنياهو عن وجود مؤقت لا احتلال، إذ قال: "في الليلة الماضية انهارت الاتفاقية، فقد تخلى الجيش السوري عن مواقعه".
وتابع: "أصدرنا الأوامر للجيش بالاستيلاء على هذه المواقع، لضمان عدم تمركز أي قوة معادية بالقرب من حدود إسرائيل. وهذا موقف دفاعي مؤقت إلى أن يتم التوصل إلى ترتيب مناسب".
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.