رئيس الحكومة اللبنانية طالب أيضا اللجنة الخماسية المكلفة بتنفيذ ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بالعمل على انسحاب إسرائيل الكامل من أراضي بلاده...
طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الأربعاء، اللجنة الخماسية المكلفة بتنفيذ ومراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بوقف خروقات إسرائيل للاتفاق، والعمل على انسحابها الكامل من أراضي بلاده.
وتتشكل اللجنة الخماسية من كل من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر.
وقال ميقاتي، في بيان: "المطلوب من لجنة الإشراف الخماسية العمل على وقف الخروقات الاسرائيلية لوقف إطلاق النار، والتي أدَّت اليوم (الأربعاء) إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى".
والأربعاء، ارتكب الجيش الإسرائيلي 10 خروقات لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" حتى الساعة 18:40 ت.غ، بما يشمل 3 غارات بطيران مسير على مناطق عدة بقضاء بنت جبيل جنوبي لبنان، ما أسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخر بجروح.
وبذلك يرتفع عدد خروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار منذ سريانه قبل 14 يوما إلى 205 خروقات، موقعة إجمالا 28 قتيلا و30 جريحا، وفق إحصائية للأناضول استنادا إلى إعلانات وزارة الصحة ووكالة الأنباء اللبنانيتين.
وتابع ميقاتي، عبر بيانه: "مطلوب كذلك من لجنة الإشراف الخماسية العمل على انسحاب اسرائيل الكامل من كل المناطق التي تحتلها في لبنان، والتأكد من التزامها الفعلي بتطبيق مستلزمات ما نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 1701"، الذي اعترفا طرفا وقف إطلاق النار بأهميته.
ويدعو القرار 1701 الصادر في 11 أغسطس/ آب 2006 إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، آنذاك، وإنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين بين الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) ونهر الليطاني جنوبي لبنان، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
ومع ذلك رحب ميقاتي، بـ"تمركز وحدات الجيش اللبناني في منطقتي الخيام ومرجعيون (جنوبي لبنان) اليوم".
واعتبر ذلك "خطوة أساسية لتعزيز انتشار الجيش في الجنوب تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش اللبناني تمركزه في 5 مواقع حول بلدة الخيام بقضاء مرجعيون في جنوب لبنان عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي منها بالتنسيق مع قوة اليونيفيل "ضمن إطار المرحلة الأولى من الانتشار في المنطقة".
وأضاف الجيش، في بيان، أنه "سوف يستكمل الانتشار في المرحلة المقبلة، فيما ستُجري الوحدات المختصة مسحا هندسيا للبلدة بهدف إزالة الذخائر غير المنفجرة".
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود جنوب لبنان وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتواصل إسرائيل خرق الاتفاق بدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، وهو ما دفع الأخير إلى الرد، في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و59 قتيلا و16 ألفا و655 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.