تواصل الفرق العمل دون انقطاع للوصول إلى الطوابق السفلية من السجن الذي يوصف بـ"المسلخ البشري" لنظام الأسد ويُعتقد أنه مكون من عدة طوابق تحت الأرض..
رصدت وكالة الأناضول أعمال البحث عن أقسام سرية في سجن صيدنايا بالعاصمة السورية دمشق، أحد أشهر مراكز التعذيب بالبلاد في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وتابعت عدسة الوكالة جهود فرق الدفاع المدني السوري المعروفة بـ"الخوذ البيضاء"، التي تحاول الوصول إلى أقسام سرية يعتقد أنها موجودة بسجن صيدنايا، والذي تم تحرير معتقلين منه، بعد انهيار نظام حزب البعث، أمس الأحد.
وتواصل الفرق العمل دون انقطاع للوصول إلى الطوابق السفلية من السجن الذي يُعتقد أنه مكون من عدة طوابق تحت الأرض.
وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس "الخوذ البيضاء" رائد الصالح، إنه تم إرسال خمس فرق مختصة للاستجابة الطارئة إلى صيدنايا، يتقدمهم مرشدان مطلعان على تصميم السجن.
- "المسلخ البشري" لنظام الأسد
وفقًا لتقارير دولية، يقع سجن صيدنايا العسكري، الذي يوصف بـ"المسلخ البشري" على بُعد 30 كم من دمشق، وأصبح بعد مارس 2011 مركزًا لاعتقال المتظاهرين السلميين وعناصر المعارضة العسكرية.
وتشير التقارير إلى أن الآلاف تم قتلهم بشكل منظم وسري داخل السجن، حيث نفذ النظام إعدامات جماعية بدون محاكمات بين عامي 2011 و2015، بمعدل يصل إلى 50 شخصًا في الأسبوع.
كما توضح التقارير أن النظام احتجز المعتقلين في ظروف لا إنسانية، وعرضهم للتعذيب الممنهج، وحرمهم من الغذاء والماء والرعاية الطبية.
يذكر أن موظفاً منشقا عن نظام الأسد ملقب بـ "قيصر"، نشر صورا لنحو 11 ألف جثة لأشخاص قُتلوا تحت التعذيب في الفترة بين مايو 2011 وأغسطس 2013. وقد كشفت الصور عن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعتقلون في منشآت النظام.
ونشرت الأناضول هذه الصور لأول مرة عام 2014، وكانت بمثابة دليل على جرائم الحرب التي ارتكبها النظام السوري.
والأحد، سيطرت فصائل المعارضة السورية على العاصمة دمشق مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما، من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وحكم بشار الأسد سوريا لمدة 24 عاما منذ يوليو/ تموز 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد (1970-2000)، وغادر البلاد هو وعائلته خفية إلى حليفته روسيا، التي أعلنت منحهم حق اللجوء لما اعتبرتها "أسباب إنسانية".