حسان حمزة قال إن صانع العود "ينبغي أن يكون فنانا أيضا وإلا فإن ما ينتجه سيكون عود نجار بلا روح"
يتمسك السوري حسان حمزة البالغ من العمر 68 عاما بمهنة صناعة آلات العود في مدينة الباب بريف محافظة حلب.
ويعد حمزة صانع العود الوحيد في مدينة الباب، المطهرة من تنظيم "داعش" الإرهابي عبر عملية درع الفرات التي نفذتها تركيا في الشمال السوري عامي 2016 و2017.
ويواصل حمزة مهنته في غرفة بمنزله حولها إلى ورشة للعمل بعد عودته من تركيا التي جاء إليها بغرض العلاج.
وفي حديث للأناضول، قال إنه في شبابه كان يدرس الأدب الفرنسي في الجامعة إلا أنه اضطر لترك الدراسة في السنة الثالثة والعمل في مجال الكهرباء ولف المحركات بسبب الظروف المادية لعائلته في تلك الفترة.
وأوضح أنه تعلم العزف على العود في سن مبكرة، ونجح في صنع عود لنفسه عام 2000 دون تلقي أي تدريب في هذا المجال، وتفرغ بعد ذلك لصناعة آلات العود وبيعها.
ولفت إلى أنه أصيب بمرض السرطان عام 2013 وجاء إلى تركيا لتلقي العلاج، وتماثل للشفاء عام 2015 لكنه لم يستطع العودة إلى مدينة الباب بسبب احتلالها من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال إنه لم يكن هناك سوى "الخوف والظلام" في مدينة الباب عندما كان هناك "داعش".
وذكر أنه قرر العودة من تركيا إلى الباب عام 2021، وأن محبته لآلة العود شجعته على العودة.
وأفاد أنه يعاني من نقص المواد اللازمة لصناعة العود في المنطقة لكن أصدقاءه يرسلون له المستلزمات كالخشب والطلاء والأوتار من تركيا.
وذكر أنه باع آلات عود، قبل اندلاع الحرب في سوريا، إلى زبائن في الكويت والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وإسبانيا والمغرب.
وأوضح أن صنع آلة عود يتطلب منه شهرا على الأقل ويتغير سعرها بحسب المواد المستخدمة، حيث تبدأ الأسعار من 250 دولارا وتصل إلى ألف.
وأشار حمزة إلى أنه يبيع آلات العود التي ينتجها في الورشة إلى السوق المحلية، ولا يصدرها بسبب الحرب.
ولفت إلى تراجع الاهتمام بصناعة العود في العالم العربي، داعيا الحرفيين إلى تعليم المهنة ونقلها للأجيال الجديدة.
وبيّن أنه يمارس عمله وحيدا، قائلا إن هذه الآلة "يجب أن تُصنع بروح ويد شخص واحد".
وشدد على أن صانع العود "ينبغي أن يكون فنانا أيضا وإلا فإن ما ينتجه سيكون عود نجار بلا روح".